|
وزارة التخطيط بولاية كسلا ... أمسح ... أكسح .... أنهب بقلم هاشم محمد علي احمد
|
بسم الله الرحمن الرحيم ...... وزارة التخطيط في كل العالم هي وزارة توكل عليها كثير من المهمات التي تخدم الوطن والمواطن ومن خلال تلك الوزارات تتم دراسات كبيرة وكثيرة وهي تدخل في صلب الأمن القومي لكل بلد ، ولذلك فإن تلك الوزارة يقع علي عاتقها تقسيم البلاد علي حسب مواطن الخيرات التي يتمتع بها ذلك البلد من تحديد مناطق التعدين المهمة والمناطق التي يجب الحفاظ عليها وتحديد مناطق السكن ومن خلال تلك الوزارة يجب أن نضع برنامجا للأجيال القادمة من ترتيب للسكن والعمل ومراعاة التكاثر السكاني ويدخل ذلك من ضمن المهام التي توكل إليها في الحفاظ للأجيال القادمة علي تأسيس برنامج يضمن حقوق كل جيل ولأكثر من مائة عام هذا وإن كانت الدولة دولة محترمة تحترم مواطنها وتهئ للمواطن اليوم وتحتفظ للجيل القادم بما يعينه ، وعلي تلك الوزارة أن تعمل جاهدة في التوسع الرأسي للسكن وتهيئة كل السبل من دراسات حتي لا تتمدد الخطط الإسكانية وتتغول علي الأراضي الزراعية ومناطق الآثار والثروات المدفونة تحت الأرض وبذلك تسهل للدولة من تقديم الخدمات في حدود ضيقة من كهرباء وماء وعلاج ومدارس ومجاري لأن الدولة من الأساس إعتمدت علي التوسع الرأسي مما حفظ كثير من الأراضي للأجيال القادمة . فوزارة التخطيط تحافظ علي مكونات المجتمع ولا تتغول علي حقوقهم بإسم النزع أو القانون بل وتحاول أن تساهم في توطين القري ومساعدتها في الإحتفاظ علي أرضها وموروثها الثقافي والإجتماعي بتوفير معينات الحياة كما فعلت كثير من دول الخليج وبعد الطفرة البترولية التي ظهرت في مجتمعاتهم توجهت تلك الدول بكلياتها في سبيل توفير السكن الملائم والعمل كذلك ووفرت لذلك المواطن كل مايعينه ليتفرغ للعلم والتفوق ، وبذلك فإن تلك الدول وبحكم نيات حكوماتها الطيبة تجاه مواطنيها وفي عمر الشعوب فإن التغيير الذي حصل في مناطق الخليج عموما هو نقلة نوعية كبيرة قلبت كل الموازين واليوم برز جيل متعلم ومثقف كبير جدا وتبدلت حياة المواطن بشكل مذهل وسبقت تلك الدول كثير من الدول التي كانت تعتبر نفسها من الدول الأقدم في التعليم مما جعلها تتخلف عن تلك الدول وفي فترة زمنية قياسية ومن يشاهد اليوم مجتمعات تلك الدول والتي نهلت من التعليم في كل مشارق الأرض ومغاربها وبفضل الميزانيات التي ضخت للتعليم وكيف إن تلك الدول سيطرت علي أشياء كانت في يوم ما ملكاً لدول معينة كمثال الكتب وطباعتها والقنوات الفضائية والإعلام المنفتح والذي كان حكرا في السابق إلي دولاً كمصر ولبنان وسوريا ، ومن خلال تلك الطفرة سيطرت اليوم القنوات التي تتبع لتلك الدول علي كل الفضاء وأصبحت منفتحة وصادقة ، وبتطوير مواطن تلك الدول برزت دبي كقاعدة إقتصادية وسياسية وفنية وإجتماعية سحبت البساط من تحت أقدام كثير من الدول ورغم صغر تلك الدول فإنها أصبحت تتحكم في كثير من الذوق العالمي وأصبحت قبلة لكل العالم وهي تحدد في كثير من الأوقات علي سير العملات والتجارة في كل العالم ، ولو أخذنا دولة مثل قطر وهي شبه جزيرة لا تتعدي بضع كيلومترات ولكن بفضل التقدير الجيد للمواطن فإن قطر اليوم تمتلك سلاح إستراتيجي خطير والمتمثل في قناة الجزيرة والتي أصبحت المرجع إلي كثير من القنوات العالمية وتمكنت في كل العالم بفضل التغطية الرائعة والتي لا تسيرها دولة بعينها وتلك القناة التي قتلت كل الإعلام المصري الذي إعتمد دائما علي الصياح والكذب والتلفيق والردح مما جعل الكثير من المشاهدين يبتعدون عن مشاهدة تلك القنوات التي تعتمد علي العري الساقط مثل كثير من القنوات العربية التي يتحكم فيها رأس المال المشبوه . تقدم كثير من الدول لم يعتمد علي مساحة الدولة وبل إعتمد علي قدرة الدولة في إحترام مواطنها وقدمت له كل الخير مما جعل ذلك المواطن يبدع في تقديره لدولته ومن الصعب أن تجد في تلك الدول معارضة فاسدة تضر بالوطن وأمن الوطن كما نشاهد المعارضة السودانية والتي هي نتيجة سياسة فاسدة إتبعتها حكومات متعاقبة علي السودان تميزت بضعف الرؤية والمنطق وسيطرة جهات ومجموعات بعينها علي السلطة في تلك الحكومات مما صنع جيل فاسد ومفسد لا يعرف قيمة الوطن وما تقوم به المعارضة والحكومة علي حد سواء من إضرار للوطن فهو النتيجة الطبيعية التي تحصل في الساحة السودانية ووقوع الجميع في حضن الأعداء ضد الأهل والوطن وهي تلك السياسات الإقصائية التي إتبعتها كل الحكومات دون فرز وفي كل حكومة تتوالد تلك المجموعات مثل الفطر وأفسدت الحياة في كل السودان مما ساهم في فصل الجنوب والحروب التي تنتشر في الأطراف والتي سوف تصل إلي نهايات غير سعيدة وكل الأطراف تتمترس في حصونها وتتحكم بها جهات خارجية لا تستطيع الفكاك منها مهما حاولت لأن تلك المجموعات إمتلأت بطونها بالحرام وذلك النبت تغول علي قلوبها وأصبحت لا تفرق بين الحلال والحرام والوطن يكون أو لا يكون . من خلال تلك المقدمة نرجع إلي وزارة التخطيط في كسلا والتي علي رأس تلك الوزارة شخصية معقدة ومليئة بكل الحقد والتوجس تجاه الآخر ومنذ أن قامت تلك الوزارة المشئومة في تلك الولاية تسلطت علي كل مكونات المجتمع وبدل أن تساهم تلك الوزارة في تقديم العون لأهل المنطقة الأصليين في مساعدتهم علي التوطين والتجرد من ألأنانية والتكبر والعنصرية تجاه الآخر لأن ذلك حق من حقوق الوطن والمواطنة لذلك المواطن الذي يدفع الضريبة للدولة ومن خلال تلك الضريبة يستطيع ذلك الوزير من الحصول علي راتبه وإمتيازاته التي لا تعد وسط مجموعات فقيرة تحتاج العون من الدولة في حفر الآبار لها وتوجيهها للزراعة وعلي أن يحصل أي مواطن علي سبل العيش الكريم بتربية الماشية في تلك الأرض وبذلك تكون الدولة ساهمت في توطين ذلك المواطن وليس التعالي عليه وسلب حقوقه جهارا نهارا والدفع به في المجهول وضياع المستقبل للأجيال القادمة ومن سخريات القدر أن يكون الوزير لا يمتلك الرؤية والنظر للوزارة التي هو علي رأسها ومن سخريات القدر أن يكون والي الولاية عبارة عن راعي بملابس مدنية ووزير التخطيط جزار بثوب أبيض ونظيف ، ومن الأشياء التي لا ينساها سكان كسلا في تقديم المخصصات الوزارية علي حسب مكونات المجتمع في بداية حكم ذلك الوالي كان وزير الصحة أحد الرشايدة والذين لم يكن لهم أي دور في الصحة وكان المكتب يمتلأ علي آخره بتلك المجموعات وكيف لا يحصل ذلك والوالي نفسه راعي يسوق تلك الأغنام إلي مهالك الموت ، وزارة التخطيط وبهذه الطريقة التي تنهب بها أملاك وأرزاق المواطنين إنما تدفعهم إلي سلك طريق نفس تلك المعارضات السابقة والتي كانت نتيجة سياسات خاطئة من مجموعات لا تحترم ولا تقدر الآخر ، اليوم هنالك عملية إستقطاب كبيرة لمجموعات البجة من البني عامر والهدندوة في دول الجوار من جهات غربية بمسميات كثيرة لفتح جبهات في تلك المنطقة ومن المؤسف إن تلك الدعوات سوف تجد من تناسبه في ظل هذا التهجير القسري للسكان وطردهم . هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|