|
لعنة مايو تطارد الانقاذ/اكرم محمد زكى
|
اذا حللنا تركيبة قياديى الانقاذ من حيث المقدرات الذهنية والخبرات نجد انها ترتكز على اربعة ارجل - اولها الدرجات العلمية من بروفسير الى دكتور ومهندس ثم بعد ذلك الثقافة الاسلامية او الدينية ثم العسكرية وقوة الانتماء والنخراط فى العمل العسكري واخيرا الجاه ويشمل النسب والقبيلة اضافة الى الوضع المادى وكلنا يدرك انهم قد منحوا انفسهم الفرصة ليتمكنوا من الثروة فى هدوء بعيدا عن كل حسيب ورقيب والان وصلوا الى مرحلة التلقائية حيث تصب اموال الدولة بطرق مختلفة فى نهاية المطاف فى حسابات تحت امرتهم
لاحظ ان كل من فى قيادة الانقاذ لابد من ان يتمتع ب 50% من هذه الاربعة على اقل تقدير لكن بقيت الصفتان اللتان لا تلتقيان ابدا هما صفة العسكرية وصفة الدرجة العلمية المرموقة وهذا ما منع اختلاط الزيت بالماء كما اسلفنا فى المقال السابق (الصراع الرهيب) وحافظ على وجود تيارين متوازيين داخل جسد الانقاذ : الساسة والعسكر
بهذا التصنيف تتاهل اسرتى المهدى والميرغنى ليكونوا ضمن القيادات تلقائيا ودون الحوجة لان يكونوا اعضاء فى المؤتمر الوطنى (لاحظوا كمية التزاوج بين الانقاذيين واسر حزب الامة العريقة) كذلك الحال مع من صمد من ابناء الاسر الكبيرة من الراسماليين
اما بقية القيادات الوسيطة وغير الهامة فتاتى فى المرتبة الثانية برغم ان المسافة بينهم وبين القياديين واسعة من حيث الالمام بما يحدث فى كواليس الحكم واتخاذ القرار و القوة والنفوذ اضافة الى العائد المادى (مايسوقه الله لهم من رزق) الا انهم يتمتعون ايضا بنفوذ ومداخل للسلطة والثروة
من الغريب وقد تكون مصادفة تجعل انه من السهل جدا التفريق بين فريق القياديين والمعاونين فكلما ارتفعت مكانة الانقاذى كلما خفت لحيته حتى تختفى تماما او تتحول الى خط رفيع او او غشاء فضى لامع عند عظمائهم
اما بقية الشعب او العامة او كما فى تعريفاتهم -الاغلبية العاطلة عن التاثير - فهم للاسف شعب السودان الاغبش لايفرقون فيه بين اعضاء مؤتمر وطنى او قبائل او نساء او رجال بمن فيهم المعارضين ، فاذا تاب احد المعارضين فيقوموا على الفور برفعه رفعة نوعية حتى يرتقى الى مكانتهم طبعا مكافاة له والاهم من ذلك ليشتد الفارق بينه وبين من حوله فتتفسخ الصلات ويصعب الوصال ويكتمل التحييد
كان تخطيط عراب النظام الاول والاوحد حسن الترابى ان يكون هو العقدة التى تربط راس هذا النسج حيث يكون هو القابض على وحدته وقوته من اعلى نقطة وهى حلمه الكبير الذى ظل يعمل له منذ ان كان طالبا وتبلور وتحددت معالمه عندما استوى وهو ان يكون اية الله عند السنة كما ابهره اية الله الخمينى عند الشيعة فبقى يحلم بالملايين يقفون ورائه ليؤدوا صلاة الجمعة المنقولة عبر الجزيرة لكل دول العالم ثم ليهز هديرهم ارجاء العالم وهم يهتفون هى لله ويقدمون جيوش الشهداء وسط الملايين من اعضاء جيوش الدفاع الشعبى مخضعة بين ايديه افريقيا ومصر والخليج العربى
للاسف بدات احلام شيخ الاسلام تسير فى طريق مش تمام ، فبعد الاعدامات والبطش الجماعى للشعب وتشريد ابناءه بدا تباعه الاقربون يلتفتون الى ما هو ادنى - الثروة - ولما حاول ان يزجرهم هجموا عليه ولسان حالهم يقول اشمعنا انت تشفط ونحنا نسكت فانفرطت العقدة واصبح كل منهم يمارس التمكين كيفما يراه هو لكن بقى الود بين العسكريين الذين تربوا فى عسكرية مايو كما بقى الود بين اصحاب الدرجات العلمية الذين نشاوا ودرسوا فى نظام مايو لكن بدات الهوة بينهم تتعمق والشقة بينهم تزيد فى الاتساع وفى خضم ذلك بدا البعض يحاول القفز من صفوف الساسة الى صفوف العسكر ليضمن طول البقاء كما بدا بعض العسكر فى القفز الى صفوف الساسة لكن سقطوا بعيدا منها
ان الاجيال التى نشات وترعرعت فى ظل الانقاذ لا زالت محيدة غير مقتنعة بما قدر لها ان تكون كما انها فى حالة من الصدمة والدهشة لحالها الان اما الاجيال الفاعلة على الساحة شئنا ام ابينا فهى التى اختلطت بمايو حتى الثمالة تارة محاربة لها وتارة متحالفة معها وان اتفقت جميعا ان تقتطعها وتلغيها من تاريخ السودان وتستمر فى حالة الانكار لكن مايو ايضا كانما ابت الا وان تلقى بلعنتها على الجميع مذكرة الجميع بمن فيهم الترابى والصادق والميرغنى وابوعيسى وعلى عثمان بل وكل ممن فى السلطة او المعارضة انها قد بثت جيناتها فيهم تعليما او توظيفا او ممارسة او تحالف او مصالحة وانهم ما زالوا يراوحوا اقوالب التى وضعتهم فيها والصراعات التى كانوا عليها حتى بعد زوالها بما يقارب الثلاثة عقود !!and#1633;
انقلاب نوفمبر انتهى بثورة اكتوبر (شهر قبله ) ومايو انتهت بثورة ابريل (ايضا شهر قبله) فهل تحل لعنة مايو على الانقاذيين لتنتهى يونيو بثورة مايو الجديد ؟!and#1633;
اللهم احسن عاقبتنا فى الامور كلها وبدل سوء حالنا بحسن حالك اللهم ارحم شهدائنا اللهم ارحم شعوبنا
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|