|
يا شعبنا...... للخلف در/محمد عبد المجيد أمين ( براق)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الا رحمة الله علي إبننا الشهيد علي أبكر وهو يخرج من أحد منارات العلم العريقة بالبلاد مطالبا بحقوقه المشروعة فيتلقي الرد سريعا من فوهات بتادق الطغاة . ليس غريبا أن يكون هذا هو ديدن الحزب الحاكم في الرد علي أي تظاهرات مضادة بأستعماله للقوة المفرطة لتفريقها ولكن الغريب كل الغرابة أن يمر موضوع مقتل الطالب علي أبكر مرور الكرام وكأن قتل الناس بغبر ذتب أو جريرة أصبح شيئا مالوفا في هذا البلد ، فبخلاف الجنازة التي شيعته وزملاءه الذين إعتصموا إحتجاجا علي مقتله ، لم يحرك شعبتا ساكنا ولم يتفاعل مع الحدث كما ينبغي مما جعلنا نتساءل بدورنا : هل هذا هو الشعب الذي صنع ثورتي أكتوبر وأبريل؟. سنفترض جدلا أن شعب أكتوبر قد " إنقرض" وأن شعب إبريل قد هاجر وإغترب ، من تبقي إذن كي يثور لكرامته وكرامة هذا الوطن؟!. يذهب الناس وتبقي الشهور وذكراها كما هي ، لم تتغير!. المفارقة في الموقف الشعبي وردة فعله السالبة لمقتل الشهيد علي أبكر ، جاءت مغايرة تماما لموقف الشعب التركي بوم خرج يوم أمس الأول ، الثلاثاء ، في حشود غاضبة عمت أغلب المدن التركية إحتجاجا علي مقتل الشاب بركين علوان الذي أصيب بقنبلة مسيلة للدموع في رأسه أثناء مظاهرات مناهضة للحكومة ، جرت في إستنبول الصيف الماضي ولزم العناية المركزة حتي توفي . لم يشارك بركين علوان في المظاهرات، وإنما خرج ليشتري خبزا لأسرته!!. أخشي أن العلم قد رفع من هذا البلد وتسلط علبه اللئام وطلاب المناصب والمكاسب والدجالين والمشعوذين والضالين والمضلين تحت ستار الدين وشغل الجهل المطبق رؤوس الناس فصدقوهم ، فها هم يطاردون سيارة تحمل لوحة رئاسة الجمهورية تقل" شيخ" الطريقة الفلانية وهو يجوب الولايات تحت سمع وبصر وسيارات الحكومة ، كي يمنح البركة للناس ويثبت مكانته في قلوبهم الضعيفة وهم يقبلون بدبه والتراب الذي يمشي عليه ويتمسحون بالعربة التي تقله ، ثم يجمع العطايا والهدايا رغم علمه أن أهل البيت الحق لا يأخذون الصدقات ولا يأكلون أموال الناس بالباطل ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات . هذا المشهد يعتبر مألوفا وعاديا بمقايسنا المحلية ، إذ لنا خبرة وريادة فيه ، وثقها التاريخ وربما سيصنف بعد حين ضمن التراث القومي ، إن لم يتم إعادة تأهيلنا جميعا وردنا إلي دروب الحق وجادة الصواب. بالنا من شعب مفتون بالفقرا والشيوخ والأولياء الصالحين ، إذ منا من صنع له بالدجل والشعوذة " حواريين " ويمارس دجله جهارا نهارا ، ومنا من بؤمن إيمانا راسخا بالرسالة " الثانية " لأنها أكثر عصرية وتشرح ما لم يشرح من قبل وتفك حجب الغموض في الرسالة الأولي وتهجر بالكلية النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا في التوراة والأتجيل ، ولا ندر !! أتلك الرسالة موجهة لنا كشعب سوداني فقط أم للناس كافة , أستغفر الله العظيم . هذه بعض المحن والرزابا التي أبتلينا بها والتي أقعدتنا ، ليس عن طلب الحق ، وإنما حتي عن المطالبة بحقوقنا التي من ضمنها حرية الرأي والتعبير وحرية التظاهر السلمي ، هذا بخلاف حقوقنا العينية والتقدية . للأسف ، مهما بذل قادة الفكر والرأي وقادة المجتمع المدني من جهود لتيل الحقوق المشروعة بالإنابة عن هذا الشعب ، فسيكون أمامهم مسئولية عظيمة ، ليس إعادة بناء الوطن فقط ، وإنما أبضا إعادة بناء الإنسان السوداني من جديد ، علي أسس راسخة تنفع الجبل الحالي والأجيال القادمة خاصة وأنه لم بعد لدينا الكثير من " البروتو تايب " للراعي الأمين " الطيب" . بورك أهل الكهف ، فقد فروا بدينهم من شرك وضلال قومهم ، وبورك إبراهيم عليه السلام لما إعتزل قومه وما يعبدون من دون الله وبورك من فر بدينه الي الله. الدمازين في : 13/03/2014م. محمد عبد المجيد أمين ( براق)
|
|
|
|
|
|