|
جوبا تتحول الي ثكنة عسكرية وسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا تنصح رعاياها بالحذر والاحتياط
|
www.sudandailypress.net محمد فضل علي..شبكة الصحافة السودانية الكندية تتناقل وكالات الانباء العالمية في هذه اللحظات انباء التطورات الاخيرة التي حدثت في عاصمة الدولة الجديدة في جنوب السودان وانباء القتال الذي اندلع داخل مقر القيادة العسكرية والحرس الرئاسي لحكومة الحركة الشعبية وذلك بين مجموعات قبلية تتبع لقبلية الدينكا وبين مجموعات عسكرية من قبائل اخري وجاء في الاخبار ان اطلاق القذائف قد هز مدينة جوبا وتسبب في حالة من الذعر والهلع بين السكان المدنيين واشارت الانباء ايضا الي انتشار الجنود الحكوميين في مواقع استراتيجية في المدينة التي تحولت الي ثكنة عسكرية بينما ناشدت قيادة الجيش الحكومي المواطنين البقاء في منازلهم حتي اشعار اخر في الوقت الذي استمر فيه القتال طوال ليلة امس. الي ذلك قالت وكالة رويتر ان القتال قد تجدد صباح اليوم الاثنين بين المجموعات القبلية العسكرية المتناحرة وذلك علي خلفية اقالة الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت نائبه رياك مشار والامين العام للحركة الشعبية والحزب الحاكم المفترض باقان اموم واحالته للتحقيق في يوليو الماضي. وجاء في الانباء ان القيادي الجنوبي باقان اموم المعروف بميوله الانفصالية قد اصبح يخضع لما يشبه الاقامة الجبرية ومنعه من مغادرة منزله والظهور في الاماكن والمناسبات العامة وذلك علي حسب تصريحات له امس الاول لعدد من الصحف ووسائل الانباء قال فيها ان قوات الامن التابعة للحكومة وبتعليمات مباشرة من الرئيس سلفاكير قد منعته من حضور اجتماعات مايسمي بمجلس التحرير. الي ذلك فقد جاء في اخر الانباء الواردة من مدينة جوبا ان سفارات الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا قد طالبت رعاياها بالحذر والاحتياط والتقليل من الحركة والتجول داخل المدينة ما امكن ذلك. ولكن قناة العربية ذهبت في اتجاه اخر وقالت في تقرير اخباري لها في هذا الصدد ان جنوب السودان قد شهد محاولة انقلابية وهجوم علي وزارة الدفاع استهدف مخازن للاسلحة والذخيرة وقالت القناة ايضا ان قوات الحرس الرئاسي التابع لحكومة سلفاكير قد فشلت في احتواء الموقف والسيطرة عليه وذلك علي لسان مراسلها في المدينة الجنوبية الذي قال ايضا ان هناك حالة من الهلع والنزوح من المدينة وسط السكان. هذا فقد برز وسط هذا الصراع المسلح جسم سياسي معارض اطلق علي نفسه التيار الديمقراطي التقدمي في الحركة الشعبية..طالب في بيانات له رئيس الحكومة الجنوبية الراهن سلفاكير ميارديت بتقديم استقالته واعتزال العمل السياسي وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة في العام 2015 علي حد بيان لهم في هذا الصدد. ويتلاحظ وسط هذه التطورات السريعة والمتلاحقة في مدينة جوبا غياب اي ردود فعل واضحة وسط الشماليين الموالين لما تعرف باسم الحركة الشعبية منذ ايام الزعيم الراحل ومؤسس الحركة الدكتور جون قرنق الذي لقي حتفه في حادث طائرة في ظروف غامضة ومعروف ان هذه المجموعة التي تطلق علي نفسها قطاع الشمال لم تدلي باي موقف واضح حول انفصال جنوب السودان في الوقت الذي ظلت تنشط فيه بفاعلية في معارضة الحكومة المركزية في شمال السودان تحت مظلة التحالف العسكري والسياسي الجديد الذي اطلق عليه اسم الجبهة الثورية الذي اصبح يشكل تهديدا واضحا لحكومة الخرطوم في ظل تحركاته الخارجية وعملياته العسكرية في بعض اجزاء كردفان واقليم دارفور. ولا يمكن ان التهكن بما يمكن ان تسفر عنه هذه الاحداث التي اندلعت في جنوب السودان منذ امس الاول والي اي مدي من الممكن ان تؤثر في مستقبل العملية السياسية والاوضاع البالغة التعقيد في شمال السودان ولكن من المؤكد ان الاوضاع في جنوب السودان لن تعود الي طبيعتها وان ثمة تغيير كبير سيحدث في ذلك الجزء من الدولة القومية السودانية الذي انفصل عنه في عملية متعجلة شاركت فيها الي جانب المجموعة الاخوانية الحاكمة في الخرطوم والمجموعة الانفصالية الجنوبية في الحركة الشعبية بعض الاطراف الدولية وعلي راسها الادارات الامريكية السابقة والراهنة وبعض الجهات الاوربية التي تولت رعاية العملية الانفصالية في جنوب السودان.
|
|
|
|
|
|