نظرية الإنتفاضة بقلم د. عمر بادي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2013, 03:38 AM

د. عمر بادي
<aد. عمر بادي
تاريخ التسجيل: 03-18-2015
مجموع المشاركات: 160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظرية الإنتفاضة بقلم د. عمر بادي

    نظرية الإنتفاضة
    بقلم :
    [email protected] د. عمر بادي

    عمود : محور اللقيا
    ما الفرق بين الإنتفاضة و الثورة ؟ في الأسابيع الماضية حدث إلتباس كبير بين مفهومي الإنتفاضة و الثورة عند اندلاع الإحتجاجات الشعبية في الشارع السوداني , فمن المثقفين من سماها انتفاضة و منهم من سماها ثورة , و لكن في نظري فإن الأمور بنهاياتها , و عند نهاياتها فقط يمكن وضعها في خانة الإنتفاضة أو الثورة ! ففي حالات ينحاز الجيش للشعب الثائر و يقطع على الثوار التقدم بالثورة لبلوغ غاياتها و هنا تسمى إنتفاضة , أما إذا تقدمت الثورة حتى بلغت غاياتها و أحدثت التغيير الجذري فهنا تسمى ثورة , و لنا مثال في حالة الثورة في ثورة أكتوبر 1964 , و مثال آخر في حالة الإنتفاضة في إنتفاضة أبريل 1985 . في أول مايو 1987 كتبت مقالة في صحيفة ( الخليج ) الأماراتية و التي كنت أكتب فيها بإنتظام متعاونا , بجانب عملي في المجال الهندسي . كانت تلك المقالة عن نظرية الإنتفاضة , و نسبة لتشابه الحال السوداني عبر السنين فقد رأيت أن أعيد نشرها فاليكم بها ...
    بين يدي كتاب ( نظرية الإنتفاضة ) لمؤلفه إميليو لوسو , و الذي صدر بالعربية من المؤسسة العربية للدراسات و النشر . يفرق الكاتب بين الإنتفاضة و الثورة بأن الأولي هي الجزء بينما الثانية هي الكل , ثم يضع شروطا ثلاثة لا بد منها لإنجاح أي إنتفاضة . هذه الشروط هي :
    أولا – لا يمكن القيام بأية إنتفاضة إن لم تكن الطبقات الحاكمة تعيش أزمة سياسية حادة , و غير قادرة على الحكم , و إذا لم يكن الإستياء و الحرمان المتصاعدان يدفعان الطبقات المقهورة إلى الثورة .
    ثانيا – على الإنتفاضة ألا ترتكز على التآمر و لا على حزب , بل على الطبقة المتقدمة التي عليها أن تستند بدورها على الإندفاعة الثورية للشعب بكامله .
    ثالثا – يجب أن تبدأ الإنتفاضة عندما يمكن الإعتماد ليس فقط على الإستيلاء على السلطة , بل و أيضا على الدفاع عنها و صيانتها .
    من هنا يتضح جليا أن التغيير الذي يعتمد على التآمر لا يعتبر إنتفاضة بقدر ما يعتبر إنقلابا فئويا , سواء كان إنقلابا عسكريا أو حزبيا أو بلانكيا ( البلانكية هي مغامرة العنف تمارسه أقلية مشاغبة ) لأن الإنتفاضة شرطها الأساسي أن تكون شعبية . أيضا يتضح من شروط الإنتفاضة أنها ترتكز على الطبقة المتقدمة , و من الواضح أن المقصود بذلك الطبقة المتقدمة فكريا أي المثقفين , أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليهم لفظ ( الإنتلجنسيا ) و الذي كان يطلق في الأصل على المفكرين في فترة ما قبل الثورة البلشفية في روسيا . هذا الدور القيادي للمثقفين و إن كان يظهر جليا سلبا أو إيجابا أثناء جني جني ثمار الإنتفاضة إلا أنه يظل باهتا في ما قبل ذلك لغير المتابع و يظل أكثر تعتيما للمراقب من على البعد .
    ما من حركة وطنية قامت في السودان إلا و كان وراءها عدد من المثقفين سواء بصفتهم الشخصية أو بتنظيماتهم الفئوية و الحزبية , منذ جمعية اللواء الأبيض و ثورة 1924 و مرورا بمؤتمر الخريجين عام 1938 و مؤتمر جوبا عام 1947 و إستقلال السودان عام 1956 و ثورة أكتوبر عام 1964 و إنتهاء بإنتفاضة ابريل 1985 . في مجتمع شبه منغلق تصل فيه الأمية إلى حوالي 70% و ذي ولاءات طائفية و قبلية , في مجتمع كهذا تكون شريحة المثقفين هي الصفوة و هي قرن الإستشعار و بوصلة الحركة و زرقاء يمامتها , و هي التي ترصد عوامل الثبات و التغيير في المجتمع و هي التي تقود عملية التغيير معتمدة في ذلك كليا على ديناميكية عوامل الثبات .
    لا أنكر هنا إنتهازية و وصولية بعض المثقفين ذوي النفس القصير و التي تتمثل خير تمثيل في ذاك الدكتور مفكر مايو الأول حينما كان أمينا للفكر و الدعوة بالإتحاد الإشتراكي , ثم الدكتور الآخر الذي كان يحلم بتطبيق أفكاره في قاعات المحاضرات و وجد الفرصة سانحة مع نميري فأتى بالشمولية و الفئوية و القفز بالعمود و الضباط الإداريين السيارة , ثم ضابط الجيش الأديب اللغوي و الذي أبرز ملكاته اللغوية في كتابة خطابات نميري و التي كان يقرأها الرئيس المخلوع بأخطاء لفظية كانت تغير المعنى و تثير في الناس الكثير من التندر و التسلية , ثم الدكتور مستشار الإمام المخلوع و الذي أشار عليه بقوانين سبتمبر و بايعه إماما , ثم أعداد أخرى من المثقفين المتساقطين الذين لم يمهلهم نميري طويلا في السلطة , فذهبوا و انزووا و منهم من ظهر ثانية في غفلة من الحساب و العقاب .
    إذا تركنا نوعية هؤلاء المثقفين جانبا و أخذنا جانب المثقف الملتزم , لوجدنا أنه كان على الدوام مرتبطا بقضايا وطنه , ففي بداية عهد نميري إلتف حوله غالبية المثقفين الحزبيين و غير الحزبيين و اعتبروه أملا جديدا , لكن مع إزدياد سنوات حكمه إزداد هؤلاء المثقفون بعدا عنه . لقد كان دور المثقف الوطني لا يمكن أن يغمط , فهو في مظاهرات الطلاب , و هو في إضرابات النقابات , و هو في لجان التجمع الوطني .. حتى المثقف المغترب لم يتقاعس و يحصر دوره في المتابعة فقط , بل حمل على كاهله دور الإعلام الخارجي فتكلم و كتب و عكس بأمانة ما كان يحدث بالداخل و فند مزاعم الإعلام التضليلي و أقام جبهة مقاومة خارجية لا تقل خطورة عن جبهة المقاومة الداخلية . إن دور المثقف الوطني في كثير من الأحيان لا يرجى من ورائه جزاء و لا شكورا , إنما هو واجب يعقبه رضا و راحة بال , و لذلك فقد سرقت إنجازات المثقفين الوطنيين في أحايين كثيرة , و لا أظن أن اللوم يقع عليهم بقدر ما يقع على لصوص الغنائم .
    إلى هنا إنتهت مقالتي القديمة , أما ما حدث بعد كتابتي لها فقد كان إنقلاب الإنقاذيين في عام 1989 , و هو حسب التصنيف أعلاه إنقلاب حزبي بلانكي عسكري , تمكن في الحكم أولا بنكران حقيقته ثم تمكن ثانيا بتمكين أعضائه و أتباعه , و الذين حسب التصنيف أعلاه لا بد أن نكون في غاية الحرص أن نطلق عليهم مثقفين وطنيين !
    أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم و هو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك افريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني . إن العودة إلى المكون السوداني القديم تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !























                  

10-30-2013, 06:21 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية الإنتفاضة بقلم د. عمر بادي (Re: د. عمر بادي)

    Quote: الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني . إن العودة إلى المكون السوداني القديم تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de