|
السودان.. وثورة الشوارعيزم ..! / حسن الطيب
|
بسم الله الرحمن الرحيم السودان.. وثورة الشوارعيزم ..! / حسن الطيب كل الدلائل والمؤشرات تؤكد عدم تأييد السودانيين لثورة الانقاذ الوطني التي قادها العميد (عمر حسن أحمد البشير) أحد كوادر الجبهة الإسلامية القومية بالجيش السوداني، مطيحا بذلك الحكومة الديمقراطية المنتخبة والتي كان يترأس مجلس وزراءها السيد الصادق المهدي، ويترأس مجلس رأس الدولة السيد أحمد الميرغني. فهوية الانقلاب لم تكن واضحة، مما ساعد الحكومة الجديدة على ان تنال تأييدا واسعا داخليا وخارجيا ومن دول كثيرة لا سيما مصرand#1632; وفيما بعد ذلك، قامت الحكومة الجديدة بعدد من الاعتقالات الواسعة واعتقلت ضمن من اعتقلت الدكتور حسن الترابي مهندس الانقلاب ورأسه المدبر. وبعد أن كشف النظام عن وجهه الإسلامي لاقى معارضة كبيرة من الداخل والخارج، لأنه حسب قول الامام الصادق المهدي.. ( مسؤول عما آل إليه حال الوطن وأهم معالم حالة الوطن الفكرية بين غلو علماني وغلو إسلامي، وتمزق الجسم السياسي الحاد، والحالة الأمنية المتردية، والحالة الاقتصادية، والوصاية الأجنبية على البلاد،هذه كلها حيثيات، تستوجب اتحاد كل القوى الرافضة لهذا النظام حول ميثاق للنظام الجديد المنشود لتحقيق تحول ديمقراطي كامل وسلام عادل شامل في ظل وحدة الوطن. هذا الاتفاق وسائل تحقيق أهدافه سلمية تشمل كل التحركات ما عدا العنف والاستنصار بالأجنبي، وتضع النظام أمام أحد خيارين هما: الإضراب العام والعصيان المدني أي الانتفاضة الشعبية، أو المائدة المستديرة القومية التي لا يسيطر عليها أحد ولا تستثني أحداً. إما يمشي الناس في الانتفاضة أو النظام يلمس رأسه ويعمل كما عمل دي كليرك مع مانديلا في جنوب أفريقيا. نعم الاجماع الكامل مستحيل ولكن الممكن هو كتلة حرجة ذات جدوى سياسية، نحن في حزب الأمة القومي لن نألو جهداً في سبيل ذلك، ونمد يدنا للجميع فالوطن في خطر وخلاصه ممكن..). ما أشبه الليلة بالبارحة!!» في بداية الإنقلاب عام ثمانية وتسعين كتب الراحل المقيم الطيب صالح» هل السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟ هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين ؟ يريدون الهروب الى أيّ مكان ، فذلك البلد الواسع لم يعد يتّسع لهم . كأنّي بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين . يُعلَن عن قيام الطائرات ولا تقوم . لا أحد يكلّمهم . لا أحد يهمّه أمرهم . هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟ جامعة الخرطوم مغلقة ، وكل الجامعات والمدارس في كافّة أنحاء السودان . الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب ، تنام منذ العاشرة ، تنام باكية في ثيابها البالية ، لا حركة في الطرقات . لا أضواء من نوافذ البيوت . لا فرحٌ في القلوب . لا ضحك في الحناجر . لا ماء ، لا خُبز ، لاسُكّر ، لا بنزين ، لا دواء . الأمن مستتب كما يهدأ الموتى.... نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم " السادة " الجدد لايسمعون ولا يفهمون . يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيئ . يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة . يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأمن. مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟ أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟ أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟ أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟ أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي المصطفى ؟ أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟ أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة ########ة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق. من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟ هل حرائر النساء من " سودري " و " حمرة الوز " و " حمرة الشيخ " ما زلن يتسولنّ في شوارع الخرطوم ؟ هل ما زال أهل الجنوب ينزحون الى الشمال وأهل الشمال يهربون الى أي بلد يقبلهم ؟ هل أسعار الدولار ما تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط ؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟ من أين جاء هؤلاء الناس ؟ بل - مَن هؤلاء الناس ؟ .. فجاء الرد من رئيس تحرير صحيفة(الراي العام)المواليه للنظام علي اسماعيل العتباني بمايلي، جاءوا من حواري السودان وجاءوا من ريف السودان وبرزوا من جامعه الخرطوم ومن الكليه الحربيه السودانيه دون ان تسبقهم اموال ولكنهم برزوا بضمائر صافيه كاللبن … ولذلك فان الرئيس حينما يعلن الان انه مستعد للتخلي عن منصبه فاننا نصدقه فليس هناك ما يفقده .. ولانه لم يكرس السودان لسلطه بيت من البيوت القديمه او طائفه من الطوائف القديمه وانما هو ابن السودان وابن الشارع السوداني.. ابن الشارع او الشوارعيزم هي الاستقواء( المادي والعضلي) علي القانون, والأعراف, والأخلاق, والجمال وحدود الالتزام الوطني, وتغليب القيم السائدة في الشارع ـ اللحظة الراهنة ـ علي كل ما سبق, بواسطة رهط من المتمولين رجال الأعمال, والمتنفذين من أصحاب المناصب القيادية الادارية والحكومية, وارهابي الصوت والقلم العاملين في صحف ووسائط إعلام, ورموز ونجوم الجماعات المناهضة والمعارضة( محظورة ومفسوحة) حسب تحليل د. عمرو عبدالسميع . وهذا ما ينطبق علي جماعة الانقاذ إذ تاقت نفسهم لعبودية البشر فباعوا دينهم وكرامتهم وعزة نفوسهم بدنيا فانية . واخيرا، فالتخلص منهم أصبح في البندقية او كما قال نزار.. عشْرُنَ عَامًا .. وَأَنَا .. أَبْحَثُ عَنْ أَرْضٍ وَعَنْ هَوَيَّهْ .. أَبْحَثُ عَنْ بَيْتِى الذِى هُنَاكْ عَنْ وَطَنِى المُحَاطْ بالأسْلاكْ .. أُرِيدُ بُنْدُقَيَّهْ ..
|
|
|
|
|
|