|
يا ويل السودان من لوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى
|
01:35 PM Apr, 19 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
اقشعر بدني حين رأيت تلك الصورة المحزنة المنتشرة في مواقع الواتساب لتلك الطفلة القتيلة التي أردتها وغيرها من الشهداء صواريخ الحلو وعرمان وعقار خلال القصف العشوائي الذي استهدف خلال الأيام الماضية مدينة كادوقلي وأحال حياة مواطنيها المدنيين إلى جحيم من الموت والخوف والتشرد، وكذلك فعل الوحوش بمدينة الدلنج التي ظلت آمنة مطمئنة لسنوات قبل أن تصلها يد الغدر والخسة وتحيل هدوءها إلى خوف وموت وخراب. تخيلوا أيها الناس أن هؤلاء الذين يقتلون كما يتنفَّسون ويطلقون قذائفهم بصورة عشوائية ولا يهمهم إن كانت قد سقطت في مدرسة للأطفال أو مستشفى هم من يسمون أنفسهم بالمحرِّرين (الحركة الشعبية لتحرير السودان) و(حركة تحرير السودان) بفصيليها التابعين لمناوي وعبد الواحد محمد نور.. إنه مفهومهم للتحرير.. حقد ولؤم وخسة وانحطاط أخلاقي لا تبلغ دركه السحيق بعض أنواع الحيوانات بل إن الأدهى والأمر أن هؤلاء يطرحون أنفسهم بديلاً للحكم، فما أبأسنا وما أتعسنا نحن الذين يطمع في حكمنا هؤلاء الوحوش. لو تحلُّوا بشيء من الصدق وألزموا أنفسهم بما يدَّعون ويرفعون من شعارات لربما وجدوا من يصدقهم، ولكن كيف نصدق من لا أخلاق لهم ممن يسعون إلى الصعود إلى السلطة على جماجم الموتى من الشهداء الذين تقتلهم صواريخهم وأسلحتهم أو من المستغفلين الذين يخوضون الحرب انخداعاً بشعاراتهم الكذوب؟ كيف نصدق من يعيشون بين الفنادق المترفة والعواصم الأوروبية المنعمة بينما أهلوهم يتضورون جوعاً ومسغبة في معسكرات الذل في دارفور وغيرها ينتظرون الأيدي الحانية من منظمات مشبوهة تستغل تلك المعسكرات لجمع الملايين من المانحين في أوروبا وأمريكا؟. فليحدثني عبد الواحد محمد نور أو عرمان أو مناوي أو جبريل إبراهيم أين أبناؤهم الآن؟ هل يقاتلون مع من يستغلونهم في حروبهم أم أنهم ينعمون بحياة أخرى ومدارس وجامعات آمنة في مدن أوروبية حالمة؟ عندما شاهدتُ في التلفزيون قبل سنوات صور الأطفال الذين أجبرتهم حركة العدل والمساواة وجنَّدتهم لتغزو بهم أم درمان بينما كان أبناء قيادات تلك الحركة يدرسون في جامعات الخرطوم ومدارسها سقطوا في نظري والله وتساءلت: كيف يقابل هؤلاء ربهم يوم الحساب وهم يتاجرون بدماء أولئك الأطفال المجندين بينما أولادهم بعيدون عن تلك الحروب لا يخوضون غمارها ولا يحسون بآلامها ومعاناتها؟ لن أخاطب عبد الواحد وعرمان والحلو ممن تربوا في أحضان الماركسية الملحدة التي لا تؤمن بيوم الحساب إنما أخاطب أناساً تربوا في أحضان الحركة الإسلامية.. كيف زين لهم الشيطان سوء عملهم فرأوه حسناً وكيف نسوا آي القرآن تزأر (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). متى يعقل حملة السلاح ويستغفروا ربهم ويكتفوا بما اقترفوه في حق أهليهم ووطنهم من جرائم ويعلموا أن الحرب لن تنصبهم على رؤوسنا حكاماً ونحن أحياء نُرزق ورب الكعبة؟ لقد تطاول أمد الحرب التي قتلت وخربت ودمرت وكان التدمير ولا يزال يطول دارفور وغيرها من المناطق المشتعلة بالحروب فما يُبنى في سنوات يُدمر في ساعة أو ساعات وما يُخرب في دقائق في كادوقلي والدلنج يُقام في عقود من الزمان. الحرب هي أكبر ما عطَّل مسيرة السودان دون الأمم الأخرى من خلال الخراب والقتل أو من خلال الموازنات الضخمة التي تُرصد لمواجهة التمرد، فمتى يفيق الجميع ويعلموا أن الله سائلهم عن تلك الأرواح البريئة؟ هل تذكرون قصة الشاب الثائر المدعو الهندي الذي لمجرد أن تجرأ وانتقد قيام مالك عقار بتحويل مبلغ مليون دولار تبرع بها بعض داعمي حركة تحرير السودان من الخواجات إلى حسابه الشخصي استدرج إلى جوبا حيث قُتل ولم يشفع له انضمامه للحركة الشعبية وبذله في سبيلها؟. هؤلاء الذين انتفخت أوداجهم بالحرام في فنادق أوروبا وكمبالا وامتلأت حساباتهم بالملايين من دولارات السحت هم من يقودون حركات التمرد ويقتلون وينهبون ويدمرون، وبالرغم من ذلك يزعمون أنهم أصحاب مشروع إصلاحي يعبِّرون من خلاله عن المهمشين ويا ويل المهمشين من هؤلاء القتَلة ويا ويل شعب السودان من هؤلاء الشياطين الذين سُلِّطوا على بلادنا ليذيقوها من بطشهم ووحشيتهم. والله إني لحزين ألا أرى حلاً في الأفق لمشكلة الحرب في السودان، فقد رأيت مناوي ينعم بخيرات السلطة بعد أن نُصب كبيراً لمساعدي رئيس الجمهورية وكان معه المدعو محجوب حسين.. لم تمض على محجوب حسين في الخرطوم سوى أشهر معدودة حتى خرج وأنشأ حركة متمردة أخرى ثم ما لبث مناوي أن رجع إلى التمرد بعد أن اغتنى من أموال الشعب خلال بقائه في القصر في الخرطوم وكان يعقد الاجتماعات مع قوى المعارضة بمن فيهم باقان وعرمان داخل القصر الجمهوري وداخل منزله الحكومي!. وهكذا تتناسل حركات التمرد وتتكاثر كما الفطر فكيف ينعم السودان بالسلام وكيف يسلك مسالك الأمم الأخرى التي فاتتنا بمراحل وكيف ينعم بالحكم الرشيد والمسار الديمقراطي؟. تحدثنا عن لوردات الحرب فماذا عن دور أهل الحكم في إخماد هذه الفتنة التي تطاولت؟. أرجو أن أجيب عن هذا السؤال في مقال منفصل.
source assayha.net/play.php?catsmktba=4265
حركة تحرير السودان
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- أثرياء الحرب في دارفور! بقلم الطيب مصطفى 04-18-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى 04-16-15, 01:33 PM, الطيب مصطفى
- غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 01:43 PM, الطيب مصطفى
- الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 01:26 PM, الطيب مصطفى
- أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 01:34 PM, الطيب مصطفى
- أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 03:48 PM, الطيب مصطفى
- وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 01:53 PM, الطيب مصطفى
- حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
- لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 01:50 PM, الطيب مصطفى
- مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 02:19 PM, الطيب مصطفى
- الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 01:57 PM, الطيب مصطفى
- بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 01:48 PM, الطيب مصطفى
- عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|