|
سوداسبان ومصارفنا : يا لها من ريادة صيرفة إلكترونية!!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعا لى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
توطئـة:
· أمر يضحك حد "الشنقلة علي قفاك" عندما تسمع كل مصرف سوداني يتباهى بأنه رائد الصيرفة الالكترونية ، فبالأمس الأحد1/9 ما بين الساعة الحادية والثانية عشر ذهبت للسحب من ماكينات السحب الإلكترونية بشارع المشتل في حي الرياض ومعي رهط لا يستهان به فتنقلنا من جهاز لجهاز صراف آلي ، جربنا ستة ماكينات - ولا داعي لذكر أسماء البنوك – منها من وجدنا منه رسالة تقول " الجهاز تحت الصيانة " والبقية منها من إعتذر لعدم إكتمال العملية ولا ندري أسباب لذلك، اللّهم إلا سبب احد هو عدم تغذية الأجهزة بالسيولة. والعجيب أن بعض البنوك أمامها أجهزة تخصها مباشرة داخل غرفة ملحقة بالبنك وأجهزتها لم تستجب. والأدهى والأمر أن بعض الأجهزة تطلب منك إدخال البطاقة وتقوم بإكمال الإدخالات حسب التوجيهات حتى نهاية العملية وكالمعتاد تأتيك رسالة أسحب البطاقة ثم تتوقع إستلام المبلغ المطلوب وفجأة تنطفي شاشة أجهزة رواد الصيرفة الإلكترونية ، كما أن منها من بلع البطاقة وأقسمت بطنها على هضمنها وقد نُبِّه صاحب البطاقة بمراجعة فرعه ، وكأننا في برنامج الكاميرا الخفية!! .
· ثمّ بدأ الرهط حمى التسابق من جهاز للآخر حتى دخلنا لما هو بداخل السوبرماركتات وشركات الاتصالات وكان عشمنا عشم إبليس في الجنة والحمدلله أن كان لدى زوجتي إحتياطي إستراتيجي يكفينا ذل السؤال . عموماً كان من ضمن الرهط من سبقنا لأجهزة آخرى ولم يظفر بشيء فتفضل علينا وأبلغنا بأن الجهاز عطلان حتى لا نهدر الوقت في محاولات فاشلة ، وبدأ الرهط سباق مراثوني آخر عسى لعل أن يظفر بالجنيهات ومع علمنا بأنها من النوع سريع الطيران ، ومع ذلك منهم من خرج وعلى وجهه إبتسامة إستنكارية إذ أن رواد الصيرفة الإلكترونية خيبوا آمالنا جميعاً!! وليت كان هناك رقماً هاتفياً للإبلاغ عن الأعطال ولكن يبدو أن رواد المصرفية الإلكترونية في بلادنا كانوا متأكدين مليون في المية بأن نسبة الأعطال صفر(Zero Defect).. ثقة بالنفس فاقت ثقة ناسا عندما أطلقت المكوك "المتحدي تشالنجر" !!
المتـــن:
· نفهم أنه قد تكون الشبكة داون( Down) وهذا أمر متعارف عليه ويحدث نادراً وبالطبع لما الشبكة تكون " طاشة " يعني والمعروف أن صيانة والتأكد من جاهزية هذه الأجهزة لم تتم كما ينبغي في العطلات ليلاً لتصبح داهزة لتلبية تعاملات العملاء من السحب النقدي ، وفي هذه الحالة لا ندري على من تقع المسئولية هل تقع على البنك المركزي أم هذه المصارف رائدة الصيرفة الالكترونية كما تزعم؟!!
· عليكم أن تتخيلوا أنه أن الأمس الأحد كان أمام أي جهاز كان هناك عدد لا بأس به من المتعاملين من حاملي بطاقات هذه المصارف " رائدة الصيرفة الإلكترونية " معظم هؤلاء ربما تكون لديهم معاملات وإجراءات مع بعض الدوائر الحكومية التي حتماً تحتاج لسداد رسوم أو ربما مريض في مستشفى أقسمت إدارته بعدم إدخاله ما لم يسدد الرسوم ، وأيضاً كان هناك من أرباب المعاشات وكبار السن والدنيا آخر شهر ومنهم المريض ، كما أن معظم هؤلاء ليست لديهم عربات للتحرك بها من جهاز لآخر، فيتعرضون "للشلهتة"وعليهم التجول بالركشات ، تخيلوا معي أنه ربما البعض خرج من بيته وهو لا يحمل معه إلا حق المواصلات التي يصل بها لأقرب جهاز صراف آلي ، بالطبع في هذه الحالة لا سبيل له إلا اللجوء "للأتو أستوب" ، فهناك من رقيقي القلوب من يقف لهم/ لهن ، وهناك من يظن السوء إن كانت من تؤشر له سيدة أو آنسة أو طالبة ، وبهذا تكون رياد ة الصيرفة الإلكترونية ساهمت مساهمة مباشرة في الإضرار بسمعة الحرائر. فيا لها من ريادة ويا لها من صيرفة إلكترونية!!
الحاشية:
· لاأري أي داعي لأن تتشبر المصارف وعلن للملأ أنها " رائدة الصيرفة الإلكترونية" لأن ذلك يعتبر مجرد إعلان أجوف خالي من الفعل والمضمون، فإن كانت المصارف التي تدعي ومن أجل ذلك تصرف الملايين في الدعاية فإننا أصبحنا مقتنعين بأن الصيرفة الإلكترونية هي ( رقيص ما عندهم ليهو رقبة) طيب مالم خاوتننا؟! . يفترض أن وجود هذه الأجهزة جاءت لتخفيف الإزدحام على البنوك وتخفيف الزحمة المرورية وإنهاء التعملات إلكترونيا في سداد قيمة أو رسوم الخدمات ولكن مع تعطل هذه الأجهزة فإنما تعتبر دعاياتها نوع من التدليس ونربأ بمصارفنا أن نمارس هكذا ممارسة، وعليها أن تهتم بوقت العميل ونحسن إدارته ، فهو يضيع والمتسبب في هدر وقت المواطن تصبح الأمتتة (Automate)فتصبح سبباً في تأجيل معاملات المواطنين!!
الهامش:
· طبعاً الصيرفة الإلكترونية تقدمت وما تعتبره مصارفنا ريادة لها قد عفا عليه الزمن وتجاوزه ، ففي الدول المجاورة أصبح تسديد الرسوم الحكومية إلكترونياً وتقديم الطلبات سواء لتسديد رسوم إيصال الخدمات أوشرائها أو تسديد رسوم الجواز والتقديم له أصبح إلكترونيا عبر خدمات البورتال (Portal).. ألخ ، بالطبع هناك من سيقاوم هذه الخدمة الإلكترونية لأنها ستحرم الكثيرين من الجبايات خارج أورنيك(15) وكذلك الاحتفاظ بالباقي لعدم وجود فكة ، وكذلك سيحرم الولايات التي يقف جباتها كزبانية غلاظ لا مفر منهم ولا مهرب!!، هذا ومن الموقات غير المبررة عدم إستقرار تعرفة الكهرباء والمياه وزيادتها دون سابق إنذار ، وتبقى وقعة سودة إن رفع وزير المالية رسوم الخدمات ، فنحن منذ أن ولدنا نسمع دوماً ( بالرفع ) فقط ولم نفرح في يومٍ من الأيام (بخفض) سعر أي خدمة أو سلعة حتى وإن هبط سعر الدولار، بالأمس فقط ذهبت لشراء غرض ما ووجدت ثلاث أسعار في ثلاثة بقالات مختلفة ، بالله شفتوا تحرير أسعار أكتر من كده ، جادلت صاحب البقالة في إختلاف الأسعار فأجابني بقوله " من حكم في ماله ما ظلم " ... فالله المستعان!!
قصاصة:
· معلومات عامة :يدعم النظام المصرفي الإلكتروني نظم الأمن العالمية القياسية للحفاظ على المعاملات و ما تحويه من معلومات ، لا تتوافر في النظم التقليدية الورقية و يوفر درجات متعددة المستويات من السرية هي سري و سري جدا و سري للغاية و محظور الإطلاع عليه. تطورت المصرفية الالكترونية لمرحلة إدارة حسابك عبر النت ويفدم هذا النظام ما يلي:
ü الاطلاع على آخر بيانات حساباتك الشخصية على مدار الساعة
ü تحويل الأموال بين الحسابات الشخصية أو إلى حسابات أخرى محلياً ودولياً
ü دفع فواتير شركات الاتصالات وشركات التسهيلات التجارية والرسوم الحكومية
ü عرض و طباعة كشوف حساباتك الشخصية وبطاقاتك الائتمانية
ü تحويل الأموال من بطاقتك الائتمانية إلى حسابك الشخصي
ü سداد القرض ودفعات بطاقات الائتمان
ü طلب كشف حساب بالبريد لحسابك وبطاقات الائتمان من بنك الخليج.
ü الاطلاع على معدلات الفائدة وأسعار صرف العملات الأجنبية
ü طلب دفاتر شيكات و الاستفسار عن حالة الشيك
ü جدولة التحويلات المالية
ü التحويل السريع الىحسابات اخرى في بنك الخليج
ü إعداد المستفيدين مباشرة عبر الإنترنت
ü جمّد بطاقة السحب آلي او بطاقة ائتمانية مفقودة
ü السحب الفوري من أجهزة(ATM)
· يا مصرفية إلكترونية سودانية رائدة كم من خدمات هذه المصرفية الالكترونية المذكورة أعلاه تقدمون لعملائكم بالله عليكم.؟!! ... عوافي يا مصرفية إلكترونية رائدة ويا الكلكم روادها .. إن كنت أنا أمير وإنت أمير إذن مين يسوق الحمير؟!! طبعاً مغفل مثلي ممن يصدق الدعايات!!
|
|
|
|
|
|