|
عبدالحميد موسى كاشا..السقوط إلى أسفل بقلم عبدالرحمن العاجب
|
كاشا..السقوط إلى أسفل الخرطوم - عبدالرحمن العاجب طوال سنين الإنقاذ الأولى وتحديدا في فترة الانتقال الأولى لم نسمع باسم(عبدالحميد موسى كاشا) والي شرق دارفور الحالي ولم يرد اسمه وقتها ضمن كوادر الحركة الإسلامية الطلابية والشبابية في الفترة الأولى ولم يرد اسمه كقيادي في (الصف الأول أو الثاني أو الثالث ولا حتى الرابع) ولكن يبدو أنه في تلك الفترة لم يلج العمل السياسي وكان يهتم حينها بالترحال والعمل الخاص به مابين (ليبيا والأستديو الذي كان يعمل به مصورا في مدينة الضعين) وفيما بعد دخل سوق السياسة الذي لايعرف المنطق وتدرج في عدد من المواقع التشريعية والتنفيذية منتهزا مفاصلة الإسلاميين الشهيرة ليصعد إلى أعلى المواقع التنفيذية وزيرا للتجارة الخارجية وبعدها واليا لجنوب دارفور ثم شرق دارفور. للأمانة والتاريخ كاشا حقق بعض النجاحات واكتسب شعبية كبيرة من أهل دارفور حينما كان واليا على جنوب دارفور،لكنه سرعان ماتراجع بسرعة الصاروخ إلى أسفل وفقد كل الشعبية التي حققها بسبب فشله اللامتناهي في إدارة ولاية شرق دارفور الوليدة، وحينما تقلد زمام الأمور وتم تعيينه واليا على الولاية الوليدة وبمجرد وصوله لتسلم مهامه وبعيد حفل استقباله تم اغتيال العمدة (أحمد سالم) عمدة منطقة دارالسلام الذي شارك في استقبال كاشا ومنذ ذلك الوقت بدأت ملامح الفشل، وبعدها تأخر كثيرا في إعلان حكومته الجديدة الأمر الذي(زاد الطين بلة) وأدى إلى بروز تيارات مناوئة له بسبب تقاطعات المصالح. وقبل أن يقوم بتشكيل حكومته حاول أن يقوم بإعادة بناء المجتمع المحلي، لكنه فشل فشلا ذريعا في إنجاح مؤتمر الصلح والتعايش السلمي بين قبيلتي (المعاليا والرزيقات) ولم يستخدم سلطاته الدستورية في إجبار أهله الرزيقات على التوقيع على بنود الوثيقة التي كانت مرضية للطرفين إلى جانب أنه لم يتخذ أي إجراءات قانونية ضد وكيل ناظر الرزيقات حينما قال(لم نتفق مع المعاليا حول منطقة كليكلي وإذا حاولوا الاستيطان في تلك المنطقة سيسيل الدم إلى الركب) في تحدٍّ صارخ لهيبة الدولة، والفشل الأكبر لكاشا تمثل في مخاطبته لأهله الذين تجمعوا في منطقة (كليكلي أبوسلامة) إلى جانب معتمد الضعين(علي آدم) وكل ماقيل في تلك المخاطبة والوثائق التي ضبطت ستفصح عنها لجنة التحقيق، فضلا عن مسألة الاختطاف وما أدراك ما الاختطاف ووصول المختطفين ومعهم الخاطفين إلى منزل الوالي والتلفونات والأموال التي دفعت للخاطفين والمختطفين وغيرها من القصص والحكاوي. ومازاد (الطين بلة) انحيازه لأهله الرزيقات واتهام قبيلة المعاليا بالتمرد ضد الدولة التي نفت بدورها التهمة الأمر الذي فاقم الصراع وغير مساره وجعله أكثر دموية بين الطرفين، بعد أن شهدت المنطقة بسبب فشل كاشا في إدارة الأزمة حروبا بدأت منذ ثاني أيام عيد الفطر المبارك ولن تهدأ لها بندقية بسبب الفشل المتلاحق له، فضلا عن انحياز الصفوة والمثقفين والنخب السياسية من أبناء الولاية الذين لم يستفيدوا من أخطاء الماضي ولم يصلوا لقناعة أن الحرب بكل تأكيد لاتعرف المنطق الذي يعصم العقل من الوقوع في الخطأ وأنها دائما تجلب الدمار والخراب أينما وقعت أو اندلعت حيث قال عنها (تشارلز) قولته المشهورة(أعطوني المال الذي تم إنفاقه في كل الحروب وسوف أكسو كل طفل في العالم بملابس الملوك التي يفتخرون بها) لكن يبدو أن كاشا لم يستفد من هذه العبر والحكم وربما لايعرفها أصلا. انفتق الجرح بسبب فشله وسالت شلالات الدماء وأزهقت الأرواح بأعداد كبيرة فاقت المئات بين الطرفين في كل من (المجيلد وأبوجعاب والمعقرات والصهب ودارالسلام وأخيرا بخيت والخمسات)وبلغت المهازل بالولاية الوليدة القمة بسبب كاشا الذي انطبق عليه قول الشاعر والسياسي السوداني الضليع الراحل (محمد أحمد محجوب)الذي كان في زمانه يرتاد آفاق المستقبل بحس شعرى ثاقب بلغ مداه في بيته (هذا زمانك يامهازل فامرحي.. قد عد ###### الصيد في الفرسان).
|
|
|
|
|
|