· منذ مطالعة الخبر الذي يتحدث عن غضب عالمي بسبب صورة لهتلر تتوسط مفردة (هولوكوست) حملها شباب ألتراس الهلال خلال نهائي الممتاز وأنا أسأل نفسي: كيف فات على مشاهدتها عبر التلفاز! · حاولت أن أجد لنفسي عذراً بأن تصوير قنواتنا ( المتعب) يجعلنا نركز أكثر على ما هو داخل الملعب لأن مشاهدة كرة تتحرك في قنوات سودانية ساكنة ليس بالأمر الهين. · لكنه عذر غير كافِ. · عموماً كنت قد كتبت كثيراً عن ضرورة أن نفيق ونتذكر أننل نعيش عصراً مختلفاً صار فيه الفضاء مفتوحاً. · لذلك طالبنا وناشدنا ورجونا مراراً وتكراراً أن نرتقي بملاعبنا وإخراجنا وصورتنا وتعليقنا وتصرفاتنا التي تنقلها الكاميرات. · كان الهم وقتها بعض لمحات جمالية تُشرفنا أمام الآخرين، فإذا بشباب الألتراس ( يجيبوا ضقلا يكركب) و( يخلوا عجاجا يلوي). · فظهور صورة لزعيم النازية وسط كلمة المحرقة في ملعب كرة قدم ليس بالأمر الهين الذي يُتوقع أن يمر مرور الكرام في عالم اليوم. · وقبل أن أُسهب حول الموضوع أود أن أشكر أخي الحبيب دكتور طارق أحمد خالد. · فقد بحث هذا الرجل (المنهجي) وتقصى حول الصورة المنشورة ببعض المواقع السودانية. · وحين أبديت له استغرابي عما طالعته في موقع الكوتش والصورة المرافقة للخبر وأوضحت أنني أحاول أن أتقصى عن الصورة المنشورة قبل تناول الأمر أوضح لي أنه قد سبقني لذلك وتأكد له أن الصورة قد نُشرت في المكسيك بتاريخ 15 سبتمبر وفي أسبانيا بتاريخ 13 نوفمبر، أي قبل مباراة القمة. · وعلى ذكر طارق يجد المرء نفسه في غاية الاستغراب لحدوث كل هذه الفوضى والهرجلة في بلد يعيش فيه أمثاله وما أكثرهم. · فطارق حي يرزق يدرس الطلاب بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم. · وأمثاله يفترض أن يحاضروا القائمين على الكثير من أمورنا قبل أن يدرسوا طلابهم حتى تعود لنا سيرتنا الأولى، بدلاً عن هذه العشوائية السائدة في البلد. · الأقزام صاروا أعلاماً في البلد رغم وجود العلماء والمثقفين والمبدعين ولهذا تردينا في كل شيء. · الشاهد في الموضوع أن مجموعة الألتراس رفعت فعلاً صورة هتلر التي كانت تتوسط مفردة (المحرقة) وأشعلوا النيران بعد الهدف الأول. · لقد أخطأ هؤلاء الشباب بمثل هذا الفعل. · لكن لن نلومهم بمعزل عن عتاب الآخرين. · فهم في نهاية الأمر شباب متحمس لفريقه وربما أخذتهم تلك الحماسة إلى تصرف خطير لم يتحسبوا له جيداً. · جميعنا كنا في فترات سابقة نتصرف في بعض الأحيان على نحو فيه اندفاع زائد. · لكن كنا دائماً نجد كبارنا بجوارنا لتوجيهنا وتحويل طاقتنا الكبيرة إلى ما يفيد. · فأين كبار القوم اليوم؟! · العتب الحقيقي يفترض أن يوجه للجهات المسئولة. · أين اتحاد الكرة ولجنته المنظمة؟! · وأين أعضاء مجلس الهلال؟! · وأين أمن الملاعب؟! · ولاتنسوا أننا سمعنا الكثير عن التفتيش الدقيق الذي سيخضع له جمهور الفريق عند دخولهم للإستاد. · فكيف تفلت صورة بهذا الحجم وتجد طريقها للمدرجات؟! · ألا يؤكد ذلك أن كل شيء في هذا البلد ( ماشي بالعافية)؟! · قد استطيع فهم أن شباباً شديد التحمس لفريقه قد أغفل في لحظة خطورة الموقف، لكن ما لا يمكن فهمه اطلاقاً هو أن يفوت مثل هذا الأمر على كل الجهات التي ذكرتها. · بالأمس وفي خطوة ذكية أصدرت مجموعة الألتراس بياناً أكدت فيه على استقلاليتها وتحملها لكامل مسئولية تصرفاتها بعيداً عن أي كيان. · لكن المؤسف أن هذه الخطوة الذكية لن تفيد نادي الهلال في شيء. · فالإتحاد الدولي لكرة القدم إن دخل على الخط، لن يعذر النادي في أن مجموعة مستقلة هي من فعلت ذلك. · حين يستفز مشجع واحد فقط لاعباً ويتعامل معه بعنصرية يتم تغريم ناديه. · ولعلكم جميعاً قد تابعتم العديد من الحالات في هذا الجانب ( حادثة الموزة مع نجم البرسا السابق داني ألفيش) نموذجاً. · فما بالكم بمثل هذه الصورة ومفردة الهولوكوست! · نتمنى أن يغفل الفيفا هذا الموضوع الخطير، ولو أنني أستبعد ذلك. · وعموماً على الجهات المسئولة عن الكرة في البلد أن تتوخى حذرها جيداً في المرات القادمة، فليس في كل مرة تسلم الجرة. · كفانا عشوائية ودعونا نتصرف ونحن على يقين بأن العالم الخارجي يتابع ما يجري عندنا ونكف عن التصرف وكأننا نعيش في جزيرة معزولة لا يسمع عنها أو يراها الآخرون. · تصرفنا على هذا النحو يجلب لنا في أفضل الحالات سخرية وتهكم الآخرين. · فحين يشاهد الناس مثلاً رئيس لجنة انتخابات عمومية اتحاد الكرة وهو يدير العمومية الهامة وأزرار قميصه مفتوحة والعرق يتصبب من وجهه ويسمعونه في ذات الوقت وهو يردد أنهم يريدون للآخرين أن يحذوا حذوهم، فلا أشك في أن هؤلاء الآخرين سيقهقهون عالياً. · وأذكر بعد مقالي حول تلك العمومية أن أرسل لي صديق صورة لإجراء قرعة اتحاد الكرة هنا في سلطنة عمان. · عكست تلك الصورة رقياً وتنظيماً مشرفاً في كل شيء، بدءاً بالمكان وأنتهاءً بطريقة وقوف وجلوس الحضور أمام الكاميرا. · لاحظوا أنني قلت سلطنة عمان، ولم أقل كندا أو ألمانيا. · يعني هذا البلد الذي بدأت فيه التنمية الحقيقية في عام 1970 يسبقنا إلى هذه الدرجة، ونحن ما زلنا نغوص في الوحل. · لهذا أقول أن علينا تذكر حقيقة أننا جزء من عالم يرانا ويتابع ما يجري عندنا وعلينا أن ننتبه لذلك. · وفي قضية أخرى طالعت اليوم خبراً يفيد بأن إحدى محاكمنا قد أصدرت عقوبات بالسجن والغرامة على بعض مشجعي نادي المريخ الذين قاموا بتحطيم كراسي استاد الهلال بعد نهائي الممتاز. · يقول الخبر في جزء منه": التقطت الكاميرا 15 مشجعاً مريخياً أثناء اتلافهم للكراسي وأصدر قاضي محكمة الصناعات بأمدرمان حكماً بسجن مشجع واحد لمدة شهر، فيما أحالت المحكمة أربعة من المتهمين إلى نيابة الأسرة والطفل.." · ضع عزيزي القارئ سطرين تحت العبارة التي تتعلق بإحالة بعض المتهمين إلى نيابة الأسرة والطفل! · لما تقدم أعود وأقول أن اللوم لا يقع على هؤلاء الشباب والصغار وحدهم. · فقبل أن يُحاكموا كان على الكبار أن يلوموا أنفسهم. · ولو كنت مكان القاضي لبدأت بمحاكمة من حرضوا هؤلاء الشباب على مثل هذا الفعل المشين. · وحين نتحدث عن التحريض يكون أول الحضور إعلامنا الرياضي بالطبع. · فالكثير من الأقلام وحتى مانشيتات الصحف الرياضية تدعو للتعصب لأحد اللونين. · الغريب أن الواحد منهم يخرج من بيت يعيش فيه معه شقيق أو شقيقة، أو أم تشجع النادي الآخر، ورغماً عن ذلك بمجرد وصوله لمكاتب الصحيفة ينكب على الكي بورد أو الطاولة ليكتب محرضاً جماهير ناديه على جماهير ولاعبي وأداريي النادي الآخر ويصورهم وكأنهم ألد الأعداء. · ولا يفوت على هؤلاء المحرضين أن العاطفة هي سيدة الموقف لدى مشجعي الكرة، لذلك تجدهم يدغدغون هذه العواطف لدى جمهور ناديهم من أجل توسيع قاعدة القراء وزيادة مبيعات الصحيفة. · ولا يمكن أن يفوت عليهم أيضاً أن الكثير من جماهير الكرة صغار في أعمارهم وتجاربهم، ولذلك قد تدفعهم مثل هذه الكتابات التحريضية إلى مثل هذا السلوك غير الرياضي، وربما إلى ما هو أسوأ وأخطر من ذلك إن استمر الحال على ما هو عليه. · وقبل أن نلوم العديد من زملاء المهنة، نرفع صوت الاحتجاج عالياً ضد مجلس الصحافة والمطبوعات والأجهزة الأمنية التي يمكن أن تصادر أعداد صحيفة سياسية كاملة قبل طلوع الفجر لمجرد مفردة أو مانشيت يعبر عن الحقيقة لكنه لا يعجبهم. · إلا أن المانشيتات الرياضية التحريضية التي تؤثر كثيراً في سلوكيات بعض الجماهير وتحول التنافس على أرض الملعب إلى معارك وحروب شرسة، لا تهمهم ولا تستوقفهم. · بل تمر أمام أعينهم مرور الكرام ويسعدون لها لكونها تساهم في المزيد من التخدير. · بالأمس استمعت لعدد من الرسائل الصوتية لبعض جماهير المريخ الذين عبروا عن حزنهم الشديد تجاه هزيمة فريقهم واستمراره في فقدان لقب الممتاز لمصلحة الهلال. · وسمعت أحدهم يبكي بحرقة وهو يردد " نحن الزعيم ده ما بنقبل فيه أي حاجة". · فمن أوصل هؤلاء لمثل ما هم فيه بالله عليكم؟! · أليس هي صحافتنا الرياضية التي صورت لهم فريقهم وكأنه ريال مدريد فأرتفع سقف توقعاتهم وتطلعاتهم، لذلك حدث الانهيار عند الهزيمة! · المخزي أن بعض الزملاء يكتبون بعد مثل هذه الهزيمة مقالات يصورون فيها أنفسهم وكأنهم قد عادوا لجادة الصواب ويقدمون الوعظ والتوجيه حول ضرورة الإيمان بالكيانات بدلاً عن التهليل للأفراد. · ويقولون أنهم أخطأوا بتمجيد الرؤساء واللاعبين وأفرطوا في الثناء والإشادات. · لكن ما أن يمر يوم أو يومان على الهزيمة القاسية يعودون للمهاترات والمقالات الهزلية والمناكفات والتمثيل المتعمد لجذب المزيد من القراء. · وهكذا دواليك. · تطبيل وتهليل وتصوير لهذا الفريق أو ذاك على أنه بلغ السماء تطوراً وكرة. · ثم عقلانية مصطنعة وتمثيل على الجماهير عند الانكسارات والهزائم. · قبل العودة مجدداً للتطبيل والتهليل. · هي دائرة مفرغة لن يوقفها إلا المشجع نفسه يوم أن يحتج على مثل هذه الكتابات بالتوقف عن شراء صحف تحتفي بمثل هذا ..صحف يمد له أصحابها ألسنتهم ويعاملونه كأحمق ينسى سريعاً ولا يفهم أو يتعلم شيئاً من تجاربه.
الحاجات دي مقصودة من العصابة الحاكمة البلد. خشوا واتغلغلوا في كل مناحي الحياة لشغل الناس من خلال اثارة الفتن. امانة الشباب بتعمل شنو يعني؟؟ ما حاجات زي دي هي شغلها.
اولتراس وما ادراك ديل ناسهم منهم وفيهم بس عاملين فيها مشجعين كورة بالجد والناس مصدقة.
* يعني تفتكر ناس التفتيش في الاستاد ما شافوا المصيبة الشايلنها الشباب ديل؟ وزيادة على كده العساكر واقفين وكان شيء ما حاصل!!
في كلام كتير اتقال عن الشماريخ وضررها وحتى قبل كده حصلت غرامة من الكاف. تفتكر الاولتراس ديل لو هلالاب ولا مريخاب بالجد بيعرضوا ناديهم البحبوهو للغرامة واحتمال منع الجماهير اللهم جزء منو؟؟
الاندية ذاتها واداراتها بقت فيها انة بالطريقة الشايفنها.
المؤتمر الشيطاني شيطان اليركب في راس اي واحد فيهم ويركبهم الدرب ان شاء الله. هؤلاء حاقدين على السودان ياكمال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كمال الهدي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست