الحصاد المر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 08:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2004, 06:22 AM

توتو كوكو ليزو


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحصاد المر

    في هذه الأيام يعيش السودان في حالة عدم توازن وتنزوي منه الأشعة الضوئية ويبقي في دائرة رمادية اللون وتحوم فوقه العقبان والصقور وتتربص به الأسود وبنات آوى وكل يعزف على وتره ألحان الهدى وترانيم القداسة وجاءت البلابل من كل صوب ترتع في وديانه بحثاً عن شيء ما وفجاءة أصبح السودان العروس المدللة خطابها كثر ويحوم حولها الفرسان وقطاع الطرق وهل تنجو من الاغتصاب؟ اغتصاب الأرض من كل غازي وجلب المنافع للأقوى في حلبة الصراع حول السودان ومن سيفوز به؟

    حمائم السلام تهيج في الأوفق وعلى الأرض السودانية تتسارع الخطى بحثاً عن مكامن الأهداف وكل يبحث عن مكانته وكل يطلب حاجته وكل يرقب أنفاس الآخرين هذا الواقع الرمادي الذي يعيشه السودان نتاج من إفرازات الماضي وولادة متعسرة لمستقبل مجهول بعد حبل طويل مليء بالبؤس والشقاء والمفاجآت وهو الحصاد المر الذي يتجرعه اليوم من زرعه في الماضي الأليم واليوم يجني ثماره أولئك الذين عكفوا على زراعته واستأثروا بالسلطة دون غيرهم أحبوا أن يبنوا لأنفسهم قصورا على الرمل ويكونوا فوق الناس وتكون لهم السطوة والنفوذ لينتفعوا بها دون غيرهم وكان لهم أمد من الدهر يسرحون ويمرحون وكانوا فيه هم المسيطرون واستطاعوا أن يأخذوا حقوقهم كاملة ومنع غيرهم أن يأخذوا قسطاً من الحقوق بل وحرموا على الأخيرين حتى حق التعبير عن النفس وشلت عقولهم الغفلة عندما استعذبت قلوبهم ر! غد الحياة ولم يحتسبوا ليوم الحساب تلك هي السمة التي سادت مجريات الأمور في الدولة السودانية منذ أن نال السودان استقلاله عام 1956م حتى أن جاءت اتفاقات السلام بداً من مشاكوس في كينيا إلى نيفاشا

    كانت الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان وهي في غالبيتها من أبناء الشمال السوداني الذي يميل تفكيرهم نحو العروبة والإسلام لقد سنحت لهم الفرص الكثيرة من واقع الحال بعد زوال الاستعمار الإنجليزي من السودان كان أبأهم هم ورثة الحكم والسلطة لذلك وتمتموا بجميع الصلاحيات واحكموا قضتهم على دولة السودان وانكروا على الآخرين حقوقهم السياسية والمدنية والثقافية والعرقية وتبنوا نهج السياسيات العنصرية التي رمت بغالبيتها إلى تمييز الناس وانتقاء الاتباع والمتملقين وكل أولئك مغرضين ومنتفعين وهم في الغالب ليس بناة البلد ولا ذوى غيرة وزود عن الوطن استطالت الحكومات وتعاقبت السياسات ما بين الديمقراطية الطائفية إلى الدكتاتورية العسكرية وبالعكس وكل ذلك كان يدور في فلك الأقلية من المواطنين بينما الأكثرية! محرومة من الوصول إلى كرسي الحكم في الدولة السوداني.

    هذا الوضع أوجد الغبن والضغينة في نفوس المحرومين وأوجد هوة عميقة بين العدل والإنصاف والظلم والضيم ودفع الكثير من الأطراف تبحث عن ذاتها وتحاول الوصول إلى مقاعد أمامية في مسرح السياسة السودانية ولأن نهج الديمقراطية السليمة معدوم واتساع التشوهات المنهجية في إطار العمل السياسي شيء مريع وفيه خلل فظيع لذلك انعدمت الثقة بين الحاكم والمحكوم إلا بين ذوي المنافع وأصبح أن حكم الوكالة بين الراعي والرعية لم يجدي بمعنى أن الانتخابات في عهد الديمقراطيات لم تأتي بحكام جدد على سدة الحكم في السودان مما يعني أن الديمقراطية أضحت لعبة في يدي منظري السياسة السودانية وقد ألبسوها ثياب عدة عقائدية وجهوية ومنازل أولاد الذوات وتحصين العروبة ضد الأفرقة تلك هي دروع التستر للعمل السياسي باسم الديمقراطية.

    هكذا أصبحت الديمقراطية محصورة في دائرة معينة ولم تتسع بما يكفي حتى تستوعب كافة ألوان الطيف السوداني ومن التشوهات التي أصابت النهج السياسي السوداني أن قادة الأحزاب السودانية يمارسون العمل السياسي وكأنه وظيفة في شركة خاصة أي يمكن توصيف رئيس الحزب السياسي في السودان كأنه رئيس مجلس إدارة شركة ولقد حصل على رئاسة الإدارة بالتزكية لأنه يمتلك أعلى نسبة من رأس المال هذا الوضع جعل العمل السياسي في السودان مصاب بالعقم وعدم التطور مما دفع معظم الأحزاب السياسية السودانية الكبيرة ومنها والصغيرة تثور على نفسها وتنشق على نفسها فيصبح للحزب الواحد عدة مجموعات تحمل نفس الاسم لذات الحزب كل ذلك يحدث نتيجة لتداعيات المحسوبية وإقحام المجاملات في العمل السياسي وعدم ثبوت المرجعيات القانونية والدستورية م! ما جعل العمل السياسي نوع من الميراث القبلي الذي يعتمد فيه باتخاذ الوجهاء أرباب لقيادة العمل الوطني وأولئك الوجهاء لقد أدمنوا خصلة التمجيد والمداهنة واستعذبوا الانفراد برئاسة الجماعة كما أن الجماعة نفسها والتي ظلت عبر السنين الطويلة تركض وراء أولئك الوجهاء لقد أدمنت التبعية والإذعان وعدم المقدرة على الانطلاق والفكاك من ظل الزعيم والتوجه نحو البذل والعطاء وبذلك يكونوا قد سلموا أرواحهم وعقولهم لغيرهم واصبحوا يدينون بالولاء الأعمى لوجهائهم دون نقاش ومن هنا تأتي المصيبة ألا وهي السلبية في ممارسة العمل السياسي ولقد أدى ذلك لتأخر السودان في كافة المجالات.

    عناصر الخلل هذه لعبت دوراً أساسيا في تشويه الممارسة السياسية في السودان وعطلت الأحزاب السياسية عن مسيرها في الاتجاه الصحيح لبناء الدولة السودانية ولم تستطع مجمل الأحزاب السودانية أن تقدم إطرحات نموذجية لحل قضايا الوطن السوداني كما عجزت في كل مرة أن تكون البديل الحقيقي للحكومات العسكرية التي تتصف بالدكتاتورية المقنعة بالثورية الهوجاء .

    ذلك العجز والإخفاق وعدم مقدرة كل الحكومات التي توالت على حكم السودان على أن تثبت للجمهور السوداني أنها ذوا ولاء وطني الحقيقي يرمي إلى بناء دولة السودان وعازمون على التعمير بديلا عن الحرب والدمار

    هذا الخلل والعجز السياسي أتاح الفرصة أمام العسكر للتربص بالحكومات الديمقراطية والانقلاب ضدها لاستلاب الحكم كل ما سنحت لهم الفرصة بذريعة الثورية، والإصلاح وفي ظل ذلك أصبح السودان كدولة وشعب شيئا جامداً يراوح مكانه بين بندقية العسكر في الحكومات الشمولية وغوغائية مجالس الأحزاب المعارضة التي غالبا ما تتناثر اوصالها وتتفتت.

    المواطنون سئموا من انتظار نتائج الحكومات والشعارات والوعود المكذوبة التي يطلقها قيادات العمل السياسي إبان فترات الديمقراطيات وحملات الانتخابات النيابية وكذلك تعب الناس من تسلط الحكومات العسكرية والتي في الغالب تدمر البلد أكثر مما تبني علاوة على أنها تقمع خصومها بعنف شديد تفرض القوانين العرفية والأستثنائية كقوانين الطواريء وغيرها بدعوى أنها تحافظ على أمن البلد ولكنه في الواقع عملية ثعلبية واسلوب خبيث يرمي إلى سلب الحريات وتكميم الأفواه وتعطيل العقول والفكر كذلك هي في واقع الأمر تستخدم قوة النفوذ والسلطة لحماية سلطانها وإطالة عمر النظام وتثبت هذا في أدبيات الحكومات العسكرية ونرجو أن يكون أخرها هي حكومة الإنقاذ وإن لم تكن هناك دولة ديمقراطية حقاً يجب أن نحافظ على تنظيم العمل السياس! ي وترتيب وتقنين الأحزاب على نهج الديمقراطية الصحيحة وأن يجعل القادة السياسيون عملية إعادة بناء الاحزاب السياسية على النهج الديمقراطي الصحيح أمر واقع على الأقل نريد الاستفادة من الفترة الانتقالية إذا ما تم السلام بسط العدالة والمساواة عبر مؤسسات حقيقية تعنى بكفالة الحقوق لكل السودانيين

    حصل السودان على استقلاله من عام 1955م ولم يتقدم بل أصيب في كثير من الوصف بالشيخوخة المبكرة والصراع السياسي في السودان أدى تصدع كبير في بناء الدولة السودانية واحتمال انهيارها شي واقع دلالة للمؤشرات التي تشير إلى تقسيم السودان دويلات حسب ما تشهده مجريات الأحداث في السودان دولة الجنوب ببطولة أمريكية ورعاية أوربية يمكن أن يحدث ذلك في أي وقت طالما هناك نزاع بين الجنوب والشمال ومن جانب أخر دخلت فرنسا في فلك القضايا السودانية عبر مشكلة دارفور بذريعة أن فرنسا لها علاقات طيبة مع شاد الجارة للسودان وأن فرنسا تريد أن تساعد السودان في إعادة اللاجئين إلى أرض الوطن هنا نسأل من دعا فرنسا للولوج في قضايا السودان ؟ وهل هي صادقة في ذلك أم هناك مأرب أخرى ؟ أم أن فرنسا جاءت تلبية لدعوة من الولايات ! المتحدة للحصول على بعض الامتيازات في ذلك الإقليم من السودان بعد أن فقدت فرنسا حصتها في العراق والمصيبة أن العامل الحقيقي وراء تداعيات الوضع في السودان كله هو عدم وجود حكومة ديمقراطية تحتكم إلى الشعب وتصوغ قراراها بناءً على مطالب الشعب السوداني وحكومة مثل حكومة الإنقاذ لقد شوهت مقامها وفعلت الأفاعيل بشعبها لقد وضعت رأسها بين فكي الأسد ( الولايات المحتدة ) وأضحت من الضعف لا يمكن لها أن تستطيع مقاومة السياسيات الدولية بمفردها لأنها فقدت الأرضية التي يمكن من خلالها أن تخاطب العالم مدعومة بالقوة المستمدة من الشرعية وهو الشعب ولقد تم استغلال ذلك الضعف من قبل الولايات المتحدة وأصدقائها وجرى ما يجري الآن على أرض الواقع في السودان وتتحمل حكومة الإنقاذ كل ما يحدث في السودان وما سيحدث في ظل حكمها تفاقمت المشاكل واتسعت الحرب فشملت الغرب كله والشرق وغداً الشمال نسأل الله اللطف بالشعب السوداني وما علينا إلا الصبر لعل الله يجعل لنا مخرج من محتنا هذه! ويجعل حصدنا ثمار طيبة.



    توتو كوكو ليزو























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de