|
عنف الأطفال" وفي السودان وجه آخر/ عواطف عبداللطيف
|
عنف الأطفال" وفي السودان وجه آخر 16 سبتمبر 2013 • تصادف مقالنا الاسبوع الماضي " أم خالد تربوية عاشقة لمحراب العلم " انطلاق دورة رفيعة المستوى عن " التناول الامثل لقضايا العنف والاستغلال ضد المرأة والطفل " ضمن كوكبة من الاعلاميين صناع الميديا نظمتها المؤسسة القطرية " أمان " بفندق ماريوت قطر وبذكاء افتتح الدكتور اشرف جلال اليوم الختامي بالمقال واعتبره محورا اساسيا في صميم الدورة وافسح للمشاركين مجالا للحوار . • وتجاوبا مع " قصة تيدي " اتصلت د. امال ابوبكر الخليفة مديرة المدرسة السودانية بالدوحة مثمنة الطرح وابدت التزامها افتتاح اليوم الدراسي بالمقال لدق جرس الانذار باعتبار ان التعنيف احد عوائق انطلاق قدرات النشء العلمية والاجتماعية وقالت ان قصة " تيدي " اعادتها لبدايات التحاقها بسلك التعليم في السودان حيث وجدت طالبة تكاد تكون العامل المشترك " المعنف " من الاسرة المدرسية فثيابها متسخة عالقة بها بقع زيت وتصارع النعاس فاقدة للحيوية والنشاط. • د. امال كمعلمة ما زالت تتحسس خطواتها تعاطفت مع " عوضية " وبعد مرور فترة وجيزة اذا بالطالبة وامها يطرقان باب منزلها فخالجها شعور سالب بان اهتمامها فسر بطريقة خاطئة لان القاعدة كانت النفور منها، فاذا بأم التلميذة تحتضنها والدموع تتساقط منهما وهي تحكي قصة ابنتها العائل الوحيد لاسرة تتكون من عشرة اطفال تصحو فجرا مرتدية مريولها الوحيد لتجهز " اللقيمات والطعمية " وادوات عمل الشاي وتسابق الزمن لتوصيل امها المريضة لاقرب مكان مأهول بالمشترين..على امل الرجوع اليها سريعا قبل ان تلاحقها دوريات البلدية فتفقد عدتها وعتادها لمجابهة قسوة جوع الصغار .. او على اقل تقدير تطل عليها ساعة الفسحة إن لم يكن المكان الاول جاذب للمشترين .. • قالت امال ان " ذات المريول المتسخ " غيرت مسار حياتي وظللت انهل العلم واجد متعة حقيقية لاكتشاف ما خلف الستارة المبقعة لتلاميذ حكمت الظروف عليهم بالقسوة واجتمع معها معلموهم بالتعنيف.. وقالت ان المفاجأة التي ألجمت لسانها حينما تفرغت لدراسة الماجستير فاذا بذات " العوضية " الشعساء الغبراء في هندام مرتب كطالبة بكلية طب جامعة الخرطوم فترافقتا في صحبة انسانية علمية وتساوت اكتافنا حيث استطاعت المعنفة لاتساخ مريولها بزيت الكفاح وبارادة قوية اقتطاع جزء من مدخول الاسرة كعربون لروب أبيض نظيف يليق بحجرات المشافي المعقمة فكانت طالبة طب نابغة أمعنت في نظافة مريول الطب واقتصاديات الحاجة الضرورية للمعاش والتعليم والصحة . • انها قصص ملهمة في نفق مظلم بدأ يطل برأسه بطرق مختلفة وتسعى المؤسسة القطرية التي اشهرت العام 2002 لاضاءة الشموع بالاستنارة والتوعية والدرس المفيد لاجل طفولة تستحق الكثير لقطر التي تستحق الاكثر.. ولاوطاننا الموجوعة برهق الحاجة للقمة العيش الكريمة . عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة: شكرا لمؤسسة "امان" ولمديرة المدرسة السودانية بالدوحة والتي وعدت بحض معلماتها وتلميذاتها لقراءة المقال والتعقيب عليه مساندة لجهود المؤسسة القطرية " امان " كتدوير للمعرفة للتجارب الخلاقة.
|
|
|
|
|
|