|
يجب ان نواجه الحقيقه العاريه 4 سعيد عبدالله سعيد شاهين
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
ركزنا فى الحلقة السابقة على الجو العام للذين انضموا للحزب الشيوعى وذلك لان الحزب فى فترة الستينات كان منفتحا جماهيريا
بصوره ازعجت ما يسمى باليمين الرجعى لان هذا الانتشار ادى الى بداية الخلخله فى التركيبه المعتاده تركيبة الاشاره والطاعة العمياء
لاحد البيتين ولكن بمرور الزمن بدات هذه الفوره الشبابيه تنحسر لظروف عديده منها ما كان يواجهه الشيوعين من مطاردات وخلافه
وتضيق وارهاب امنى وخلافه من وسائل محاربة الفكر الشيوعى كما ان العمل السرى ومضايقاته والتزاماته لم يقوى عليها كثير من
العناصر التى انضمت الى الحزب وان كان اغلب المنضمين من خلال اتحادات الشباب والاتحاد النسائى اعجبوا بمسمى ديمقراطى اكثر
ثم بدأ الصراع الخفى بظهور نشاط الاخوان الذى جذب كميه من الشباب وان كان فى بدايته على استحياء وهذا ما سنعود اليه عند تناول
التنظيم العقائدى الاخر
بدات موجة الانحسار عن شعبية الشباب للحزب الشيوعى وهى انطباق لمقولة لينين عندما يشتد النضال ويستعر اواره تتساقط العناصر
الرخوه وليتحاشى الحزب مزيدا من التساقط والتدنى فى عضويته استن ما يوازى الرده فى الاسلام بمسميات المنحرفين ثم سياسة
الاغتيال النفسى والاجتماعى وخلافه واخيرا ظهرت آثار الانقسام الخطير والتنافس بين المعسكر الشرقى وظهر جناح موسكو وجناح ماو
الصين يلقى بظلاله على شيوعى السودان فى كل هذه الاجواء كان الحزب يشعر بانه يصارع فى عدة جبهات ادى هذا الاحساس بصوره
غير مباشره لان تكون القياده اكثر شراسه فى التعامل حفاظا على البقاء فى الساحه السياسيه هذه الممارسات اوجدت نوع من التهميش
والغبن شعر به عدد من كوادر الحزب حتى القياديه وكان لمبدا خضوع الاغلبيه لراى الاغلبيه اثره الكبير فى ايجاد نوع من القبضه
الحديده والخوف حتى من محاولة الاقليه لكسب مناصرين لرايهم بحجة انهم انقساميين وانحرافين وانتقلت جرثومة الولاء الطائفى الاعمى
لهذا الحزب بدون ان يفطن لهذا الامر جراء خضم صراعات متعدده داخليه فى التنظيم وخارجيه الى ان فقد الحزب كوادر كانت تعتبر
ركائز فى صراع وصفه البعض بديكتاورية عبدالخالق ومن خضعوا لكارزيميته القياديه وصار فى وجهة نظر البعض كاحد السيدين
وفعلا ظهرت السيطره الكامله التى دانت لعبدالخالق محجوب نتيجة ظروف سادت فى ذلك الوقت وخوف البعض من التنكيل بهم
وتبشيعهم ونتيجة للقبضة الحديديه فى المجال التنظيمى وشراسة ما كان يواجهه الحزب اكتسب الحزب قوته اقليميا ودوليا بل حتى بين
اعتى واقوى الاحزاب الشيووعيه فى العالم لدرجة ان الحزب الشيوعى السوفيتى كان يضع اعتبارا خاصا له بحكم وضع السودان
الجغرافى واثره فى المنطقه
هذه الظروف جعلت الحزب الشيوعى فى المحك وكان له اثره القوى رغم قلة جماهيرتيه وحصر نشاطه فقط فى مراكز الوعى والحضر
وترك ساحة السيدين لهما لخطورة او استحالة اللعب فى ميادينه
وعن دور الحزب الشيوعى فى ما اصاب السودان اليوم بعد ان شرحنا الاحوال المحيطه به
بعد ان طوفنا بوجه عام على احوال الحزب لنعيش اجواء مر بها ربما كانت لها انعكاسات فى مسيرته بصورة او اخرى نلج اليوم
فى الممارسات الفعليه التى خاضها الحزب واثرها على مسيرة العمل السياسى ومناحى الحياة الاخرى فى السودان والمنطقه
فى المجال السياسى نلاحظ تاثير المنظومه الاشتراكيه او ما كان يعرف باسم المعسكر الشرقى قبل انهياره بعد ان اسدل غرباتشوف
الستار على هيمنة الحزب الشيوعى السوفيتى على مقاليد الحكم منفردا زهاء السبعة عقود ويزيد ثم اخيرا نعى عالميا فشل الحزب فى
تحقيق اهداف النظرية الماركسيه على ارض الواقع وبالتالى تداعى باقى بنيان المنظومه فى كل دول المعسكر الشرقى وما تكشف عن
فظاعة مماراسات النظم الحاكمه فى تلك الكتله وفسادها الذى نخر اعمدة بنيانها ولكن جوهر الامر ان الانسان اينما كان بفطرته لا
يرضى الضيم والقهر والاستعباد تحت اى مسمى وقد ترجم ذلك الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعى بعد 19 يوليو رحمة
الله عليه بان قال ان النظريه من وضع انسان وهى قابله للمراجعه وحديث كهذا فى وقت غير ذلك الوقت لما تجرا بقوله لانه يؤدى
الى محرقة الاغتيال السياسى واحكام الرده السياسيه وهى فى ما معناها كانت السب الرئيسى فى الانقسام الاكبر للمعسكر اشرقى بين
معسكرى موسكو وبكين والعداء التاريخى المستحكم بينهما حول النظريه
الحزب الشيوعى السودانى تحسب له انه رفع درجة الوعى الفكرى والثقافى بجانب تبيان الحقوق فى مجالات العمل العام . لكن فى
المجال السياسى والاقتصادى والذى نقصد به عملية الانتاج نجد ان الحزب جانبه العديد من الصواب
فى المجال السياسى لا يستطيع احد ان ينكر التزامه وتاثره بمحور المعسكر الشرقى والدعم المادى والمعنوى الذى يجده من هذا المعسكر
وظهر ذلك جليا منذ عهد عبود فبعد النضال العنيف الذى خاضه الحزب ضد النظام انذاك ودفع ثمنه غاليا العديد من عضويته خاصة فى
المجال العمالى ، عاد وعمل ضمن منظومة النظام الديكتاتورى وخاض انتخابات مجلسه التشريعى كان ذلك نتيجة الانفراج الذى حدث
فى مسار العلاقات الدوليه بين نظام عبود والمعسكر الاشتراكى وزيارات بيرجنيف تيتو الرئيس اليوغسلافى وخرتشوف سكرتير عام
الحزب الشيوعى السوفيتى ورييس الدوله الى السودان والعون الروسى المتمثل فى مصانع واو وتعليب الفاكهة وفى كريمه وخلافه
وفرص التدريب العسكرى خاصة لاول دفعة لفنى سلاح الطيران ، ورد الزياره لنفس البلدان من قبل الرئيس الفريق ابراهيم عبود . مما
جعل الحزب يجهد نفسه بعد اكتوبر لتبرير ذلك بمحاربة النظام من الداخل ولكنها فى النهايه وكحدث تاريخى يسجل انه اعتراف ضمنى
بنظام اتى على ظهر دبابه منهيا نظام ديمقراطى كان قائما لان المصالح السياسي العالميه للمعسكر الشرقى حتمت ذلك
وغدا نواصل
كسره
التاريخ لا يكتب بالعواطف او قرع الطبول الجوفاء والاصوات العاليه والترهيب انما من دفترواقع الاحوال اليوميه
|
|
|
|
|
|