تجليات عيد بأيّة حال عدت يا عيد! بقلم د. محمد بدوي مصطفى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-16-2013, 02:46 PM

محمد بدوي مصطفى


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجليات عيد بأيّة حال عدت يا عيد! بقلم د. محمد بدوي مصطفى

    تجليات

    عيد بأيّة حال عدت يا عيد!

    بقلم د. محمد بدوي مصطفى

    [email protected]

    هل هو اسم على مسمى: عيد الضحيّة؟ عيد الأضحية؟ عيد الضحايا؟ عيد الأضاحي؟ عيد التضحيات؟ عيد الضحى وليل النيل إذا سجى؟ أهل هو العيد الذي عرفناه في طفولتنا بلونه البهيج وبثياب الفرحة التي كانت تغمرنا ونحن نجوب الأزقة والابتسامة تشرق على كل راجل ومارّ؟ كيف يكون هذا عيدا، وفيه تذبح روح الوطن كما تذبح الخراف من جرّاء الغلاء والصراعات والتناحر وأمراض النفوس البالية والجشع المتفشي والجهل وتفاقم الفقر والدعة والعوذ؟ تسيل دماء الأضاحي فتروي تراب الأرض الطاهرة بلونها الكرزي الداكن وكأنها تستنجد بالموت وبحياة أعز عليها من التي تعيشها الآن! وبما أن الكل يكون قد ضحى بالثمين والغالي فتجري هذه الدماء وتهلل صاعدة إلى ربها العلي القدير إلى جنان الخلد وإلى حيوات سرمدية تجري فيها أنهار من اللبن والعسل وهل يكون نهر النيل منها؟

    فما عسانا نقول عن الاحساس الدفين الذي يغمر أبناء الوطن في غضون فترة العيد وهم يشاهدون بأم أعينهم وضع البلد في حال تردّي واختناق وفي وضع يتسم بعدم الاستقرار ؟ إذ تتجاذبها التيارات والمصالح السياسية، حزبيّة كانت أم شخصية، بعيداً بعد السماء والأرض عن مصلحة الأمة شعباً وأرضاً ومنجزات؛ كان ينبغي أن تكون هي صاحبة الأولوية لو كانت الحكمة هي الفيصل، ولو كانت الخبرة والعبرة بالدروس هي المحاور التي يجب أن تنطلق منها النفوس الحادبة على مصلحة الوطن، لأن الخبرة هي أم المعرفة، فأين الحكمة والعقل والمنطق والذوق السليم في كل ما يحدث هاهنا؟

    دعونا ننحرف برهة ونبحث في صفحات التاريخ. أبو الطيب المتنبئ كتب عن الشعور بالاستكانة وعرف معنى الجور. إذ كان ذلك الشعور قد انتابه وهو على خير حال وأحسن مقام فكيف يكون شعور الأمة في هذه الحال من الاختناق الذي لا يفتأ أن يتفاقم يوما تلو الآخر سيما في سبتمبر وأكتوبر. ما هو شعورنا بالعيد وما زالت دماء الأضاحي تبلل بلونها الكرزي شديد الاحمرار عتبات كل بيت بالوطن؟ فالسودان بل الأمة العربية أجمعها تعيش هذا الاختناق الحاد الذي انعكس في كل مجالات الحياة اليومية، فأين نحن من سلام الوطن ومن الرفاهية المرجوة لأهله؟ وهانحنذا قد دلفنا من نافذة الألفيّة الثالثة من عمر الدهر، ورغم ذلك، لا يخفى على أحد منا تردّي الأوضاع، فما العمل؟ ففي السودان ومصر وسوريا وتونس تصارع الشعوب للقمة العيش الكريمة ومن أجل حياة رحيمة سليمة معافاة من كل الأمراض والكوارث التي صارت تلازم الشعوب كظلها ولا تحيد عنها. دعونا نطرح السؤال: بأي حال عاد العيد هذه السنة؟ بكل أسف يا إخوتي، فعيدنا هذه السنة أقسى حالا وأمرّ طعما وأقتم لونا من السنين التي تلته، إذ أن الأضاحي والقرابين المحتسبة عند العلي القدير لا تقدر بثمن، فالرفعة والكرامة للوطن!

    أبو الطيب المتنبئ: عيد بأية حال عدت يا عيد

    بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
    عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
    فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
    أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
    وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
    لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا
    أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
    وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً
    شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
    لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي
    أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
    يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما
    هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
    أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني
    وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
    إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً
    أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
    ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ
    أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
    أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً
    عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
    إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ
    منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
    جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ
    إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
    ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ
    أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
    أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ
    فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
    صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا
    فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
    نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها
    لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
    العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ
    إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
    لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ
    يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
    ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ
    وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
    ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا
    تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
    وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ
    لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
    جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني
    لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
    وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا
    إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
    وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ


    --

    Dr. Mohamed Badawi
    Bodanrückweg 6
    D - 78467 Konstanz - Germany

    Tel.: +49-7531-8138195
    Fax: +49-7531-8138196
    E-Mail: [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de