|
بين اللآ موهوب أفندي.. والموهوب الضائع!!/أبوبكر يوسف إبراهيم
|
(429 كلمة) بين اللآ موهوب أفندي.. والموهوب الضائع!! في سكك وحارات وحواري الحياة تقابل أنماطاً من البشر يستدعون القيء من بطنك وفمك وعقلك، لا تعرف كيف تصفهم، فهم الأكلة من كل قصعة، ولكنني تأدباً سأطلق عليهم صفة اللآموهوبين، فهؤلاء الآن يتسيدون المحالس والمحافل، ولهم فصل المقال زوراً أو نوراً ، وما عليك إلا أن تبحث لك موقعاً في مجالس التجهل والجهالة لأن المقاعد في غيرها لم يعد متاحاً للموهوبين الذين ضاعوا وسط الجموع التي تمشي" سرحانة" وعلى غير هدى في دروب الحياة، وكثيراً منهم يحمدالله على ما هو عليه حتى لا تتندنس سريرته ويستعف لسانه وتطهر يده!! لمرد العلم ، يبتكر غير الموهوبين، مديات بكر .. يستكشفونها، ليبسطوها أرضا خصبا، يحصدون ريع ما لم (يستنبتوهياه) فهم لا يتوفرون على بذرة عطاء يغرسونها، في تربة، لذا ينجحون أنّى ارادوا، سواء أكانت البقعة خصبة ام مجدبة. لا فرق انهم لا رأسمال لديهم و..."لا يحزنون". .. هؤلاء اللاموهوبون، يمتلكون مناهج، في طرح ذواتهم، وتسويقها، يفتقر لها ذوو القدرات الخام، غير المصنعة، والتي لن تتصنع، ما داموا راكنين الى رصانة تفوقهم الكامن.. الوئيد، تحت الثرى، لا يجد سبيلاى للتفتح .وهم يحسنون تسويق ذواتهم.. ينمون مواصفات يخلقونها من العدم، فتنوجد طوع إرادة تحرك السواكن وتقلقل الجبال الراسيات وتدبر شأن الاخلاط الهجينة تصفي عكرتها. يستفحل أمرهم متسيدين المكان، حيث ما حلوا؛ لأنهم قادرون على فرض سطوة كاريزما فطرية فائقة، تحقق لهم ما تعجز عن تحقيقه ابلغ المواهب. لديهم مجسات تستقرئ المؤسسة الآيلة للسقوط، فيتقدمون منها، خاطبين ود اصحابها، كما لو كانوا قارب النجاة الذي ينتشلهم من غرق وشيك. يلفون حولهم مريدين.. أتباعا لهم، من اصحاب الاختصاص، يرتقون بالمؤسسة التي كانت قبل مجيئهم، مواشكة على التهاوي، لكنه رقي لصالحهم هم وكل ما في المؤسسة على هامشهم.. انهم شخصيات جبارة، تهمش مجتمعات بكاملها!! . وبهذا مثلما نشأت في العالم المتقدم، شركات فخمة، لتصنيع وبيع وتنفيذ المناهج، ثمة في الحياة اناس موجودون بالمنهج الذي يجيدون تنفيذ مفرداته، من دون خطأ ولا إزاحات تخرج عن السياق، عملا بالمثل الشهير: "كذب منظم افضل من صدق مبعثر".!! وهذا ما يجعل واعيا ضعيف، يغلب جاهلا قويا، مهما تفاقمت قوته؛ فهي تأكل نفسها، بإلتفاف أخطائها عليها، أما الناصحون الاذكياء مسوقو الذات من دون موهبة، فلا يخطئون، إنما تتلاحق سدادة خطاهم حتى يبلغون حد تسخير المجتمع لخدمتهم .. وهنا على وهن. فكل ذي عاهة جبار والافتقار للموهبة، عاهة بحد ذاتها، إنها عاهة الكمال الفائق، لمن لا يملك شيئا، وكل شيء طوع إرادته؛ كما لو يتمتع بتفويض رباني للاستئثار بالموجودات احتكارا، ولو بالآخرين غضاضة.. على حساب سواهم، يستقوون بضعف المحيط الاجتماعي والوظيفي والسياسي والديني. وبهذا يضعون المجتمع والعمل والدولة والدين، وحدات تصب لصالحهم، وتنعطف بجهود شركائهم نحو ما يخدمهم. تعيش كتير تشوف كتير، وما عليك إلا الصبر ، أو تعمل نفسك ما شايف أو تدعي الجهل!! وسلامتكم
|
|
|
|
|
|