|
|
 رسالة إلى السيد جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان
|
رسالة إلى السيد جون قرنق
زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان
عزيزي العقيد جون قرنق قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان ، لقد وقعتم على اتفاق سياسي تحت إشراف إقليمي ودولي ، ونلتم بالحوار والسلام خلال تسعة أشهر ما لم تنله الحركة خلال واحد وعشرين عاماً من القتال ، فلماذا الحديث عن عملة خاصة بالجنوب ، وعن مسؤولية المركز عن تنمية الجنوب حتى تتحقق الوحدة ، إن هذا الحديث يتنافى مع جون قرنق البطل السوداني الجنوبي الوحدوي ، فالسلطة المركزية في المرحلة القادمة أنت جزء منها ، وهي مسؤولة عن تنمية جميع السودان بطريقة عادلة ومتوازنة بلا غبن على مناطق في السودان نالت حظاً من التنمية في السابق ، بسبب وضعهم الجغرافي وشروط التنمية الطبيعية الموجودة في مناطقهم ، ولا إبعاد وتهميش لمناطق كثيرة في السودان تحتاج للتنمية في الشمال والشرق والغرب والوسط ، وحدة السودان مطلب لجميع السودانيين ولكنها غير مقبولة إذا كانت شروطها صعبة وغير منصفة وتحاول تنمية وتطوير منطقة على حساب مناطق أخرى إما بالإهمال أو إشعال الفتن والحروب ، ونحن نعلم أن مشاكل السودان لا تحل بعصا سحرية ولا يمكن أن يدخل الجميع جنة التقدم والتنمية ومواكبة العالم في يوم واحد ، ، ويحتاج الأمر إلى صبر وشجاعة وتجنب الوعود غير الممكنة وغير المنطقية وتجنب التعبئة التي تورث الحقد وتعجل بالانفصال ، فنحن مع الوحدة إذا كانت عادلة وضدها إذا أرادت اختزال السودان في الجنوب .
عزيزي جون قرنق لا تزال نساء في شرق السودان يذهبن حفايا ولا يلبسن فوق أجسادهن غير الثوب السوداني ( فقط ) وما زلن يذهبن مسافة ميلين في ( ميس وتركتياي ) لجلب المياه بعد ( نشلها ) بالدلو من الحفير وما زلن يستعملن ( المحراكة ) في طحن الذرة ، وما زالت قرى في الجزيرة التي يعتبرونها غنية يشربون من الترع ويفتقدون إلى الماء الصالح للشرب ولا تتوفر بمناطقهم الكهرباء وخدمات التعليم وما زال المزارعين يتعرضون للبلهارسيا وتليف الكبد ، والشمالية وما أدراك ما الشمالية التي يعتقد الكثيرون أن أبنائها على رأس السلطة السودانية ، لقد أتى السلام وأتوقع بوصفك مسؤول كبير في الحكومة الجديدة أن تسجل زيارة لهذه المنطقة لترى وتشاهد وتسمع عن انتشار السرطان والدرن وعدم وجود حد أدنى للحياة المناسبة ، أما غرب السودان فإنه أيضاً يعاني كما يعاني الآخرين في التنمية والتعليم وحظ بعض ولاياته أفضل بكثير من حال بعض مناطق الشمال والشرق والوسط ، فهل تريدوننا أن نحمل السلاح كما حملوه في الشرق والوسط والشمال ؟ . وهل تتمنون أن يتمزق السودان وتصبح الخرطوم كابول ثانية ؟ ، قد يحدث هذا إذا أحس أي إنسان أو مجموعة بشرية إنها مضطهدة ويمكن أن تأخذ حقها بيدها ، وعندها ستفقدون السودان وجنوبه وسنعود ليس إلى 1983م ولكن إلى 1883م ، وعندها فاليربح من يربح ويخسر من يخسر وتقوم قيامة أهل السودان وتسيل الدماء في كل مكان من البحر الأبيض شمالاً إلي جوهانس بيرج جنوباً ، ويربح من يربح ويخسر من يخسر ، فنحن في الوسط والشرق والشمال لم نحمل السلاح خوفاً ولا جبناً ولا لأننا مترفون ولكن رشداً وعقلاً ومحبة أن يعيش هذا السودان حراً متوحداً فألزموا أنفسكم وأهلكم الجادة ولا تمنوهم الأماني وتعدونهم بنار وجب الخروج منها وجنة حان دخولها على حساب بقية أهل السودان ، ولكن حدثوهم بالمنطق والعقل ، ونتمنى بذات الحكمة والشجاعة والثقة والصبر الذي وصلتم به لهذا الاتفاق أن تصلوا بناء إلى الوحدة والتنمية المتوازنة ، فأمريكا ليست أفضل من السودان وجورج بوش ليس أفضل من جون قرنق ، وهذا مع تحياتي وشكري .
عبد القادر الحبيب/ الخرطوم/19/6/2004م
[email protected] email
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست