|
القنصلية السودانية بجــدة !! بقلم أحمد دهب
|
الفنصلية السودانية بجــدة !! بقلـــم أحمــد دهب الرحيل المفاجئ للقنصلية السودانية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية من مقرها القديم الذي مكثت فيه سنيناً عدداً الى مقرها الحالي الذي يقبع في اقصى اطراف المدينة من الناحية الشمالية رسم في جباه معظم المغتربين بالمنطقة الغربية خيوطاً من الالام المفجعة حيث يتجرعون كوؤس من المعاناة من فرط المسافة الطويلة التي يقطعونها من اجل الوصول الى ذلك المكان البعيد .. لاسيما و انه ينأى تماماً عن كل خطوط المواصلات ذات الاثمان الزهيدة فلا مفر في مثل هذه الحالة الا إمتطاء سيارات الاجرة باثمانها الباهظة !! اما الاسباب التي دعت الى هذا الرحيل و كما حدثني دبلوماسي سابق بالقنصلية في ذلك الوقت هي ان هذه المباني القديمة و العتيقة جداً ارهقها الزمن .. و يمكن ان يتهاوى على الرؤوس في اية لحظة و بصورة مفاجئة فتؤدي الى إزهاق أرواح بريئة فلم يكن هناك بداً لانقاذ هذه الارواح الا الرحيل العاجل و المفاجئ .. كما ان المباني الجديدة التي أحتضنت القنصلية هي بمثابة مقر مؤقت و لاجل محدود لا يتعدى العامين من الزمن حيث ان هناك مشروع شرعت القنصلية في تنفيذه ليكون مقراً دائماً لها فاغتنت لذلك قطعة أرض كبيرة في أحد أحياء المدينة الراقية و بملايين الريالات !! و من المنتظر ان يكون المشروع جاهزاً لمزاولة العمل و استقبال المراجعين بعد هذه المدة القصيرة !! في تلك الاثناء لاكت السنة البعض وتناقلت الافواه ان السبب الرئيسي لهذا النقل المفاجئ للقنصلية من مقرها الاذلى هو عجزها ان تسديد قيمة الايجارات التي تراكمت عبر اعوام كثيرة خصوصاً و ان هذه المباني تعود ملكيتها كوقف تابع لوزارة الشؤون الدينية التي تعتزم استخدامها كبرج يعود ريعه لمصلحة الوزارة .. مما دعاها الى مناشدة القنصلبة لكي تحزم حقائبها و تبحث عن ملاذاً اخر .. و اذا كان هذا هو السبب الذي يصب في خانة الحقيقة فلماذا لا يتم إنشاء هذا (البرج) في كل هذه السنين التي تربو عن الخمسة اعوام مما ينم ان مثل هذا الحديث الذي اتسم بنوع من الفجاجة ما هو الا شائعات روجها البعض و لاكها الاخرون ؟! المهم هو ان الاخ عوض الماحي المستشار الذي قدم مؤخراً الى القنصلية قد اماط اللثام عن هذا الموضوع بنوع من المنطق و الصراحة التامة حيث اكد لي في جلسة هادئة ان القنصلية و بعد قضاء جزء من عمرها في هذا المكان المؤقت كان ينشد الرحيل الى منطقة (الحمرة) و هي منطقة ادركها الجميع بهدؤها ورقيها المثالي فاغتنت بالفعل قطعة ارض ذات مساحة واسعة يمكن ان تكون مثالاً رائعاً لراحة المراجعين من المغتربين و تسهيل امورهم بكل دقة .. غير انه و قبل الشروع في عملية التنفيذ فأن السلطات (السعودية) ابلغت كافة القنصليات الموجودة في (جدة) و من ضمنها القنصلية السودانية بانها بصدد انشاء مشروعاً ضخماً يضم هذه القنصليات في مكان واحد و اختير لهذا الغرض الفضاء الواقع على الطريق السريع المؤدي الى مكة المكرمة .. و اردف (الماحي) ان قنصليتناً و عبر هذا المشروع المثالي ستنال قطعة ارض لانشاء مقرها الجديد في هذا المكان هذا الحديث الذي اندلق من فاه صديقنا المستشار عوض الماحي لابد انه بدد تلك الغيوم من الشائعات التي حامت في سماء من الاكاذيب فكادت ان تمطر اكوام من الحجارة .. وصديقي (الماحي) و بصراحته المعهودة يريد بهذا الحديث ان يبث في الاذهان و الاسماع معاً بان المغتربون على موعد قريب مع انجازات كبيرة من قبل القنصلية في مقرها الجديد .. غير ان الخطأ الجسيم الذي ارتكبته القنصلية كل هذه المدة هو عدم تبيانها لمثل هذه الحقائق في و قتها و تمليكها للمغتربين حتى ينثال في اعماقهم شيء من الراحة و الهدوء و يتيقنوا ان معاناتهم ستذوب قريباً بفضل الله سبحانه و تعالى ثم بفضل هذا المشروع السعودي الجديد .. و القنصلية كما هو معروف تفتقر الى أدوات إعلامية لها القدرة في توطيد علاقات ثمينة بينها وبين معشر المغتربين .. فهي في امس الحاجة لمثل هذه الاليات و الادوات بغية ابراز جهودها عبر كافة الوسائل الاعلامية و إيجاد نوع من الثقة بينها و بين هذه الفئة .. خصوصاً و انه في ظل هذا الغياب الاعلامي فان هناك شائعات تروج و تصب خصماً في خانة العمل الاداري و الدبلوماسي للقنصلية .
أحمـــد دهب المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالميــة ج:0501594307
|
|
|
|
|
|