|
27 مارس اليوم العالمي للمسرح بقلم : بدرالدين حسن علي
|
درجت العادة أن يحتفل المسرحيون في العالم أجمع بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من مارس كل عام ، ومن أهم الفعاليات في هذا اليوم إختيار شخصية مسرحية عالمية معروفة وشهيرة لإلقاء كلمة اليوم والتي سبق أن ألقاها الكثير من المسرحيين الذين قدموا عطاء مسرحيا فريدا ومتميزا ، ولا زلت إلى اليوم أتذكر الكلمة الرصينة التي ألقاها الفنان المسرحي الراحل المقيم السوري سعدالله ونوس ، والذي قدمنا له في السودان مسرحيته المعروفة " حفل سمر لأجل خمسة حزيران " إخراج الفنان المسرحي السينمائي والشاعر المعروف علي عبد القيوم .
كتب خليل فرح ذات يوم يقول : اليوم هو يوم المسرح العالمي , في السابع والعشرون من كل آذار يحتفل المسرحيون في عيدهم , وأقول بكل أسف والغصة تقف في الحلق لأننا نعيش الآن الجرح ونزفه . أقول : كم يتعمق الإحساس بعجز اللغة في احتواء هذه المناسبة , أو حتى في القدرة على التعبير عنها , فالألم وصل مداه وجاوز الدمع . ولكن ولا بد من القول أن رغم كل شيء وكل هذه الانكسارات التي تغتال الإنسان روحا وجسدا , ورغم الهم والقلق الذي يسكن قلوبنا , ورغم الخواء والخراب الذي حل بالمسرح , ورغم أنين الخشبة التي تبكي ممثليها ومخرجيها وكتابها وفنييها: يظل الأمل كبيرا بعودة المسرح إلى ألقه , لا بالحلم ولا بالرجاء ولا بالتمني ,بل بالعمل فقط لأن المسرح أداة معرفة وابتسامة فرح وحالة خلق وإبداع إنساني كبير لأنه يبحث عن الحقيقي والجميل في الحياة .
رسالة يوم المسرح العالمي لعام 2014، بقلم بريت بيلي. أينما كان هناكَ مُجتمعٌ إنساني ... تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها. تحت أشجار القرى الصغيرة، وعلى عتبات المسارح الحديثة في المدن الكبيرة، في صالات المدارس، والحقول، والمعابد، في الأحياء الفقيرة، في الساحات العامة، وفي المراكز والأندية، وفي الأقبية... يتماهى الناسُ في العوالمِ اللحظية للمسرح.تلك العوالم التي نخلقها لنعبّرَ، بلحمنا ودمنا وأنفاسنا وأصواتنا الحية، عن عمقنا الإنساني، عن تنوعنا، و عن حساسيتنا. نجتمعُ لنبكي ونتذكر، لنضحك ونتأمّل، لنتعلم ونؤكد ونتخيل. نجتمعُ لكي تدهشنا تلك البراعة التقنية، لكي نجسد الآلهة؛ فنقبض على نفسنا الجمعي بكل ما يحمله من مقدرة على الجمال والتعاطف والوحشية. نأتي إلى المسرح لكي تتخللنا طاقته و تمنحنا القوة كي نحتفلَ بقيم وثراء ثقافاتنا المتعددة فنذيب ما يفصلنا من حدود. أينما كان هناكَ مُجتمعٌ إنساني ... تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها. فهي تولد من المجتمع، ترتدي أقنعة وأزياء تقاليدنا المتنوعة. تكرسُ لغاتنا وإيقاعاتنا وإيماءاتِنا و تترك بيننا بعض فسحات. نحن الفنانون العاملون في فضاء هذه الروح القديمة، نشعر أننا ملزمون ببعثها عبر قلوبنا وأفكارنا وأجسادنا، لنكشف عن واقعنا بدنيويته و اسراره. لكن في هذا العصر، حيث يناضِلُ ملايين البشر من أجل البقاء، ويعانون من الأنظمة القمعية ومن الرأسمالية المفترسة. و يهربون من الصراعات والمصاعب حيث يتم اجتياح خصوصياتهم من خلال الأجهزة السرية الإستخبارية، وتخضعُ مقولاتهم للرقابة من قبل حكوماتٍ متطفلة. هذا العصر، حيثُ تبادُ الغابات، ويقضى على الأنواعِ والأحياء، وحيثُ تُسمم المحيطات. في عصر كهذا، ماذا علينا أن نكشف؟ في هذا العالم المبني على قوى غير متعادلة، والذي فيه تحاول أنظمةٌ مهيمنةٌ عديدة أن تقنعنا أن أمةً واحدة، عرقاً أوحداً، جنساً واحداً أوميلاً جنسياً معيناً أو أن دينا أوحداً أو أيديولوجيةً واحدة أو أن إطاراً ثقافياً واحداً فقط، ينصّب نفسه أفضل من الآخرين؛فهل هو مبرر أن نصِرَّ على عدم فصل الفن عن الأجندة الإجتماعية؟ هل سنمتثل، نحن، فنانو الساحات والمسارح، إلى متطلبات السوق العقيمة، أو هل سنحاول أن نستغل القوة التي نمتلك لنفتح مساحة في قلوب وأرواح المجتمع، ولنجمع الناس حولنا، لنلهمهم، لنصيبهم بالدهشة، ولنثقفهم، ولنصنع عالما من الأمل ومن التعاون الصادق؟
|
|
|
|
|
|