|
من يحكم السودان بعد الإنقاذ ؟ المجلس الوطني الإنتقالي. خالد عثمان
|
من يحكم السودان بعد الإنقاذ ؟ المجلس الوطني الإنتقالي. خالد عثمان الصورة المُتّخيلة لحكام سودان ما بعد الإنقاذ في مجملها غير واضحة وتستعصي على المحلل الحصيف، فالقوى الرئيسية في الساحة هي الحركات المسلحة بالاضافة الي الميليشيات الاسلامية المتفلتة، بينم تكافح القوى السلمية في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة في ظل العزوف الجماهيري عن العمل الحزبي بسبب عبثيته وتغير الخارطة السياسية السودانية. وفي يقيني انه لايمكن التكهن بنتيجة أي انتخابات لوتوفر مناخ ديمقراطي نزيهة، فحزب الامة قد تشتت لمصلحة الحركات الدارفورية ولم يعد السيد الصادق المهدي فرساً للرهان، ولا أبنائه الذين يعملون في صف "العسكر الحرامية" ، أما مولانا السيد محمد عثمان فقد آثر الصمت حتى أنتفض الوقور الشيخ حسن أبو سبيب رافضاً لهذه الحكمة الصوفية التي قد تستغرق زمناً مثل عمر أهل الكهف. وبإنسلاخ الأمة وبضعف الإتحادي يصبح حزب المؤتمر الشعبي هو أكثر الاحزاب شعبية وفعالية في تحالف قوى الاجماع الوطني بالاضافة الي مجموع القوى الديمقراطية من احزاب اليسار، ويشكل تكوين التنظيم الاسلامي المعارض الجديد المسمى بالحركة الوطنية للتغيير إضافة الي المعارضة الاسلامية التي يمكنها تحريك الشارع. واذا تمعنا في الأمر جيداً، نجد ان ما يسمى بالحركة الاسلامية اصبح خارج السلطة، ونجد ان المعارضة الاقسى على الإنقاذ هي التي خرجت من صفوفها، وان نصف قادة حكم الانقاذ سابقاً هم في قيادة المعارضة. ان اكبر التحديات التي تواجه الشعب السوداني هي كيفية التصالح والعمل مع هذه القوى الاسلامية الفاعلة ، والسؤال الاكبر هل يمكن للشعب السوداني الثقة مرة في طرح الاسلام السياسي وهل هنالك أي خيارات بعيداً عن السلاح وبعيداً عن الجيش. وصمام في كل هذه العملية المتأهبة للتغيير هي القيادة الرشيدة والمحنكة ونتفاءل كثيرا بقيادة السيد فاروق أبو عيسي لتحالف قوى الاجماع الوطني والذي وضع يده على يد الشيخ حسن الترابي كإعلان بقبول للمشاركة للقوى الاسلامية وفق ضوابط جديدة، وليس للشعب السوداني أي خيارات غير القبول بالآخر في ديمقراطية كاملة غير منقوصة. هنالك جانب مهم لم يتم تناوله بصورة كافية وهو دور المهاجرين في إعادة بناء السودان ومشاركتهم في السلطة بعد ذهاب الانقاذ، ويمكن للمهاجرين لعب دور فاعل في ربط تنسيقيات الثورة السودانية والحركات الشبابية مثل قرفنا ، ومرقنا وغيرها مع تحالف قوى الاجماع الوطني في مجلس وطني إنتقالي يبدأ العمل من الآن في وضع الخطط البديلة والدراسات الاقتصادية والاستراتيجية لتلافي الآثار المدمرة لسقوط الانقاذ وتلافي بقاء البلاد مابين البلاء والمسغبة، كذلك التدخل في العمليات الاسعافية بالتعاون مع المنظمات الدولية. ويمكن لنا في المهجر تبني وتمويل إنشاء المجلس الوطني الانتقالي الذي يستوعب كل السودانيين كخطوة أولى لكنس العصابة التي تتحكم في بلادنا، وتمثل تجربة نفير وإستخدام التقنية الحديثة ووسائل الاتصالات المتاحة في دعم المتأثرين خير مثال لدور المهاجرين في صنع وإنفاذ التغيير ، والرسالة التي يجب ان يسمعها البشير ومن معه باننا عائدون عائدون للمشاركة في التغيير والعملية الديمقراطية وبانكم ذاهبون الى سلة مهملات التاريخ.
|
|
|
|
|
|