|
أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال متى توقفت من (الشحدة)؟
|
أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال متى توقفت من (الشحدة)؟ لم أعد أصدق أن وراء اللَّت والعجن حول الأزمة الاقتصادية، من قبل كل أجهزة الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي مناسبات الأفراح والأتراح، وفي خطب الجمعة، وفي المحلات العامة، هو تمهيداً لإيجاد أرضية صلبة لتنفيذ القرار، أو تبيان الأرضية الهشة وتأجيل تنفيذ الإجراءات إلى حين. أعتقد أن وراء إثارة الموضوع، وإطلاق التصريحات المستفزة من المسؤولين الحكوميين، محاولة لتغطية قضية أخرى أكثر جللاً من رفع الدعم عن المحروقات، كمحاولة من الجهاز الحكومي إلهاء الرأي العام بقضية خلافية، حتى ينجلي موقف الأمر الجلل الآخر الذي لم يتم الكشف عنه حتى لحظة كتابة هذه السطور، ولكن أزعم أن الأمر ليس هو رفع الدعم عن المحروقات والتي تم أثارتها بعد نكبات السيول والأمطار وتضررت منها أعداد كبيرة من المواطنين بالعاصمة والولايات. الذي قادني لأتجه هذا المنحى، هو سعي وزارة المالية وبنك السودان، كمؤسستين تنفيذيتين، في حوارات مع رؤساء أحزاب المعارضة، وهما ليس جهات اختصاص للقيام بهذه المهمة السياسية، ومن الأوفق إقامة مؤتمر ومن خلاله تدعوا هذه الأحزاب لإبداء رأيها. ولكن أن يقوم وزير المالية بجولات لزيارة الأحزاب في مقارها، أو منازل مسؤوليها، يجلسوا معه أو يرفضوا، فلا أعتقد أن الهدف هو الإجراء الاقتصادي المعلن بقدر ما أنه محاولة من الحكومة لتحويل اهتمام الرأي العام حول هذه القضية. الأمر الآخر هو حديث د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس الأعلى للاستثمار، قوله إن الشعب السوداني تعوَّد على الرخاء ويصعب فطامه، وأنه في حال عدم تطبيق حزمة الإصلاحات الاقتصادية يجعل الحكومة تلجأ إلى (الشحدة)، وهو حديث يشبه د.مصطفى وقد سبق أن وصف السودانيين بالشحادين. ولكن السؤال الذي يجب أن يجيب عليه الدكتور نفسه، متى توقفت هذه الحكومة عن (الشحدة)؟ وكيف جاءت الملياري دولار من قطر، ودولارات ليبيا، والصين؟ ألم يكن ذلك (شحدة) ومع الإلحاح، ثم من الذي يُطعم ويأوي النازحين في المعسكرات؟ ألم يكن بمال (الشحدة)، وحتى الاستثمار تديره بمنهج (الشحدة)، ألم أقل لكم إن وراء الإثارة أشياء أخرى.. ربنا يستر!.
|
|
|
|
|
|