|
دارفور على شفا حفرة من النار
|
أيها مخطئ الحكومة ام الحركة ام المليشيات العربية تشهد ولايات دارفور وخاصة شمال وغرب دارفور هذه الايام صراعاً عنيفاً بين جيوش ما يسمى بحركة تحرير السودان وما يسمى بالجنجويد او المليشيات العربية المسلحة وقوات الحكومة وقد قضت هذه الحرب على الأخضر واللين وحتى اليابس في ولايات دارفور التي تعاني اصلاً من شتى انواع التصحر والجفاف والمعاناة والمرض بسبب موقعها الجغرافي وبعدها عن المركز والاهمال الذي يعانيه اهل دارفور منذ الاستعمار حتى الان ، صحيح ان دارفور ليست وحدها التي تعاني من الاهمال ولكن ربما يكون قد نالها من الاهمال في الفترات السابقة ما لم ينل غيرها وهذه ليست مسؤلية حكومة الانقاذ وحدها بل مسؤلية كل الحكومات المتعاقبة على حكم السودان منذ استقلاله حيث لم تكن دارفور احسن مما هي عليه الان ، اما من حيث التركيبة القبيليه فإن دارفور هي من اكثر مناطق السودان تبايناً ومساحة وامتداداً وتقطنها قبائل عديدة منها ذات الأصول العربية وذات الاصول الافريقية ونسبة للتخلف والجهل الذي كان يسود وما زال يسود المنطقة نجد انه ما زالت هناك مسألة الإثنيات وهذا عربي وهذا زغاوي وهذا فوراوي .. إلخ حيث تكاد تكون هذه المسألة معدومة ف! ي مناطق السودان الاخرى رغم التباينات الموجودة بكافة اقاليم السودان ورغم التبايانات الإثنية الموجودة في دارفور إلا أنها لم تصل إلى حد الإحتراب الشامل سوى بعض النزاعات على المراعي والمراحيل والمزارع كما حصل بين الفور وبعض القبائل العربية في جنوب دارفور وغربها وكانت هذه النزاعات محصورة بين قبيلتين او 3 قبائل ويتم إخمادها على مستوى الادارات الاهلية لأنها لم تصل إلى حد التصفيات او رفض الآخر إلا ان ما نراه الآن تعدى مسألة النزاع المحدود ونزاع المراحيل والمراعي والمزارع إلى رفض العنصر ورفض اللون والإثنية وهذا الأمر لا نستطيع أن نحمل جهة ما على حساب جهة لأن جميع الاطراف لها دور كبير في هذا النزاع ولنأخذ مثلاً الحركة المسلحة ونضع هذا الأسئلة نتمنى ان يجيب عليها الاخوة في الحركة المسلحة ومن ثم هناك أسئلة لما يسمى الجنجويد او المليشيات العربية ومن ثم الى الحكومة وأريد أن أبدأ بالحركة والمليشيات العربية لأنهم أصحاب الشأن والجمرة بتحرق الواطيها سؤالي إلى الحركة المسلحة أين أبناء العرب من هذا الحركة وهل اقليم دارفور هو اقليم للزغاوة والفور والمساليت فقط رغماً عن أن القبائل العربية في دارف! ور تشكل نسبة كبيرة من تركيبة السكان ولها دراية وخبرات قتالية ومعرفة بكل تضاريس دارفور وكان يمكن الاستفادة منها في هذه المعادلة لصالح حركة التمرد وتشكيل ضغط كبير على الحكومة وسحب البساط منها لصالح اهل دارفور حيث ان شمولية الحركة وعدم تركيزها على قبيلة او قبيلتين او إثنية واحدة يعني أن جميع اهل دارفور متفقون على التمرد وهذا كفيل بتشكيل ضغط قوي وشديد على الحكومة لتغيير سياستها ، السؤال الثاني هل تم الإجتماع بأي من أبناء القبائل العربية لشرح اهداف الحركة وطلب الانضمام اليها كما تم بين أبناء الزغاوة والفور والمساليت مثلا ؟ ثانياً بالنسبة إلى ما يسمى بالمليشيات العربية السؤال الأول من الذي فوضهم للقتال بإسم العرب والسؤال الثاني لماذا لم يكونوا مدافعين فقط عن مناطقهم وليس مهاجمين؟ وهل هم يقاتلون إلى جانب الحكومة ام الحكومة تقاتل إلى جانبهم؟ ثالثاً بالنسبة للحكومة السؤال الأول هل جيوش الحكومة بهذا الضعف والهوان الذي يجعلها تستغيث بأبناء القبائل العربية؟ السؤال الثاني هل هذه الحرب إثنية كما يزعم البعض واذا كانت كذلك لماذا لم تكون الحكومة طرفاً محايداً ؟ وايضاً هناك تساءل أود طرحه اذا كانت الاسلحة التي بحوزة المليشيات العربية دعمتهم بها الحكومة فمن أين اتت حركة التمرد بهذه الاسلحة الضخمة والعتاد الهائل هل من تجارة البقر والغنائم كما كان يزعم جون قرنق سابقاً ؟؟ أم من اين هذا العتاد الضخم من الاسلحة والمدافع والرشاشات والسيارات التي لم تملكها كثير من دول افريقيا ناهيك عن حركة لم يمضي على تكوينها اكثر من 10 اشهر ، تساءلات كثيرة اخطاء كثيرة تجاوزات كثيرة قام بها كل الاطراف ولا نريد أن نبحث ونتهم هذا وذاك ومن المسؤل لأن المسألة أشبه بهزائم وإنتكاسات الفريق القومي السوداني الجماهير تتهم اللاعبين واللاعبين يتهمون المدرب والمدرب يتهم الحكم والكل يتهمون الحكومة مع عدم وجود قضاة ومحامين فالكل قاض والكل محام والكل مدان والكل دائن والكل مدعي والكل مدعى عليه والمحكمة وهمية وخيالية لا وجود لها في الواقع والشهود هؤلاء الغلابة المسحوقين والموتي والفقراء والمشردين. فكفى إضهاداً وظلماً يا حكومة السودان لأهل دارفور وكفى تقتيلا وتشريدا وترهيبا ياحركة التمرد وما يسمى بالجنجويد فالضحية هم شعب دارفور والموتى هم المواطنين الكادحين والجوعى هم المواطنين الشرفاء والعزل والذين يلعلعون في فنادق لندن وواشنطن وهولندا وينصبون ويفوضون أنفسهم للتحدث بإسم اهل دارفور هم آخر من يكتوي بنار الحرب والذين يتملقون النظام ويطبلون ويصفقون له هم ايضا بعيدون كل البعد عن قضايا هذا المواطن المسكين . فما تجمع وتظاهر اهل الفاشر ومليط وكبكابية ونيالا ضد الحرب إلا ادانة ورفض لكل ما يحصل سواء من قبل هذه الحركات المسلحة أو الحكومة او الجهات الآخرى . نرجو ان يكون دور الادارات الأهلية اكثر من مجرد ظهور في التلفزيون وإدانه الحرب نرجو أن يكون دورهم ميدانيا وتنموياً وأن يكون هم المنادون بمظالم اهلهم . هذه الحرب ليس فيها رابح ام خاسر الكل خاسر وأولهم الحكومة حتى وإن قضت على هذه الحركة المسلحة فتلك خسارة لأن الغبن والمرارات ستظل باقية ما بقي إنسان دارفور نرجو أن يعلو صوت الحكمة والعقل وينخفض ويتلاشا صوت البنادق والمدافع والرشاشات والدانات حتى لا تكون دارفور كسوفو او رواند أخرى . ويجلس الجميع في طاولة واحدة لتحديد اسباب هذا المرض وهذا الداء قبل إيجاد الدواء. الجميع مخطئون وخير الخطاؤون التوابون والله من وراء القصدي محمدالمهدي صالح الرياض-المملكة العربية السعودية
|
|
|
|
|
|