الحضرة الشومانية/محمد رفعت الدومي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2013, 03:05 AM

محمد رفعت الدومي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحضرة الشومانية/محمد رفعت الدومي

    ( الحضرة الشومانية )*

    ينتصب ليل الدومة كمأذنة مهجورة خلال وشائج جلية ، وشائهة ، من الخواء الروحيِّ القاتل ، وتتجلي ألوان البهجة في أدني بقعةٍ في الظلِّ حدثاً باهظاً ، ينخرط في لهجات المتعبين غابة من الأيام قبل تحققه ، وغابة من الأيام بعده ، وتجد الحضرة الشومانية ، حتي بعد أن واجهت إلغائها ، التعبير عنها في الكثير من النبض الشهير في أوردة الليالي الخوالي ، والقادمة ، التي وزعت ، وتوزع ، نقاط البهجة في أفق الدومة الآسن .

    وحتي كتابة هذه السطور ، لا يزال الريش يتطاير من جيوب ذاكرة الدومة الكلية ، فينساب في سطحها شلالٌ من العصافير لا يصدأ ، ولا يواجه إلغائه ، تكريماً لذكري الأخوين " أحمد ومحمد أبوشومان " المرحومين ..

    يدق الأخوان أحمد ومحمد أبو شومان طبلتيهما علي نحو مذعور ، ولكنه حميم ، قبل سلة من الأمتار من مظان الحضرة ، فتستقبل النساء وفادتهما بالزغاريد ، تستخف بعض الصغار نار لمرح الداخلي فينزعون ثيابهم ، ويصير الصخب ممتلئاً حتي كأنه هدوء ، ويندمج مع الهمس ، والأسرار الخفية ، وأصداء البيوت ، وحفيف الأشجار في الحقول ، ونقيق الضفادع ، وخفقات أجنحة الفراشات السحيقة ، وانتفاضات البهائم في الحظائر تنفض الغبار والحشرات عن جلودها ، فيشتعل الليل كفضيحة ، وتصبح نار المرح الداخلي تعبيراً محمياً لا يتسع له الكثيرون .

    يدق الأخوان لدقيقتين طبلتيهما وقلبي ، واقفين في صدر المكان وقلبي ، ثم تهبط حدة الإيقاع تدريجياً ، حتي يتفتت تدريجياً إلي شكوك غامضة ، تتابع خفوتها ، ثم ، فجأة ، تتلاشي ، لتتماسك من جديد عقب انتهاء طقوس العشاء ، وتنتظم حلقات الذكر انتظاماً ركيكاً في البداية ، لا يلبث أن يحتشد ، وتتحول الأجساد إلي جمل روحية ، عندما يتأكد العم محمد أبو شومان من إمساكه التام بأزمة الرجال المترنحين علي الحافة الغامضة ، وفي لحظة معايرة بعناية خاصة ، يبدأ في ترديد العديد من الحكايات الأسطورية عن السيد أحمد البدوي ، الذي .. أبو بطن واسعة ، والذي شرب ماء البحر برشفة واحدة ليعيد طفلاً غريقاً إلي أمه ، والذي .. كان المريدون يلتقطون بيض طيور الفردوس من صومعته ، وفي الحقيقة ، لم يقل العم محمد لنا و للتاريخ ، هل كان ذلك البيض نيئاً أو مسلوقاً أو مشوياً في نار جهنم ؟ ، أو لم أفهم علي أية حال ، ولكن ذكري مشابهة ، وهزي إليك بجذع النخلة ، تدفعني إلي يقين بأنه كان نيئاً ، ليدرك الذين يفضلونه مسلوقاً أو مشوياً قيمة العمل ! .

    وتعبر الأساطير تباعاً من نفس إلي نفس ، خلال الفجوات الذهنية ، تحت درع ثقيل من الاعوجاج الفكري ، دون عائق ، بل والإيمان الطليق في صحتها ، أو هكذا يظن الحمقي ، هم أكثر خبثاً بالتأكيد الزائد عن الحد ، وهم لا يصدقون إلا ما يرون ويلمسون ، لقد اتخذوا من التعايش السلميِّ مع كل المعتقدات درعاً يحرسون به بقاءهم ، تقليد دوميٌّ خاص ، وهذا يقودني إلي حكاية طريفة ، ورائجة ، للعم محمد أبو شومان ، تعكس المشهد كاملاً ، وتشوهه تماماً .

    كان العم محمد ذات ليلةٍ مستغرقاً في حالته تماماً ، وكان يردد ، بنغم سكَّري :

    ساكن طنطا ، وفـ مكة صلاااااتو ! -

    واقتحمت حالته ، فجأة ، زوجته ، الخالة صديقة ، مذعورة ، وألقت عليه نبأ شجار عائليٍّ كان لا يزال نشطاً حول بيوتهم ، وأضافت ، أن العم "حلاتو" كان في زيارة للدومة ، وتدخَّل كطرف أصيل في المعركة ، فتحلل تعبير الرضا علي وجهه إلي غضب ، ويبدو أنه لم يتمكن من الانسحاب من حالته في الوقت المناسب ، وربما كان الغيظ ، وربما الذعر من تهور العمِّ حلاتو ، هو ما جعله يصعد بالإيقاع إلي ذروة العنف ، واستأنف الإنشاد بشكل مروع ، وهو يتساءل ، بنغم عدائي :

    وايش دخَّلو فيها حلااااااتو ؟!! -

    تعليق حقيقيٌّ ، بشكل متعصب علي أفكارنا السابقة عن الزنادقة ، وخبث الزنادقة حيال الحياة .

    هناك بعدٌ آخر لشخصية العم محمد أبو شومان ، العم محمد أبو شومان مؤذن المغرب الدوميِّ في رمضان .

    بعدٌ ثالثٌ لا ينتبه إليه الكثير من الدوميين ، أروع مؤذني المغرب في رمضان علي الإطلاق .

    محمد رفعت الدومي


    * بعض من اسهار بعد اسهار























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de