|
الرئيس التشادي إدريس ديبي وتدخُلِه السافِر في الشأنِ السوداني(3) بقلم/ عبد العزيز عثمان سام
|
الرئيس التشادي إدريس ديبي وتدخُلِه السافِر في الشأنِ السوداني(3)
بقلم/ عبد العزيز عثمان سام- 12 نوفمبر 013
في هذا الجزء الثالث، وقبل الأخير من هذه المادة، نواصل ما إنقطع في الجزء الثاني المنشور في المواقع المختلفة. دَفَقٌ طبيعي ومواصلة لنفس الأفكار، ونقول الآتي: نحن لا نلوم الرئيس التشادي علي خَطلِ الطريقة التي يفكر بها، وفي تأسيس تصوراته الإستراتيجية، وتصويره القاصر لحركات الكفاح المسلح في السودان وتقذيمها إلي مستوي القبيلة. بما يُظهِر للعامة أن رئيس تشاد لا علم له بما آلت إليه الأحوال في المعارضة السودانية من توحيد حركات الكفاح المسلح السودانية جميعها، تحت مظلة الجبهة الثورية السودانية2012م، ثم إجتماع عموم المعارضة السودانية بالداخل والخارج في كمبالا يناير 2013م والتوقيع علي ميثاق الفجر الجديد"New Dawn Charter" توطئة لإعادة بناء دولة سودانية جديدة بهوية حقيقية وحريات عامة وخاصة وحقوق إنسان، وتحديد علاقة الدين بمؤسسات الدولة وإعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة لإظهار التنوع والمشاركة والعدالة في إقتسام السلطة والثروة وجهاز الدولة. ثم، هل يخفي علي الرئيس التشادي ديبي، أنَّ القادة، والقوات، من أبناء قبيلة الزغاوة في الجبهة الثورية السودانية والحركات المكونة لها، أنَّ هؤلاء لا يمثلون قبيلتهم فقط، وأن لا مجال للقبيلة في مُعالجةِ المُشكِل السوداني العام؟؟ وأنهم لا يناضلون من أجل تحقيق مطالب شخصية لأنفسهم أو مناطقهم أو قبائلهم وأسرهم فحسب!!؟؟.. لا يا رئيس دولة تشاد، يجب أن تقف علي جلية الأمر، وأن تُكلفَ فريقاً ذو دِراية بهذه الأمور ليُعِدَّ لك تقريراً شاملاً عن هذا الموضوع قبل الخوض فيه هكذا، هذه نصيحة مِني لصاحب الفخامة رئيس دولة تشاد، لوجهِ الله تعالي. كما لا يليق برئيس دولة تشاد الجارة، أن يُفكرَ في أكتوبر 2013م بنفس عقلية سنة 2002م عندما حاول التحرك للقضاء علي حركة/ جيش تحرير السودان "فخذله" جيشه كما أعترف هو بطوعه في أم جرس لأعيان زغاوة السودان!! فليعلم الرئيس ديبي أن جيشه ذاك قد إزداد وعياً وإدراكاً خلالَ عِقدٍ من الزمان. والرئيس ما زال يريد تكليف ذات الجيش، بذات المهمة التي رفض تنفيذها قبل عشر سنينَ عدداً، رُغمَ علمه التام بردِ جيش دولة تشاد الجارة الشقيقة هذه المرة أيضاً، والذي سيكون أكثر قوةً ووضوحاً ونضوجاً ووعياً من رده موديل 2002م.. سيكون رد الجيش التشادي هذه المرة، رفض سنة 2002م أسِ عشرة. رُبَّما، والله أعلم، مُكرَهٌ أخاكَ الرئيس إدريس ديبي، لا بطل!! فجامعة الدول العربية(الأب الروحي وحامِي حِمَي عمر بشير بطل التطهير العرقي في السودان) تحتفظ بملفات وفصائل معارضة عديدة ضد الرئيس التشادي ديبي، خاصة بعد فقده لحليفه الإستراتيجي الزعيم القذافي(أنظر خطاب فريق أول ركن/ محمد جراهام عمر شاؤول، المفتش العام للجيش السوداني بهيئة الأركان المشتركة إلي وزير الدفاع، بصورة للقائد الأعلي للقوات المسلحة (عمر بشير) بتاريخ 16 أكتوبر 2013م وموضوعه: معسكرات المعارضة التشادية ومقاتلي "مالي" سأرفقه بهذا الجزء)، وحقيقة إحاطة الجماعات الإسلامية الجهادية بحُكمِ إدريس ديبي إحاطة السُوار بالمِعصَم، وتهديدهم له بعزائم الأمور بعد تدخله في مالي ضد الجهاديين الإسلاميين بجانب فرنسا أو الغرب عموماً. أقول أن الرئيس التشادي ديبي ينطبق عليه مقولة: مُكرَهٌ أخاك لا بطل، ومُجبَر من الكيزان المتشددين الجهاديين الإسلاميّن لمساعدة ومناصرة "الجهادي السوداني عمر بشير المطلوب للعدالة الدولية" في مواجهة حركات الكفاح المسلح السودانية في الجبهة الثورية السودانية وعناصرها، وإلَّا، فسوف يُطلِقون عليه السِباع الجهادية الإسلامية المتوحشة من معاقلها بكل من: "معسكر المعاقيل بالفرقة الثالثة مشاة شندي" و"معسكر الدفاع الشعبي/ القطينة" و" معسكر مقاتلي(مالي)بالفرقة عشرين مشاة/الضعين" تتناوشه حتي تقضي عليه ويذهبَ ريحه. وبفرض صِحَة هذا السيناريو، فإنّ ما يجب أن يعلمه الرئيس ديبي هو أنّ الجهاديين الإسلاميّن هؤلاء لن يتركوه وشأنه أبداً؟؟ عاوَنَ عمر بشير أو لم يعاوِنه، فليعلم ديبي أنه هدف إستراتيجي للجهاديين الإسلاميين في السودان أو إيران أو قطر أو القاعدة أو القرضاوي أو لبنان، لأن ديبي"علماني" لا يخلط بين الدين ومؤسسات الدولة، ويؤمن بحرية الرأي والتعبير، وتشاد في عهد ديبي قد شهد إنفراجاً كبيراً في حرية الرأي والتعبير، فلا حَجرَ علي حرية الرأي والتعبير في دولة تشاد. فإن شأء ديبي النجاةَ والنجاح، فلينضم اليوم قبل الغد إلي مسيرة الجبهة الثورية السودانية، وإلي مدرسة ثوار 30يونيو2013م في جمهورية مصر بقيادة البطل النادر الحدوث الفريق/عبد الفتَّاح السيسي، والقاضي العظيم المستشار/عدلي منصور، ورئيس الحكومة الرجل الشجاع/الببلاوي، والرِفاق الشُرفاء في حركة "تمرّد" وعموم أهل مصر المؤمَّنة بأهلِ الله. وملحَمة "تسلم ها الأيادي" التي أبدعها فنانو مصر ليست لمصر أم الدنيا وحدها، بل هي لجميع الثوار المقاتلين لأجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، هي هدية السماء لأنصار الحق والعدل والحرية والكرامة الإنسانية في الدنيا كلها، هي رمز وشعار لإحقاق الحق وجلب المنافع ودرء المفاسد، وتحقيق الأمن والإستقرار والتنمية في هذه المنطقة.. اقول هذا، واعلم أنَّ تونس لم تفقد بعدُ الأمل في إزاحة نظام الإسلام الجهادي المتشدد من سُدّة الحكم وسرقة ثورة الشعب التونسي، فالتحية لنقابة "الشُغل" التونسية، والله معهم. أرسل القول لرئيس تشاد الموقر، والذي أعتقِد أنه قد فقد البوصلة وأصبح "يحِش في زرع ما بتاعو" أقول له صادقاً وناصحاً: أبتعد عن الكيزان الجهاديين الإسلاميين وإلا قضوا عليك كما قضو علي حليفك الإستراتيجي الزعيم معمر القذافي، ويَمٍّم وجهك شطرَ القاهرة دون إبطاء، وأقِم مع هؤلاء الرِفاق الوطنيون الشرفاء الأشاوس (منصور/ السيسي/ ببلاوي/ تمرد/ شعب مصر العظيم) شراكة إستراتيجية لتخليص المنطقة من خطر كيزان الإسلام الجهادي الفاسِد المُفسِد، وأدخل معهم في شراكة حقيقية وصادقة عبر برامج وخطط إستراتيجية، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدي لإنقاذ المنطقة وعموم إفريقيا من هذا الخطر الماحق. فلا أمل في إنقاذ هذه المنطقة سِوي بمثل الإجراءات التي تقوم بها الآن الحكومة الإنتقالية لجمهورية مصر. الوقت كالسيف يا سيادة رئيس دولة تشاد، فإستغِل وضعك الراهن كرئيس دولة في كرسي الحكم لإنقاذ هذا الوضع الخطير المنذر بخطر داهم علي الجميع.. وأعلم أنه لن تسنح مثل هذه الفرصة التأريخية لأحدٍ غيرك الآن! فلا تتردد في حماية حُكمَك وبلدك وشعبك وعموم المنطقة، والجميع سيقف معك ومن حولك، وستكون بطلاً إفريقياً يُخلِدُ زِكراك التاريخ مثل الآباء المؤسسين، المختار ونيريري وكنياتا وعبد الناصر ونكروما ولوممبا وبنبيلا وبورقيبة، ومانديلا.. إلخ. إستغل هذا الزخم Momentum الحقيقي الشاخِص أمامك لتكون بطلاً ومنقِذاً، وأن تكتب لنفسك تاريخاً مشرفاً يخلده لك الأجيال تلو الأجيال. فلا تتردد في أن تتحول إلي منقذ وبطل إقليمي حقيقي، بدلاً من مجرم شرير بسلوك طريق الهلاك الذي إخترته لنفسك ولأهلك في أم جرس. فعيبٌ علي رجلٍ مثلك أن يعسْكِر مع الطغيان، وعارٌ أن تُسلِّم صغارك وشعبك وأهلك وبلدك ومنطقتك للغول. أعتقد أنَّ الرئيس ديبي لم يُقدِم تضحيات كبيرة لأجل وطنه وشعبه والمنطقة حتي اليوم، وها قد أتته الفرصة كالحسناء تجرجر أذيالها ليغفِر ويكفِرّ كل خطاياه وتقصيره، وأن يقدِّم خدمة إنسانية جليلة وحتمية لإنقاذ وطنه وشعبه وعموم هذه المنطقة من الأشرار.. والمشاركة مع الأحرار في عملية بطولية لوقف طموح الإمبريالية الجهادية الإسلامية الكيزانية في هذه المنطقة. فتقدَّم يا حفيد "إتنو" لتتوِجَ نفسك بطلاً قومياً وإقليمياً، فلا تتأخر لحظة وستجد الجميع معك والنصر حليفك الأكيد. ثم لننظر معاً، إلي أهم درس، وأوجع صفعة في وجه الإسلام الجهادي في الألفية الثالثة وقد وجهتها مصر ثورة 30 يونيو 013 إلي وجه الأب الروحي للجهادية الإسلامية، دولة قطر، وذلك عندما ردَّ قادة ثورة 30يونيو013 بكل نزق الثوار وكبرياء الأهرامات وعنفوان الفراعنة العِظام، قرض مالي من دولة قطر بمبلغ (2) مليار دولار (وديعة إستثمارية). ولإستكمال الدرس والصفعة، قبِل قادة ثورة مصر دعم مالي كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ودعم آخر من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم ثالث سمين من أمير دولة الكويت!! لماذا؟؟ لآن قادة ثورة مصر يميزون الخبيث من الطيب، فركلو الخبيث وقبِلُوا الطيب. درسٌ سيسطره التاريخ لأبطال 30 يونيو013 المصرية، ولا نريد لأخينا رئيس الجارة تشاد أن يقبل بالدنِيَّة، ونريد له أن ينتفض كالنسر ويعلن إنضمامه إلي نادي الثوار في السودان ومصر لأنه يؤمن بما يؤمنون به. وأن لا يختار لنفسه دور الغنم القاصية ليأكله ذئب الكيزان والإسلام الجهادي المتشدد. وإدريس ديبي هو سليل الكرم والشجاعة الإقدام، والناس قد لا يعرفون معني إسمه (ديبي إتنو، الذي جمع بين قِمَّة الكرم، ومُنتَهي الشجاعة). ثم أن مصر وتجربتها الثورية ليستا ببعيدة عن تشاد، فلماذا لا يذهب رئيس تشاد إلي مصر في زيارة إستكشافية مُمْعِنة في الجدِّية، يقف من خلالها علي هذه التجربة وسبر أغوارها والغوص في بحر تصحيحية 30يونيو2013م والجلوس إلي ابطالها، وبالمرَّة يسألهم عما فعل الكيزان بمصر خلال سنة واحدة هي حكم المعزول مرسي العياط.. ويستشيرهم حول ما ستؤول إليه تجربة تعاونه وتحالفه مع كيزان السودان، مع العلم بأن إدريس ديبي "علماني" بالطبع، يخلو من الهوس الديني ولا يخلط بين الدين والدولة. ثم أنه يتيح الحريات، الشخصية والعامة، ويحترم حقوق الإنسان وقد لا يعلم معظم الناس أنَّ دولة تشاد تتمتع بحرية الرأي والتعبير والنشر بلا قيود أو حجْر علي حرية الراي والتعبير والنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذه إحدي حسنات دولة الرئيس ديبي علي قِلتِها. هل قلنا أن قادة ثورة 30 يونيو013م المصرية وعموم شعب مصر قد ردَّوا، مع الشكر، وديعة دولة قطر المليارية، لأنها طُعُم يلقونه إبتغاء تحقيق صيدِ ثمين هو التحكم في مصير الشعب المصري والمنطقة برمتها. لذا رفض ثوار مصر الوديعة المليارية القطرية لأنها لا تَحِلُ لمصر ولا لشعب مصر العظيم. الواجب العام والحتمي والعاجل، هو تخليص هذه المنطقة من خطر الكيزان الجهاديين كما فعلت مصر في الثلاثين من يونيو 2013م وكما فعل الرئيس ديبي مشاركاً فرنسا في مالي2013م. لا بُدَّ من رفع الوعي بخطر الكيزان وفي مقدمتهم طغمة نظام مجرم الإبادة الجماعية عمر بشير وزمرتة الفاسدة، فلا يستساغ من الرئيس إدريس ديبي أن يطرد الكيزان من مالي، ثم يأتي بين عشية وضحاها ليهدد بتثبيت أركانهم في السودان رغم ثبوت خيانتهم وغدرِهم به، وفسادهم وجرائم إبادتهم ضدّ أهله بلا سبب!
(نواصل في الجزءِ الرابع، الأخير)
|
|
|
|
|
|