|
يكاد الشك في المتأسلمين يعصف بالاسلام- حماه الله! بقلم عثمان محمد حسن
|
05:17 AM Jul, 10 2015 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حدث أن طفلاً كان يشاهد التلفزيون مع بعض إخوته.. فإذا بأحد ( الوعاظ) يطل، بلحيته و تكشيرته الطاردة، على الشاشة، فما كان من الطفل إلا أن صرخ مشيراً بذقنه إلى الشاشة:- ( هاا!) و خرج إلى الشارع! في الذاكرة حديث للمرحوم يس عمر الامام أدلى به لإحدى الصحف، قبل أعوام، بما يعني أنه يتَحَرَّج من التحدث إلى الشباب، ناصحاً و موجهاً في أمور الدين، لتجنيدهم في تلك الأيام.. عندما يتحرج شخص، في قامة يس عمر الامام الدينية و الاعلامية، في نصح و توجيه الشباب بغية تجنيدهم للانخراط في ( الجبهة الاسلامية)، فتلك مصيبةٌ تعني الكثير.. فقد اتسع الفارق بين إسلامنا، نحن و يس، و بين إسلامٍ ظل يمشي في الأسواق بلحىً كثيفة و غُرر صلاة ( مصطنعة) و العباءاتٍ المطرزة تتطاير مع هبوب الريح بينما اللحى تطارد حقوق الفقراء.. و أيادٍ مخضبة بالدماء ( شغالة قلع) في الأموال و ( الأرواح) بلا توقف..! ذاك ( توجُّه) ربما كان كفيلاً بدفع بعض الشباب للارتماء في أحضان داعش و غيرها من المنظمات المتطرفة بحثاً عن الاسلام الحقيقي كما المستجير من الرمضاء بالنار! ألسنة المتأسلميين تلهج، في المجالس و في وسائط الاعلام، بعِظم الاسلام .. و أن الدين المعاملة.. و تجد وعظ واعظيهم في المساجد يجتاح المشاعر لدرجة الدموع و الشهيق.. لكن المعاملة تعلن عن سوء الممارسة بعد ذلك بلحظات، و بكل ما هو بعيد عن موضوع الوعظ تماماً، بحيث لا يحتاج المرء إلى متفقَهٍ في الدين لتأكيد الفرق بين ما يقوله المتأسلمون و ما يفعلون.. ما جعل ( العوام) ينظرون إلى الواعظين أجمعهم نظرة فيها الشك كله.. و لات ساعة إعادة الثقة.. لا في حكومة الشريعة الاسلامية و لا في فقهاء السلطان.. كلهم منافقون و غدارون.. كما انعكست صورهم في ذهن الشعب السوداني.. و لا يمكن اصلاح الصورة مهما فعلوا.. ( غدار دموعك ما بتفيد لي زول مشاعرو اتحجرت!) و قد تشرفت بالتعرف إلى المرحوم يس عمر الامام في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم بمنزل جارٍ لنا بالثورة الحارة 13، و كان المرحوم يس يقوم بالدعاية الانتخابية لدخول مجلس الشعب بعد مصالحة النميري مع الأخوان المسلمين.. و بالرغم من اختلافي معه في مواقف عديدة، إلا أنه كبُر في نظري وقتها لأنه لم يكن من الذين يداهنون.. و لا الذين يهاترون.. إذ كان واضحاً أيما وضوح في عكس رؤيته للأمور.. إن عجبتك أخذتها.. و إن لم تعجبك تركتها مكانها..! ألا رحم الله يس عمر الامام.. و أسكنه فسيح جناته.. و المتأسلمون، ما دهاهم؟ ترى المرء منهم يخدع نفسه على الشاشة بِظنِّ أنه يخدع المشاهدين.. و المشاهدون يسخرون من ( فرعون و قلة عقله).. يتكلم و يتكلم و يتكلم دون أن يدري أن ( الريموت كونترول) قد حرّك المشاهِد إلى قنوات أخرى.. أعماهم الكذب.. ذهب النفاق بالواقع المشاهَد لديهم فصاروا يصطعنون ما يصدقون مما لا صلة له بالدين القويم... نسوا الله في غمرة تكالبهم على الدنيا.. فبدأوا يحاولون مخادعة الله، سبحانه عما يأفكون، في تفسير ( تمكينٍ) و تحوير ( تحللٍ) و تطوير (فقهَ ضرورةٍ) حيث لا ضرورة! أرثي لهم أحياناً و هم يخطبون ود الجماهير في التلفاز.. و الجماهير تزداد نأياً عنهم كلما تحدثوا في الحلال و الحرام.. فالناس تعلم أن الحلال بيِّنٌ و الحرام بائنٌ في نضرة النعيم الذي يكاد ينِّز دهناً من كروش المتأسلمين التي لم تكن لتكون لولا نظامهم ( الانقاذ ) الذي حال بين الفقر و بينهم ما بين غمضة عين حكومة الامام الصادق الديمقراطية و انتباهة الشعب السوداني على أن الحبيس و الرئيس كانا يقودان مركباً واحداً يودي بالسودان إلى الجحيم.. لا تسألوا داعش عن الشباب الهارب إليها بحثاً عن إسلام ضاع في السودان، بل اسألوا الشيخ حسن الترابي و حواره الشيخ علي عثمان طه اللَّذين أكرهوا الشباب الباحث عن الاسلام الحقيقي و يأَّسوهم عن الحظ في عودته إلى السودان.. ما دفع الشباب إلى السعي للبحث عنه (... و لو في الصين)! أحدث المقالات
- بيت الجالوص..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-10-15, 04:34 AM, عبدالباقي الظافر
- الحل (فكري).. لا (أمني)..!! بقلم عثمان ميرغني 07-10-15, 04:32 AM, عثمان ميرغني
- حكايات !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-10-15, 04:30 AM, صلاح الدين عووضة
- بين باقان أموم وأمن السودان القومي بقلم الطيب مصطفى 07-10-15, 04:28 AM, الطيب مصطفى
- كارلوس .. الإبداع الحر ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-10-15, 04:26 AM, الطاهر ساتي
- المسألة البيئيّة في الأديان الإبراهيميّة بقلم د. عزالدين عناية∗ 07-10-15, 04:24 AM, عزالدّين عناية
- البراغماتية العباسية وبراغماتية ابو عمار بقلم سميح خلف 07-10-15, 04:22 AM, سميح خلف
- تبرءوا منهم قبل أن يتبرءوا منكم بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 07-10-15, 04:20 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- المستشار مأمون رشيد يكتب : مكافحة الارهاب ,, جهد جماعي 07-10-15, 04:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مستور ورفيقاه .. إذا كانتِ النفوسُ كِباراً بقلم عمر الدقير 07-10-15, 03:56 AM, عمر الدقير
- مُجتمع السودان فِى أُسْتراليا بقلم حماد سند الكرتى 07-10-15, 03:52 AM, حماد سند الكرتى
- إنكار عذاب القبر ... حديث الترابى وجدلية الروح والجسد ( 5 ) بقلم ياسر قطيه ... 07-10-15, 03:50 AM, ياسر قطيه
- حـــرية الــرأى بقلم عبدالله البشرى الجبلابى 07-10-15, 03:48 AM, عبدالله البشرى الجبلابى
- الحوار .. بالسياط ؟ القضاة اداة للتنكيل بالمعارضين ؟ السياط رسالة النظام لكل القيادات السياسية ؟ تكم 07-10-15, 03:45 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|