|
ولدت دولة الجنوب السودانى !!! ومعها عنصر الفشل
|
11:56 PM Jul, 16 2015 سودانيز اون لاين سليم عبد الرحمن دكين- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا
مما لاشك فيه ان التراث التاريخى للجنوب السودان حمل فى طياته كم هائل من الصراعات و النزاعات و التطاحن القبلى والموجع. للأكثر من خمسون عاما لم تبرح ولم تتزحزح الحروب جنوب السودان نتيجة لعوامل كثر, من بينهما الاقصاء السياسى والاجتماعى والعنصرية والجهوية المفرطة والظلم من حكومات المركز التى تعاقبت على سدة الحكم فى السودان فى تلك المراحل التاريخية وصولاً الى النظام الحاكم الان فى الخرطوم الذى منحهم الحرية والاستقلال. ولكن اذا رجعنا الى التاريخ البعيد نجد نعرة الانفصال موجودة بشدة لدى الجنوبيين ما قبل استقلال السودان عام 1956 حيث نمت وترعرت هذه النعرة الانفصالية فى نفوس الجنوبيين بوتيرة متسارعة جدا, منذ لحظة ولادة حركة الانيانيا الاولى بقيادة جوزيف لاقو مروراً بالحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق كلها حركات انفصالية رغم شعاراتها التى رفعتها ضد الظلم الاجتماعى والتنموى وتحرير السودان وبنائه. ولكن نعرة الانفصال بقيت فى دواخل قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان وكل المثقفين الجنوبيين داخل السودان او خارجه. كما قال الراحل يوسف كوة مكى فى اللقاء الذى اجريته معه فى لندن قبل رحيله قال ان الجنوبيين سيقفوا الحرب فى مرحلة من مراحل الحرب فى حالة تعذر الانتصار الساحق والشامل على النظام الحاكم فى الخرطوم. عندها سيطرح الانفصال على شعب الجنوب فى شكل استفتاء من خلال صنادق الاختراع من اجل الاستقلال الكامل والشامل واقامة دولته الحرة والمستقلة. فاما النوبة سيقرروا مصيرهم من خلال استفتاء ايضا من اجل حكم ذاتى اقليمى ضمن اطار السودان. لان النوبة ليسوا جنوبيين وليسوا جزءاً من الجنوب ايضا انما مجرد حليف داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان. ما ذهب االية الراحل يوسف كوة مكى ترجم على ارض الواقع. لان اتفاقية نيفاشا التى جاءت بالحل السياسى السلمى اوضحت فى احد بنودها الجوهرية انه بعد ستة اعوام سيطرح الاستفتاء على شعب الجنوب فى ان يختار بين البقاء ضمن السودان الواحد او الاستقلال الكامل والشامل واقامة دولته الحرة والمستقلة ذات سيادة وحدود وعضوا فى الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية. شعب الجنوب لم يتأخر فى اختيار الاستقلال كخيار استراتيجى له ولأجياله القادمة فى يوليو عام 2011 بعيداً عن الحروب ماسايها الموجعة والمؤلمة. ولكن لاندرى كيف ولماذا وقعت الحرب العرقية بينهما فى الخامس من ديسمبر عام 2013 بعد ان اعتقد شعب الجنوب بان عهد الحروب قد ولى على ان لا يعود ابداً. شعب الجنوب الذى صنع تاريخيه من صفحة ناصعة البياض وقدمها الى قادته لكى يكتبوا عليها مستقبله و مستقبل بلاده واجياله القادمة بعد السنيين الطويلة من الحروب التى ارهقت كاهله وكاهل اسلافه. فاذا به اى شعب الجنوب الذى اختار السلام والحرية والكرامة والامن عبر صناديق الاختراع يواجه حرباً ضروسة لا سابقة لها فى تاريخيه الحديث, بل اسوء بعشرات المرات من الحروب التى قادها شعب الجنوب ضد الانظمة المدينة والعسكرية التى مرت على سدة الحكم فى السودان الى النظام الحاكم الان فى الخرطوم الذى منحهم هذه الفرصة التاريخية. هذا ما ذهيت اليه فى مقالى الذى كتبته لحظة اعلان استقلال دولة الجنوب الوليدة, وقلت فى ذلك المقال ان شعب الجنوب قد اختار مصيره ومستقبله بنفسه. ولكن اهم ما فى ذلك كله ان تكون دولته دولة القانون التى تحترم مواطنيها وتحترم حقوق الانسان الاساسية, كحق الانسان فى الوجود, الحريات الاساسية, حرية التعبير وحرية النشر وحرية العبادة وحرية التجمع وحرية الاديان وحرية المسيرات السلمية. لاننسى حقوق المواطنة التى تعتبر باطن العدالة الاجتماعية. وهذا يكون نابع من خلال ادراك لكل منهم لشئوون وشجون الاخر. سيتمكنوا من العمل معا كشعب واحد متلاحم فى معالجة المشاكل التى تواجههم والمعضلات التى قد تؤرقهم, بحيث ينعموا اخيراً بمستقبل زاهر وامن لهم جميعاً. فلكم يا قادة الجنوب ان تذكروا برقية قوقريال فى 30.08. 1958 كان نص البرقية المرسلة من الجنوبيين من قوقريال الى الحكومة المركزية فى الخرطوم كلأتى. لقد جاءت نتائج السودنة مخيبة للأمال بدرجة عظيمة, اربعة مساعدين ومفتش ومامورين, يبدو ان قصد زملائنا الشماليين هو ان يستعمرونا لمدة مائة عام اخرى!! السؤال المطرح الان هو هل الدينكا يريدون استعمار الاعراق والقبائل الجنوبية الاخرى باسم الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان؟ والا ما مغزى تصاعد وتيرة الحرب العرقية التوسعية المدمرة. قادة دولة الجنوب خانوا شعبهم وخانوا العهد الذى بينهم وبين الله والشعب. قادة دولة الجنوب تخلوا عن مسؤولياتهم والتزاماتهم تجاة الشعب الذى اختار الاستقلال والسلام والامن والحرية والكرامة, واختارهم ايضا كقادة لتسيير شؤون دولته الوليدة. ولكن هيهات وهيهات, لانه من المؤسف حقا ان قادتهم لم يتعملوا من دروس الماضى. بالاحرى تمردوا قادتهم على الديمقراطية واطاحوا بها ارضاً. السؤال الذى طرحه انسان جنوب السودان هل الحركة الشعبية لتحرير السودان قدوة او نموذجاً يحتدى به؟ الاجابة ببساطة لا.
أحدث المقالات
- جرد حساب ومراجعة ضرورية! بقلم نورالدين مدني 07-15-15, 11:39 PM, نور الدين مدني
- المصريون أعظم من فرص العمل الإسرائيلية! بقلم د. فايز أبو شمالة 07-15-15, 11:38 PM, فايز أبو شمالة
- ايها الشعب السوداني الفضل .. بقلم خليل محمد سليمان 07-15-15, 11:36 PM, خليل محمد سليمان
- زمـن بلّــة الغائب بقلم مصعب المشرّف 07-15-15, 11:34 PM, مصعب المشـرّف
- تايه بين القوم / الشيخ الحسين/ المرتشي؟! و الراشي 07-15-15, 11:31 PM, الشيخ الحسين
- الحرية اللازمة لإنعاش الحوار السوداني بقلم نورالدين مدني 07-15-15, 11:29 PM, نور الدين مدني
- صوت المرأة في عامها الستين (يوليو 1955): 1 من 3 حجاب أم استحجاب؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-15-15, 11:28 PM, عبدالله علي إبراهيم
- ياسر و الزين، خلاف في قضية الحرية بقلم بدوي تاجو المحامي 07-15-15, 10:47 PM, بدوي تاجو
- إمبراطورية الجهاز الاستثماري قبيلة الفساد بقلم حيدر احمد خيرالله 07-15-15, 10:44 PM, حيدر احمد خيرالله
- صناعة الإعاقة السياسية والإجتماعية في السودان: التمكين والتهميش من منظور مناهج دراسات ا 07-15-15, 10:42 PM, ناصف بشير الأمين
- على أي أرضية سياسية، وأخلاقية، يتوطد الترابي لتوحيد السودانيين؟ بقلم صلاح شعيب 07-15-15, 10:39 PM, صلاح شعيب
- سيلفي (شوفوني).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-15-15, 10:36 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|