|
هل من أمل فى الحفاظ على وحدة دولة جنوب السودان ؟ بقلم الطاهر على الريح
|
مشاكل الجنوب لا تُعد ولا تحُصى ، فالأمية والفقر والجهل ما زال يضرب أطنابه هذا الشعب .فقد كان متوقعاً حدوث أزمات واِقتتال قبلى بعد الاِنفصال فعملت القوى الغربية حينها على سرعة اِنفصال الجنوب لتحقيق مآربها فى اِستغلال ثروات الجنوب الهائلة دون النظر الى خطورة الأوضاع مستقبلاً .
عندما أحس الرئيس سيلفاكير ميارديت برائحة التآمر عليه من قبل مجموعة باقان أموم وريك مشار وأبناء قرنق - نتيجةً لتكريسه السلطات فى يده - قام بدور اِستباقى وأعفى نائبه ريك مشار من مناصبه وكذلك الأمين العام باقان أموم ، فبدأت المشاكل كنزاعً على السلطة ولكنها تطورت ومنذ اليوم التالى على أساس صراع قبلى بين النوير والدينكا .لذلك اِنفرط عقد الأمن والاِستقرار النسبى الذى كان سائداً عقب اِنفصال الجنوب واِنتهى كذلك مبدأ التعايش السلمى الذى يجمع بين مختلف الاثنيات والأعراق ومختلف الأديان وأطلت المشاكل القبلية برأسها كما كان متوقعاً فأصبح القتل على الهوية هو السائد حالياً وتم اِكتشاف مقابر جماعية فى منطقتى جوبا وحول النزاعات فى مناطق النوير واِنتهى الجنوب كدولة كما حصل فى رواندا نتيجة للمجازر بين الهوتو والتوتسى .
اِنصب اِهتمام رياك مشار ومنذ اليوم الأول للقتال - بعد تثبيت أقدامه - على البترول وكأنه قد تم التخطيط له جيداً بما فى ذلك مليشياته التى تسمى " الأبيض " وأصبح تفكيره الآن مبنى على تثبيت الوضع القائم بينما يسعى خصمه سلفاكير مايرديت لاِستعادة سلطانه المفقود بمساعدة الدول الأفريقية والأمم المتحدة لأنه هو رأس الدولة وأى اِنقلاب عليه يبقى فى خانة الانقلاب على الشرعية .
ما هو تأثير هذا الانفلات الأمنى على السودان ومستقبل الصراع :
لا بد أن ينصب التفكير ومنذ الآن على مستقبل الوطن فى ظل وجود هذا الصراع الدائم بعد استحالة التعايش بين الدينكا والنوير فى دولة واحدةٍ .فاما أن تتكاتف دول الايقاد بمساعدة قوات الأمم المتحدة - بضوءٍ أخضر من الولايات المتحدة الأميركية - لهزيمة قوات الدكتور رياك مشار وبذلك سوف تتدفق أعداد اللاجئين على السودان مما يؤدى الى تأزم العلاقات بين الشمال والجنوب بالاٍضافة الى تفاقم أوضاع اللاجئين فى ظل المتغيرات الجديدة .
والسيناريو الآخر هو الحفاظ على الوضع القائم والفصل بين القوات من قبل القوات الدولية حتى يمكن اِيجاد حل فى المستقبل وهو ما يشير الى تقسيم الجنوب على أساس عرقى . هذا الحل لن تقبل به أو تسمح به القوى الغربية وكذلك الصين المستفيدة من بترول الجنوب وثرواته الطبيعية .
فماذا نحن فاعلون ؟
لماذا لايكون لنا دور فاعل فى حل هذا المشكل السودانى لأننا المؤهلون الوحيدون بمعرفة اِخواننا الجنوبيين وكنا حتى الوقت القريب شعبٌ واحدٌ وقد يقول قائل نحن لم نقم بحل مشاكلنا الداخلية فكيف بمشاكل الآخرين ولكن الآخرين هؤلاء هم أهلنا ولحمنا ودمنا .
|
|
|
|
|
|