|
المؤتمر الوطني والتجديد الشامل (ا_3) بقلم الاستاذ/عمر صديق البشير
|
• بسم الله الرحمن الرحيم المؤتمر الوطني والتجديد الشامل (ا_3) بقلم الاستاذ/عمر صديق البشير
شهد المؤتمر الوطني في الايام القليلة الماضية نقلة كبيرة تمثلت في حدث زلزالي غير مسبوق في تاريخ السودان السياسي بصورة عامة وتاريخ الحركة الاسلامية بصفة خاصة حيث تنازلت قياداته التاريخية في الدولة والحزب عن مواقعها بعد طول عطاء ومجاهدات لافساح المجال لقيادات بديلة وشابة لمواصلة المسيرة القاصدة ونسبة للصدمة التي احدثتها عملية التجديد كثرت التفسيرات والتكهنات حولها بل عجزت عن استيعابها كثير من الاقلام والرؤوس ولم تدرك انها تمثل عمل مدروس ومخطط ويمثل احدي حلقات الاصلاح و التجديد الشامل في المؤتمر الوطني والتي ينتظر ان تصدر حولها وثيقة تاريخية للاصلاح الشامل وسوف تعقبها خطوات من التغيير والتجديد علي كافة المستويات المركزية والولائية والمحلية والقاعدية وسوف نحاول هنا ان نتناول اهم محاور الاصلاح والتجديد في المؤتمر الوطني حيث نتناول في في المحور الاول ضرورة و اهمية تجديد الهياكل والقيادة و في المحور الثاني ضرورات تجديد الخطاب السياسي للمؤتمر الوطني وعلاقاته التنسيقية بكافة القوي السياسية واهمية تجديد الممارسة السياسية في البلاد واصلاحها حتي يتحقق الاستقرار السياسي المنشود
• اهمية تجديد الهياكل والقيادات and#61623; لعل المؤتمر الوطني في مسيرته القاصدة والتي تعتبر امتداد طبيعي لمسيرة الحركة الاسلامية السودانية منذ نشاتها الاولي وعبر تطوراتها المختلفة مثل الجبهة الاسلامية للدستور والجبهة الاسلامية القومية حيث درجت علي ان تكون تنظيم وطني وجماهيري مفتوح وعلني في اغلب اطواره الا ما اقتضته الضرورة في بعض الاوقات والازمنة السياسية من جنوح للعمل السري حينما تقفل امامها او تضيق ابواب العمل السياسي العلني حتي جاءت ثورة الانقاذ الوطني كمشروع سياسي مشترك بين الوطنيين من القيادات العسكرية والاسلاميين وبناء علي ماسبق فان المؤتمر الوطني قد شهد عدة اطوار للتجديد والتغييرفي الخطاب السياسي و في المفاهيم والاطر التنظيمية وفي القيادة وقد حدث ذلك في كافة المراحل كاستجابة طبيعية لتحديات وضرورات كل مرحلة من مراحل تطوره السياسي منذ ان طرحته ثورة الانقاذ الوطني في بدايات عهدها كوعاء شامل وجامع لاهل السودان وكاساس لتجديد اطار النظام السياسي و في محاولة لوضع لبنة في مسيرة الاستقرار السياسي في البلاد ثم جاءات مرحلة التوالي السياسي ثم مضت مسيرة التطور والتنمية السياسية الي مرحلة التعددية الحزبية الشاملة ثم كانت مرحلة المفاصلة والتي تمثلت في خروج بعض القيادات التاريخية وانشقاقهم لتكوين المؤتمر الشعبي ثم جاءت مرحلة اتفاقية السلام الشامل ثم الفترة الانتقالية والتي انتهت الي انفصال الجنوب ومع كل تلك التطورات كانت تحدث تغيرات في قيادة الحزب وفي نطامه الاساسي وفي هياكل القيادة الا انها مع تطوال العهد لم تلبي اشواق جماهير الحزب ولم تعالج تراكم القضايا الداخلية للحزب والتي تمثلت في أزمات متكررة اصبحت تهدد بالانفجار السياسي مع تضخم الحزب وتوسعه وانتشاره وهنالك ايضا ازمات استجدت واصبحت تبرز من خلال بعض مظاهر الخلافات السياسية والفكرية وبعض اشكال الصراع الداخلي بسبب اختلاف الرؤي وتداخل الاجيال في مسيرة الحزب وادت الي تنامي دعاوت التغيير والاصلاح التي كادت ان تؤدي الي انقسام جديد لولا ان تمت محاصرتها ومعالجتها عبر تفعيل لوائح المحاسبة والانضباط ولذلك لم يخرج الا قلة من الاعضاء ليكونوا حركة الاصلاح الان ولكن كانت جماهير الحزب وقيادته علي اتفاق علي ضرورة التغيير والتجديد والاصلاح عبر الاطر التنظيمية للحزب وليس عبر القنوات المفتوحة ووسائل الاعلام ولعل ضرورات الاصلاح والتغيير في المؤتمر الوطني تنبع من تراكم اداءه السياسي لفترة طويلة حيث اصبح الحزب كغيره من التنظيمات السياسية السودانية عرضة بان تصيبه امراضها السياسية المتمثلة في تزايد حالات الخروج و الانشقاقات، التي تضرب بعض الأحزاب في نهايةالمطاف او الحالات التي تنذر بحدوث اوضاع حزبية قابلة للانفجار بسبب حالات التجمد اوالتكلس السياسي حيث ان قيادات الاحزاب السياسية في السودان تستمر الي ثلاث او اربع عقود في المعتاد ولاتعرف التغيير او الاستثالة او التبديل الا بعد موت الزعيم ولعل ذلك يجسد ازمة الديمقراطية في احزابنا السياسية علي مستوي ممارستها لها في داخل هياكلها التنظيمية وفي ممارستها لها علي المستوي السياسي العام مما اورث البلاد عقبات ومشكلات سياسية مزمنة اقعدت بها ومنعتها عن سلوك طريق التطور والاستقرار ولعل الفترة الماضية قد اصابت المؤتمر الوطني بذات الداء الذي لازم احزبنا السياسية ولازالت تعاني منه بسبب افتقار تلك الاحزاب لارادة التغيير والاصلاح السياسي وعدم تعاملها الجاد مع مايعتريها من أزمات متراكبة ومتطاولة في اوضاعها الداخلية والتي تنتج عن تراكمات الاداء واخطاء الممارسة والتي تعتبر نتاج طبيعي لمحصلة الممارسة السياسية داخل الأحزاب ولعل هذه الازمات التي تصيب الاحزاب السياسية عديدة ولكن سنتطرق هنا لاهمها والتي تتمثل في :_ • أزمة تجديد العضوية. • أزمة الديمقراطية. • أزمة الترابط والانسجام . وهذا ماسوف نتناوله في الحلقة القادمة حيث نستعرض هذه الازمات الثلاث واثرها علي المؤتمر الوطني وكل الاحزاب السياسية مما يجعل هنالك ضرورة ملحة لعملية الاصلاح والتغيير
|
|
|
|
|
|