دارفور الأفارقة والعرب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 11:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2004, 02:53 AM

آدم هارون خميس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور الأفارقة والعرب

    ان الذي يبحث في مكامن مشكل دارفور يجد أن هذا الجزء من الوطن الكبير الذي يشكل نسبة مساحته خمس مساحة السودان ويمثل نسبة سكانه ربع اجمالي السكان بالسودان حسب رواية الأستاذ عالم عباس يرسو في كم هائل من المشاكل داخل نسيجها الاجتماعي المتمثل في القبائل المحلية والمنقسمة الي عرب وأفارقة حديثا, ففي السابق لم تكن هذا التقسيم موجودا اللهم الا في روايات علماء التأريخ الذين فشلوا في ايجاد تسمية مناسبة لهذا التمازج الفريد فالجميع هنا أفارقة ويتحدثون اللغة العربية و ذهب بعض الناس الي تسميات أخرى مثل العرب والزرقة فاذا كانت كلمة الزرقة مقصود بها اللون الأسود ففي الواقع لا توجد فرق في الألوان كما ذكر روجر ونتر واصفا الجمجويد بأنهم زنوج عرب, فاذا رجعنا الي التأريخ وجدنا أن سلاطين الفور الذين حكموا البلاد لقرون عدة وأرسو فيها دعائم السلام والوئام لم يميزوا القبائل حسب اللون بل حسب القبيلة ووضعوا لها أسس الادارة المتمثل في النظارات والعمد والشائخ ولكن أذا رجعنا الى الثقافات الموجودة لكل قبيلة على حدا نجد أن هناك قواسم مشتركة بين القبائل العربية فيما بينها وكذلك بين القبائل المستقرة ، كما نجد بعض التداخلات بين المجموعتين خاصة في الزواج و وثقافة القبائل العربية معظمها مأخوذة من حرفة الرعي التي يمارسونها فالرعي مربوط بالبداوة وعدم الأستقرار كما أن بعضها لا تمتلك أراضي بعينها لتستغلها في الرعي لأنها تعتمد علي نظام رعوي متخلف و يتحركون في شكل مراحيل حسب المواسم المناخية وفي تحركاتهم هذه, غالبا ما يعتدون على أراضي غيرهم من القبائل التي تتخذ من الزراعة حرفة مما يؤدي الي اتلاف الزرع فيحدث بعض المناوشات ولكن الأنظمة الادارية كانت كفيلة بايجاد الحلول المقبولة لتلك الأطراف المتنازعة واذا بحثنانا عن الجهة المعتدية نجدها غالبا ما تكون من الرعاءة و يتم ذلك في أغلب الأحوال بتعمد لأن في تفكيرهم دائما هو أن الأرض للرعي فقط وليس للزراعة أما الزراع فغالبا لايعيرون لمثل هذه الاعتداءات أي اهتمام لأن الراعي غالبا ما تجده مسلح وله نزعة عدوانية ولا يكترث للحرب فمثلا تجد في ثقافته وسيكلوجيته العامة بأنه اذا نظر الي الشجرة يبحث عن أعواد الحربة أو الشلكايا أو السفروك أو العصاية وذلك نتيجة لحبه وتعلقه الشديد بماشيته والتي يستعمل فيها كل الأساليب من أجل ايجاد غذاء جيد لها بكل الوسائل وكان من الممكن حل هذا التفكير اذا اهتمت الدولة في مسألة الرعي بأن تنتهج أساليب رعي حديثة كما متبع في معظم الدول بتخطيط الأرض وادخال زراعة الآعلاف وتوفير مياه الشرب الدائمة ونتيجة لغياب هذا التخطيط السليم فقد قامت في السابق عدة حروبات بين القبائل العربية نفسها مثل حروبات بين الرزيقات والتعايشة- المهرية والبني هلبة – المهرية والبديات وغيرها وقد لعب السكان الأفارقة دورا بارزا في حل تلك الحروبات خاصة قبيلة الفور. بينما نجد أن المزارع ينظر الى الشجرة ليبحث عن الأخشاب كالمطارق أوكأعواد عدة الزراعة مثل الجراية أو الطورية أو أخشاب البناء مثل المطارق، كما نجد أيضا أن هذه القبائل المستقرة تمتلك في أحيان كثيرة بعض الماشية التي يربيها بجانب الزراعة ولكنه يعتمد في غذاءها علي مخلفات زراعته وهو نوع متطور الى حد ما من رعي البداوة المتنقلة.

    عندما جاء الانجليز لم يتمكنوا من تفكيك تلك الروابط الادارية بل لم يتمكنوا في البقاء هناك أكثر من عقدين، أما بعد خروجهم من السودان فتركوا من وراءهم الشماليين الذين حكموا السودان الي يومنا هذا ، ولكنهم لم يفكروا في وضع حلول لتلك المشاكل مع أنه كان بالأمكان رسم الخطط المبسطة لتلافي تلك المشاكل ولم يستعينوا برجالات الادارة الأهلية للحل بل حاولوا وضع عراقيل أمامها بتفكيكها أو جلب أدارات حكومية لتتدخل في شئونها ولجمها من أداء دورها كما أنهم أيضا فشلوا في خلق التمازج المطلوب بين أطراف الوطن الواحد ولم يشاركوا معهم هذه الأطراف وفضلوا الاستأثار بالسلطة والوظائف بالدولة وعندما كان يطالب بعض أبناء هذه القبائل ببعض الحقوق على مر الحكومات المتعاقبة غالبا ما يوجه اليهم أصابع الاتهام بالجهوية والعنصرية ورغم وجود بعد الديمقراطيات القليلة الا أنها فشلت هي الأخرى في تشكيل حكومات ذات شراكة قومية واسعة وكان نظرة الأحزاب للغرب هو نظرة أنتخابية بحتة وليس نظرة المشاركة أما الآنقلابات التي حدثت والتي تشكل نسبة 90 % تقريبا من فترة حكم السودان بعد الاستقلال فربما كانت أهدافها هي تأصيل بقاء حكم السودان للشمال وقد رأت بأنه اذا استمر السودان تحت حكومات ديمقراطية فسوف يأتي يوم يكسب فيه أهل الغرب الانتخابات نظرالأغلبيتهم مما سيبعد الشمال من بسط سلطته علي السودان وأعتقد أن هذه الانقلابات هي التي عطلت مصير أبناء هذه الأطراف في الحكومات وقد أتت الانقاذ وزاد الطين بلة على السياسة السودانية وخلقت تمزق رهيب في المجتمع السوداني وخاصة التمزيق داخل الأحزاب المعروفة مثل حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والجبهة الاسلامية واستطاعت أن تحدث انشطارات مقصودة داخل كل حزب وكل هذا التمزق يصب في مصلحة بقاء السلطة للشمال أما الجنوب فحدث ولا حرج فهم في واد آخر فرغم حملهم للسلاح في وقت مبكر الا أنهم لم يحققوا شيء وسلاح الشمال فيها هو عامل الدين الذي يعتقدون أن في هذه الحالات يمكن استقطاب أبناء الغرب في صفوفهم والذين يربطهم بهم الاسلام حتى لا يحكم الكافر السودان وهذا الاعتقاد جعلهم مطمئنين من خطورة الجنوب وحتى في الوقت الحالي الذي تجري فيه اتفقيات تقسيم السلطة والثروة بين الجنوب والشمال في نيفاشا وتحت مراقبة دولية فحتى اذا قبلت الحكومة بمطالب الحركة الشعبية في تقسيم السلطة وخاصة مناصفة الرئاسة لفترتين ثلاثة سنوات للبشير وثلاثة سنوات لقرنق فان فترة قرنق سيحدث فيها انقلاب وربما سيمهد لها البشير نفسه لهذا الانقلاب لأنه سيكون نائبا في الفترة حسب الاتفاق.

    أما بالنسبة لدارفور والمنقسم الي زرقة وعرب ويتصارعون في سلطة دارفور فمن المبكر جدا أن نتحدث في مسألة المشاركة في السلطة لأن الحكومة الحالية قد وجد الأرض الخصبة في زعزعة الاستقرار هناك، حتى لا يلتفت أبناءها الي مسألة المشاركة، فالحركات المسلحة بدارفور والتي خلقتها الحكومة بدورها بوقوف الحكومة مع الجمجويد المنحدرين من بطون بعض القبائل العربية ليبطشوا بالقبائل الأفريقية والتي تمثل السكان الأصليين لدارفور فالحكومة تتفاوض معها في أمجمينة بعد الضغوط الدولية على اساس وقف لاطلاق النار ولكن ثم ماذا لا أحد يستطيع أن يتكهن بأن تفكر الحكومة في أعطاء حقوق المشاركة. وحسب أجندة الحكومة والتي أتت بانقلاب عسكري ولم يساعدها في ذلك أحد ولذلك هي ليست عليها مساعدة أي أحد وستبتر أيدي وتقطع لسان كل من يطالب بحقه اللهم الا اذا كان ذلك ليس طلبا بل وقوف معها في مشروعها الحضاري ويقاتل في صفوفها كل من لا يتبع نهجها وهذا ما يفعله بعد النفعين من أبناء بعض القبائل العربية الذين يحاربون بالوكالة عن الحكومة كجمجويد , ولا يستبعد أن يكون الذين تحصلوا على بعض المناسب في الحكومة قد استغلوا مواقعهم واستخدموا الدولة ضد السكان الأفارقة ومما يزيد من فرضية هذا الاعتقاد هو ما كان ينادي بها البعد من تطلعات لتكوين التجمع العربي قبيل اندلاع المعارك بين الحكومة ومجموعات الحركات المسلحة وتمكن هذا الفريق من تطوير مليشيات الجمجويد لتمارس الابادة الجماعية وتنفيذ مقررات التجمع العربي المزعوم, . فالانقاذ الذي قاد السياسة في السودان الى عالم مجهول لا زال يتشبث بمخالبه أركان السلطان وسيقاتل من أجل البقاء الي عقود قادمة اذا كان هنالك سودان سيبقى.





    مهندس/ آدم هارون خميس























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de