|
هوامش على دفتر التحولات .......................دارفور والبلاد
|
هوامش على دفتر التحولات .......................دارفور والبلاد الكبيرة ........................................ كتابة احمد ضحية من اين تبدا الحكاية والى اين تنتهى ؟ .. من المقولات الكثيرة التى انطلقت منها فكرة الوطن . وهى تبحث فى عالم جديد , يتكون فى تشظى وتمزق عالم يؤول الى الانهيار والتلاشى !.. عالم تنهض فيه الخرطوم =( سنار القديمة / ام درمان ) بمجهوليها الذين جاءوا من كل مكان يحملون حرمانهم واحزانهم وهزائمهم ... يحملون ا'cdباطاتهم وخذلاناتهم العميقة ؟!.. من اين جاء هؤلاء .. قال الطيب صالح ...انه السؤال الذى شغل البال وقتل من بحث فيه . فمن اين اتى هؤلاء الى سنار القديمة .. الى امدرمان الجديدة .. الى اشباه المدن فى البلاد الكبيرة ... لم ياتوا كالتروبادور المرتحلين بغنائهم الرومانسى المعذب فى اللانهاية .. عابرين بخيالا!تهم البحار العظيمة . يواجهون غضب طبيعة متوهمة . واهوال وحوش لا وجود لها . ثم يتكاون على صدر سنار ينفضون عذاباتهم , لتنهار كما نهضت فى الانهيار مثل دولة المعتمد ابن عباس مثل كل دويلات المدن .. تنهار بفعل الغربة والحنين !!.. انها سنار لحظة الميلاد . الناهضة فى قلب السوق الافرنجى بالخرطوم , تستمرا تعاطى الاحاجى , وحواديت البلاد الكبيرة عن الذى ياتى ولا ياتى وميلاد عصر جديد , سهلت فيه عملية تبادل وانتقال عناصر الثقافة , فتقاربت الجزر المعزولة , بما جعل التواصل يتغلغل فى الوجدان , ليتشكل النسيج الذى طالما حلم به ال!اسلاف !... لكن قبل ان يموت السؤال نهض فى فضاء الطرف الغربى للبلاد الكبيرة ( جبل مرة ) شاهقا , شاهقا , شاهقا على الرغم مما ضرجه من نزيف !..الجبل ينزف والسؤال يظن انه سيهدم العالم ويشيده على نحو مختلف .. لا انهدم العالم ولا بقى السؤال هو السؤال .. كل ما هنالك: نزيف وضجيج وانهاك ف ( البدو ) تدخلوا بعدتهم وعتادهم , يہfعمهم الرسميون من ثعالب البحر, التى فاجاتها الوديان , بنعومتها وطزاجتها .. البدو بعدتهم وعتادهم يرمون الجبل بالراجمات , تؤازرهم الطائرات , لينجرح الخاطر , ويستحيل تناغم الطبيعة ايقاعا مختلا يضرج وحدة السؤال وتوحده , ويهدمه ليعيد السؤال بناء نفسه من جديد .. لا زال السؤال يظن انه سيشيد الاجابة! على نحو مختلف ..! كيف لهم ان يفهموا ان الجبل خارج اطار الفيزياء , كيف لهم ان يفهموا مغزاه الروحى ؟!..سيظل اخضرا مثل الفضاء المرتحل فى اللوعة والغياب والمهاجرين القدامى والجدد ,, فضاء قبل سنار القديمة وهى تتكون فى التمزقات !!... هاهو السؤال يستعد للنفى الاختيارى والرحيل , يمضى ك( عبد الكريم ) من عشيرة ( كليبا )الى قصر السلطان , يبلغ سن الرشد . فيقود الفرسان ضد (العريقات ) الجدد .. النازيين اجداد هتلر . يطردهم من ابار ( كارنوى )فى دار ( قلا ) ويزحف حافرا فى طبقات الوعى القصوى ليحرر الناس والمكان والوادى والشجر والقرود واشجار ا!لقمبيل ليدخل الجميع فى مزيد من الاسئلة الحرجة , لينفك اسار الجبل ... بينما يسقط الاف القتلى يروون بدمائهم الوديان , فى اللحظة ذاتها يختلف المثقفون المازومون حول ( بروتكول ميشاكوس ) ويناقش الساسة والمفكرون المزعومون , الالياذة فى كافتيريات هيئات التدريس , ويتغنى الجميع بالاوديسا ورحلات جلجامش لايجاد ربط بين مؤسسات المجتمع المدنى فى الخرطوم وسومر العري'deة ..يمر الدراويش لحظتئذ بلباسهم المرقع عبر ثقوب الايديولوجيا !..فى كافتيريا ( اتنى ) و( قاع المدينه ) و( ابو جنزير) فى قلب السوق العربى الخرطوم , جوار الجامع الكبير .. ويحتدم السجال فيما اذا كان لابن عربى تاثير على الشعراء المجاذيب , او كون ( مالى ) و( الصونغى )وامارات الساحل محض مؤامرة شيعية !..والى اى 'e3دى تداخلت الازمنه الثقافية , فى بوتقه الصهر . الفرن النازى ( سنار الجديدة ).. كانت مسارب الايديولوجيا تحاصر , البعد فوق الفيزيقى , للكائن المسمى ( جبل مرة )وتلخص المسالة فى حدود الشرط الفيزيقى !..بينما تدلو كافتيريا ( اتنى ) اهم المنابر بدلوها وتتدلى فى الفراغ ........ فالى ( اتنى ) ياتى القلقين .. المتوترين والموتورين الذين لا يستطيعون الاستمرار فى اى عمل, نظرا لحساسيتهم المفرطة , تجاه المضايقات . اذ تجعلهم يشعرون بالحزن والتشاؤم , ما يدفعهم للغربة والاغتراب حيث هم !.. فتدهمهم المنافى بالحنين , ويتاوهون ويغمدون جراحاتهم , اقصى تفاصيل الفجيعة والدمار .. و يمضى! الواحد منهم باحساس محارب منقرض ..... انها( اتنى ) السوق اتلافرنجى .. ( اتنى ) العاطلين عن العمل , والمشردين الباحثين عن وطن دفء , فى الخمر البلدى المختلس من خفراء العمارات والنازحين الى غابات الاسمنت , ينزل عليهم الان ( بروتكول ميشاكوس ) كالصاعقة . فيفيقون من سكر دام لعقود طويلة يحلمون بالسودان الجديد !!.. لكنه الالم والرعب فى العيون الخبيئه الكابية , ففى فراغ ( اتنى ) تمر الصور , الذكريات , الاخيلة التى عاشوا لاجلها طيوفا متمزقة بالاسى والحرمان ..... فيكتب البعض بايحاء السؤال اسئلة اخرى : ( بين مطرقة اليانكى وسندان النازيين السمر ) : احداث ووقائع العذابات اليومية بوحدتها ووحشتها واساها !!..فى الخط الفاصل بين عالمين لينطوى السؤال على نبؤة الماساة !.. تنهض هنا مساحة خالية , ملاى بالتساؤلات الحارقة , التى يحملها التاريخ السحيق لشعب البلاد الكبيرة .. شعب الوادى , الذى يتكون فى التمزق الشامل للناس والحياة والوادى ذاته ,, الوادى بطبيعته وناسه واحساساته الغامضة .. الوادى الشاهد على اندثار اجيال ومولد اخرى , بافكارها المتباينه وتطلعاتها المتہcددة عن : الحياة والناس والوجود والمصير والهدف ... حياة الوادى المتبدلة بناسها , هى حياة السؤال نفسه مذ كان هاجسا فى خاطر الكون , فى لحظة دقيقة تفصل بين عالمين ينهض على ركامهما الوادى , كشاهد على عواصف الطبيعة وزوابع التاريخ !..... ربما هو اللوذ باليانكى الغرباء , الذين قدموا , رغم انف رائحة التراب وعبق التاريخ , ورغم انف العالم المقهور كله ! .. حماة للسلام وراعين للديموقراطية والتنمية وحقوق الانسان , كما يزعمون .. جاءوا كما جاء اجدادهم من قبل . يدعون اخراج الناس من الظلمات الى النور , فغاص الناس فى الظلمالت اكثر فاكثر !.. لم يرفض شعب الوادى والجبال اليانكى , كما فعل الاسلاف منذ وقت بعيد . لم يرفضوهم على الرغم من انهم كانوا يدركون ان اليانكى سياخذون ثمنا غاليا !!..من وجدان الناس وثروات الجبال الغنية واحساسات الارض !.. هذا القبول باليانكى ينطوى على اسئلة محرجة , حول العلاقة بالسلطة الوطنية , منذ غادر الانجليز حتى لحظة تدخل اليانكى لانهاء الحرب الاهلية !.. فمن الموقع الاخر , فى الغابات يتكررذات الموقف : لم يرفض رجال الغابات اليانكى , سمحوا لهم باقتلاع الاشجار والحفر عميقا فى باطن الارض لاستخراج الزيت بعد ا!ن ارضوا الفرنسيين , الذين لا تزال الاشواق الديجولية فى السودان الغربى تعمل عملهافىتطلعاتهم العولمية !.. اذن لم يات اليانكى هذه المرة كرجال منظمات انسانية فحسب , تحارب الفقر والجهل والمرض .. ورجال الغابات يعلمةن ذلك , ويقبلونه بطيب خاطر . فقد اوقف اليانكى الحرب واصبح بالامكان مساءلة الحكومة عن الميزانية العامة للدولة ؟!.. لكن سلطة اليانكى تتمدد لتشمل كل اطراف البلاد الكبيرة المهمشة !..لم يعترض ہ7حد على اليانكى فقد اشتغلت بنجاح تام رمزية الغريب , الحكيم : الذى يملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا !!!............
|
|
|
|
|
|