|
يجب ان نواجه الحقيقه العاريه 11 سعيد عبدالله سعيد شاهين
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
من دفترواقع الاحوال اليوميه للعمل السياسى فى السودان نتصفح ما سجله عن الاسلاميين والتى بدات حركتهم نشاطها تاثرا بالحركه
الاسلاميه فى مصر بقيادة مرشدها حسن البنا كما كان كوهين اليهودى مرشد الطلائع الشيوعيه السودانيه فمصر كانت مركز اشعاع
واستقطاب للطلاب السودانين وفيها تخلقت جينات مولد الحزبين العقائديين الحزب الشيوعى السودانى والاخوان المسلمين
لم تعانى حركة الاخوان المسلمين كثيرا فى بدء عملها بحكم الطبيعه السودانيه المشبعه بالروحانيات والمتدينه اصلا وحتى محاولات
تغلغلها وسط البيوتات الطائفيه والطرق الصوفيه ووجدت الطريق ممهدا لجذب شباب هذه البيوتات حيث لا احد يعترض فى قال الله وقال
رسول الله وان كانت قد اصطدمت عندما بدأ النقد يوجه بطريقه ازعجت هذه البيوت حول ما يمارس من طقوس وصفت بانها شرك بالله
مثل هذه الاشياء التى الفها الاباء والاجداد من نقديس واحترام للشيوخ فحتى الدين فى السودان كان له خصوصيه ومذاق خاصين قل ان
توجد فى الدول الاخرى عربيه او اسلاميه لكن ما ميز السودان هو عدم التشدد والتزمت بل التسامح والتوادد مما خلق ارضيه ادهشت
العالم وهو ترسيخ مبدأ ان اختلاف وجهات النظر لايفسد للود قضيه وكانت هذه المقوله مترسخه فى الوجدان السودانى بل مورست
الديمقراطيه بطريقة لم تمارس حتى فى تلك التى تدعى الديمقراطيه فكانت الديمقراطيه الشعبيه السودانيه هى ملكيه اختص بها الشعب
السودانى وكان محافظا عليها الى زمن قريب حيث يكون فى البيت الواحد الختمى والانصارى والشيوعى والاخ المسلم والهلالابى
والمريخابى وكلهم تحت سقف بيت واحد مهما اشتد بينهم النقاش (يجرون غطائهم اخر الليل وينعمون بنوم هادىء) لذا امتاز السودان عن
بقية دول العالم ان ثقافة الاغتيالات السياسيه والتصفيات الجسديه لم تكن فى اجندته ، بل حتى من كانوا يتعاطون الخمر ومحافظين على
صلاتهم تجدهم يجهزون شرابهم ثم يؤدون صلاة العشاء وبعدها يتسامرون امام المنازل فى ود وتصافى وفى ليلة قدوم رمضان ابتدعوا
ما يسمى بخم الرماد وفيه يحتفل سمار الليل بطريقتهم ويسرفون فى لهوهم ما يكفيهم مخزون رمضان كله ثم يؤدون صيامهم بتجرد تام
وفى بقية ايام الله يتجمهرون فى الاركان امام المنازل تغدوا وتروح بينهم حسان الحى ونسائهم دون حرج فالحى كله اسرة واحده ومنهم
من يطلب الهدايه للجالسين فى الاركان كان النظام العام السائد والصارم جدا هو الانضباط الشعبى فى الشارع وجكسا فى خط سته
والجبون {موضات لبس البنات فى الستينات ومنتصف السبعينات} يسرحن ويمرحن دون كرت احمر او اصفر الا من شذ منهن وهذه
حالات تسلل نادره
فى هذه الاجواء ظهرت حركات الاخوان المسلمين وانصار السنه والذين كانوا اشد غلظة فى تعاملهم مما نفر عنهم الكثيرين لتشددهم
الصارم عكس الاخوان الذين كانوا يمتازون بالمرونه وكنت تعرف انصار السنه من سيمائهم حيث كانوا فى جماعات يتراوحون ما بين
مسجد انمصار السنه بالخرطوم جنوب والذى بنى على نفقة السعوديه وبقية الاحياء التى يقطنونها وكانت من ابرز مظاهرهم فى الشارع
اللبس القصير واللحيه والعكاكيز اما الاخوان فكانت السنتهم هى مفاتيح دخولهم بين مسارب الحياة السودانيه والشيوعين باناقتهم والكلام
الكبار كبار كما كان يقول اباء ذلك الزمان وفى بعض الاحيان يقولون انها {فلفسه} والمعنى فلسفه رحم الله حبوباتنا واجدادنا لطيبتهم
ونقاء سريرتهم وبساطة تناولهم لامور دينهم ودنياهم
كما الشيوعين اتجه الاخوان المسلمين للاستثمار فى اوساط الشباب والطلاب واماكن العمل وبحكم الدين الذى ينادون بترسيخه دخلوا
مجالات النساء والييوت مستغلين مناسبات الناس الاجتماعيه فى احزانهم واحيانا افراحهم وكانوا نوعا ما اكثر قبولا من انصار السنه
المتزمتين الى ان تدارك قادة انصار السنه لاحقا هذا الامر فخفت مظاهر الحده الخارجيه ولم تختف مظاهر الحده اللفظيه الا مؤخرا جدا
لجأ الاخوان المسلمين لسياسة النفس الطويل فى تنفيذ ما يصبون اليه ليكون لهم تاثيرهم فى خارطة العمل السياسى والاجتماعى فى
السودان ، وكما حدث لكيان الانصار عندما اتى فتيان كيمبردج و اكسفورد وتسبب القادم من بلاد الضباب فى شق البيت بينما القادم من
مدينة النور ومن اعرق جامعاتها حاملا اطماع وطموحات كبيره شق بها الكيان الاسلامى وبدا فى زحزحة الكبار الذين سبقوه وتحملوا
مشاق بناء الكيان من العدم امثال الطاهر الرشيد بكر وتسلم عميد كلية القانون زمام قيادة الاخوان المسلمين بالسودان وظهر على خشبة
مسرح اللامعقول السياسى بالسودان نجم اسمه حسن عبدالله الترابى ولتستحكم حلقات ما يصبوا ويخطط له صاهر اهل البيت العريق مما
خلق له حصانه اجتماعيه هو فى مسيس الحاجة لها وهو يتسلق سللام المجد السياسى
بعد ان استعرضنا مظاهر الجو العام فى الشارع السودانى حيث التسامح وبداية ظهور التيار العقائدى وفى مجال حديثنا عن الحركة
الاسلاميه نركز على حركة الاخوان المسلمين والتى كانت تسير فى هدوء الى ان ظهر فى سمائها دكتور حسن الترابى بطموح كبير
للعب دورا فى المسرح السياسى السودانى ، منتهزا فرصة اكتوبر ومع موجة الرفض التى كانت سائده وقتها وظهور الشاب البارسى
الذى كان لرائحة عطورها اثرا ومظهرا انيقا جذابا مع وسامه استطاع الترابى ان ياسر الكثير من شباب وشابات الاخوان المسلمين بل
المترددين كما اسر صنوه القادم من بلاد الضباب الشباب الرافض بكلمات السندكاليه ووو.
الترابى مازج ما بين طريقة الخطابه فى بلاد الغرب والخطابة العاطفيه فى المشرق ، استغل كثير من المسهلات وعلى راسها الارضيه
الممهده اصلا لنمو الفكر الاخوانى بحكم التدين السائد فكانت يسارية الاخوان او ثوريتهم تتمثل فى محاربة التقديس والعادات الباليه
بالاقناع الدينى ، ثم استطاع ان يزيح القامات التى بنى عليها التنظيم وتعدلت اسماء التنظيم من الاخوان الى جبهة الميثاق الاسلامى
الى ان وصل لمرحلة المؤتمر الوطنى
تم التركيز على العمل الصبور الدؤوب خاصة وسط قطاعات الطلاب والشباب من الجنسين ، ففى قطاع الطلاب تم التركيز على ان
تعمل كوادرهم فى مجال التدريس بدأ من المرحله الاوليه لمتابعة من يمكن تجنيدهم وان تكون ساحات الدراسه الى المرحله الثانويه هى
ساحات تقوية التزام من وقع فى شباكهم ورصدتها متابعاتهم اللصيقه واكثر من انجذب اليهم او تم التركيز عليهم من كان من البيوتات
الطائفيه بتركيز على الختميه بل حقيقه شمل عملهم هذا كافة اقاليم السودان بما فيها جنوبه لذا ظهرت كوادرهم القياديه من كل سحنات
السودان، نجد اغلب الكوادر القياديه اليوم لهم بقية ولاء للختميه والعجيميه وبعض الطرق الصوفيه الاخرى ، كل هذا الجهد المبكر
لاستكشاف وتجهيز القيادات المحتمله وفى ادناها تجنيد اكبر قدر من القاعده الجماهيريه للمستقبل وتوالى العمل الى ان قطفوا اولى
ثمارها باكتساحهم لانتخابات طلاب الجامعه الوحيده بالسودان جامعة الخرطوم ايام كان اسمها فقط يثير الرعب والهلع للحكام والاحترام
والتقدير فى الشارع السودانى والمهابة بين جامعات العالم
تم اكتمال البناء التنظيمى بطريقة هى كربونيه من التنظيم الشيوعى فى الاطار العام السريه والخفاء وان كانت بصوره اخف فى الحركه
الاسلاميه لمقبوليتهم فى المجتمع السودانى واثارتهم الغبار الكثيف ضد خصومهم الشيوعين وتركيز الاذهان لمدلول ملحد المنفر فى
وسط محافظ يتمتع بقدر عال من الاميه والجهل وخضوعه الاعمى للطائفيه والطرق الصوفيه ظهر اثره بصوره عنيفه فى مسرحية معهد
المعلمين التى كان تكتيكا متعمدا لايقاف المد الشيوعى الذى توج بمقاعد فى البرلمان قضت مضاجع اليمين فكان الاسلاميين بتنظيمهم
وتكتيكهم المتقن الاثر الاكبر فى نجاح المخطط المدمر الذى ادى لحل الحزب الشيوعى مما كان له الاثر الاكبر فى مسار العمل السياسى
بالسودان حتى اليوم
اشتد التنافس بين التيارين الى ان وصل لمرحلة الصراع الدموى بعيدا عن الصراعات الفكريه فكانت اسلحة الاسلامين السيخ والعصى
والشيوعين الملتوف
وعند نجاح حركة 25 مايو والباسها لبوس المعسكر الشرقى واليسار عامه انخرط الاسلامين بمختلف تيارتهم مع الانصار والختميه الى
ان وصلت الى المعركة الكبرى فى الجزيره ابا حيث قتل منهم قاده من كوادرهم كما اغتيل الامام الهادى وبعدها تركز العمل فى خارج
السودان كنقله نوعيه وبداية لتدويل القضيه السودانيه ومع مرور الوقت باغت السيد الصادق الجميع بعملية المصالحه الشهيره
ببورسودان مع نميرى ودخل المكتب القيادى للاتحاد الاشتراكى وتبعه نسيبه دكتور الترابى وتنظيم الاسلامين واول ردود الفعل الانقسام
الذى ساد فى اوساط التنظيم الحاكم الاتحاد الاشتراكى وكما كان يقول البعض جداد الخلاء طرد جداد البيت
سرعان ما عاد السيد الصادق لخندق المعارضه ولكن كان للاسلامين نظرة اخرى حيث استمراوا البقاء لشىء فى نفس الترابى وتم
الاحتواء الكامل للنظام المايوى وصار النميرى اماما للمسلمين وسنت قوانين سبتمبر الفاشيه وتم التغلغل فى مفاصل الدوله بقياداتها
العليا والوسيطه والدنيا بجانب التمدد الاقتصادى تحت ستار اسلمت الاقتصاد ومحاربة الربويه فى البنوك فكان بنك فيصل الاسلامى
الذى نافس البنك المركزى بنشاطه الشره واستتب الامر فى يد الاسلاميين تماما سلطه ومال وجائتهم سكرة ونشوة السلطان فقالوا لقد
حان قطافها وانهم لقاطفوها وهنا فاق الامام من سكرته فقبض عليهم واودعهم السجون للاقتصاص منهم حال عودته من اميركا مستشفيا
ولكن كان لشعب السودان راى اخر اذ كان خروج بدون عوده لنميرى وغنى الشارع بلا وانجلى
بعد ان لاحظنا تنامى تيار الاسلامين والتخطيط المدروس من اجل تحقيق الهدف النهائى والذى تم وضع الحجر
الاساسى له من خلال الاستفاده القصوى للفرصة التاريخيه واستثمارها بالعمل من داخل نظام مايو
حققت هذه الشراكة الذكيه للجبهة الاسلاميه اهدافا استراتيجيه
اولها تمكين عضويتها فى مفاصل الدوله فى مختلف مجالاتها
ثانيا التمكين الاقتصادى بفتح مجالات الاستثمار الاقتصادى وبلغ ذروة سنامه بانشاء الوعاء الاقتصادى الذى من خلاله يتم التمويل
المطلوب لمتطلبات العمل التنظيمى من ناحيه وخلق لوبى اقتصادى وراسماليه فاعله تنافس الراسماليه الوطنيه التى بنت ارثها
الاقتصادى بجهدها وعملها مما اكسبها السمعه الحسنه والثقة عالميا وداخليا وكانت البيوتات الاقتصاديه معروفه فى السودان وكانت
خدماتها الوطنيه والاجتماعيه ظاهره فى المجتمع فى مجالات التعليم والصحه والمجالات الانسانيه ومما ساعد على تمدد التمكين
الاقتصادى تلك الضربه الغادره التى وجهها نظام مايو فى بدايته بما سمى بالتاميم والمصادره جعلت الراسماليه الوطنيه النظيفه فى
حالة غيبوبه اقتصاديه الى ان وجهت لها الضربة القاضيه لاحقا ، وفى هذا الجو الاسن نمت ما يسمى بالطفيليه وظهرالباعوض
الاقتصادى الفتاك الذى اصاب الاقتصاد بملاريا لم يجد ولن يجد من يداويها قريبا وظهرت اسماء فى دنيا المال والاقتصاد ما كانت
تملك ما يستر عرش منزلها من زخات المطر فصارت تسيطر على عرش الاقتصاد السودانى باكمله
ثالثا استفادت الجبهة الاسلاميه بادخال عناصرها الى القوات المسلحه حتى يصلوا الى الرتب العليا وكذلك فى الشرطه فكانت بمثابة
الخلايا النائمه وللحقيقه والتاريخ ان هذه السنه لم تستنها الجبهة ولكنها وجدتها ارثا كما كان الصراع وسط الطلاب والشباب والنساء
اتجه الصراع لداخل القوات المسلحه والنظامية الاخرى وهذه واحده من مفاسد ومعوقات العمل السياسى فى السودان الا وهو ادخال
جرثومة الولاء السياسى فى كافة مفاصل الدوله مما هدد بل انهى تماما ما كان يفاخر به السودان من انضباط فى الخدمه المدنيه
والعسكريه والقضائيه
لقد مهدت المصالحه التى تم استثمارها بتخطيط مدروس كل ما خطط له وكانت بمثابة مرحله التمهيد للقفزة الكبرى باليات مدربه
ومؤهلة وتعرف دروب ومسالك كل المفاصل بل الاخطر وضع ارشيف وملفات كامله لمن يهددون ترتيباتهم لاحقا
وغدا نواصل
كسره
التاريخ لا يكتب بالعواطف او قرع الطبول الجوفاء والاصوات العاليه والترهيب انما من دفترواقع الاحوال اليوميه
|
|
|
|
|
|