|
التهديد الأمريكي بضرب سوريا هل يفتح الباب أمام تعاظم الدور الروسي في
|
التهديد الأمريكي بضرب سوريا هل يفتح الباب أمام تعاظم الدور الروسي في المنطقة ؟
بقلم / محمد علي طه الملك
الإعلام الغربي والعربي من ورائه يقودان الرأي العام نحو تبرير ضربة عسكرية موجعة لسوريا ، حجتهم استخدام النظام السوري للسلاح الكيمائي في الحرب الأهلية المندلعة بينه وبين معارضيه ، الملاحظة الأولية أن التهديد بالضربة ابتدره الإعلام الغربي والعربي بالمجمل استنادا على فيديوهات تم بثها قبل أن يبدأ مجلس الأمن تكليف اختصاصين من الخبراء لإجراء التحقيق الفني اللازم . الأمريكيون يقولون أن الضربة ستكون محدودة تضعف القدرة العسكرية للنظام السوري ولا يطرف لها جفن وهي تضيف ( وأمن إسرائيل ! ) . من كل ذلك يتضح بجلاء أن الغاية ليست هي مساعدة الشعب السوري للتخلص من نظام الأسد ولاهي منطلقة من روح إنسانية تأسى لما آل إليه حال الشعب السوري ، فالأسد ليس وحده الرئيس المتجبر على شعبه ، فكم من متجبر أزهق الأرواح ولا زال ولم تحرك أمريكا أساطيلها ، إذن الضربة العسكرية مرادها تحطيم القدرة العسكرية لسوريا ، و المستفيد الأوحد بالطبع هي إسرائيل ، مع ذلك فإن الدافع ليس كما تسوق أمريكا أمن إسرائيل فإسرائيل لا حاجة لها لأحد لحمايتها من سوريا ، وقوتها عشرة أضعاف القوة العسكرية السورية ، قراءة الواقع تقول أن أمن إسرائيل لم تهدده يوما سوريا ولا الدول العربية مجتمعة والحال كذلك ـ يصبح سؤال الدافع لا علاقة له برفع كابوس الأسد ولا أمن إسرائيل ، غير أنه شبيه بظني بالظروف التي صاحبت حرب العراق قبل سنوات خلت ، ولعل القاسم المشترك بينهما هو السلاح الكيمائي ، ولكن ما لا يمكن إغفاله أيضا الدوافع الاقتصادية فالاقتصاد الأمريكي ظل يواجه أزمات منذ أحداث برجي التجارة الدولية ، والحرب هي العامل الأهم لتحريك سوق السلاح ، والولايات المتحدة تعلم كما كان الحال إبان حربي عاصفة الصحراء وحرب الخليج الأولى ، تعلم أن أي طلقة تطلقها في المنطقة مدفوعة الأجر من قبل أمراء البترول . روسيا على الرغم من اعتراضها على الضربة ، تبدو متساهلة في مواجهتها عسكريا ، ففي الأمر فائدة لا يمكن إغفالها صرح بها الرئيس الروسي ، واعدا بإتمام صفقة لأسلحة متطورة إذا ما اندلعت الحرب . ستقع الحرب غير أن نتائجها وآثارها سوف تؤثر سلبا على دور الولايات المتحدة في المنطقة ، وربما شهدنا عودة وتعاظم للدور الروسي في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي مرة أخرى ، بعد أن تقلص وانكمش كثيرا في أعقاب النكسة وبعيد حرب أكتوبر.
|
|
|
|
|
|