هل يصدق الصادق ما يقول/شوقي بدرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2013, 02:55 AM

شوقي بدرى
<aشوقي بدرى
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 1024

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل يصدق الصادق ما يقول/شوقي بدرى

    هل يصدق الصادق ما يقول

    لسنين عديدة صار مؤتمر القرن الأفريقى يعقد فى مدينة لوند الجامعية . وهذه السنة وبتوصية من ابن الأخت الدكتور بابكر أحمد العبيد من جامعة أوبسالا بالقرب من أستكهولم دعى الصادق المهدى رئيس وزراء السودان السابق .
    وأذكر أن ابن الأخت بابكر قال لى مازحا ( يا شوقى سيدنا ده بالله ما تناكفو لينا فى المؤتمر ) فوعدته خيرا . بالرغم من أننى على اقتناع كامل بأن أحد مشاكل القرن الأفريقى هى الصادق والرؤساء الأفارقة . وبالرغم من أن الصادق قد اختتم محاضراته فى اليوم الثانى بهجوم شديد على الانقاذ واخر جزء من كلامه كان يتحدث عن اهمال الانقاذ للمرأة السودانية وحقوقها . وكنت أنا أجلس بالقرب من ثلاثة من السودانيات الأكاديميات . والكل يعرف أن حزب الأمة هو أكثر الأحزاب السودانية التى همشت المرأة . ويكاد ينعدم أى نشاط نسائى فى حزب الأمة . وحتى الاخوان المسلمين أعطوا المرأة الكثير من المراكز القيادية .
    وفى فترات الاستراحة والبوفيه الذى كان يقدم للجميع ، وبسبب رمضان كنا نتحلق حول الصادق المهدى أو نتقابل عرضيا فى القاعات والممرات . ومدينة لوند تبعد عن مالمو حوالى خمسة عشر كيلومتر ، وأنا من سكان مالمو ، ومشاركة السودانيين فى المؤتمر عن طريق جالية لوند . وبالرغم من أن لوند مدينتى المفضلة فى السويد الا أننى ضيف كذلك وأنا قد غادرت لوند قبل ثلاثة وثلاثين سنة .
    وكنت أستمع الى كلام الصادق وعبارات الدكتور بابكر فى مخيلتى . وبابكر جار للصادق فى حى الملازمين . وهو ابن بطل حزب الأمة والرجل الذى لا يخاف من أى سلطة . وهو الذى وضع اصبعه أمام وجه الصادق فى الستينات قائلا ( الصباع ده بتشقه ؟ انت شقيتو وقسمت حزب الأمة . ) .
    وفى مساء السبت 17 أكتوبر 2005 أقيم حفل افطار على شرف الصادق المهدى . ضم الجالية السودانية بلوند ومجموعة ضخمة من الصوماليين وبعض الأجانب . فذهبت مبكرا لكى أساعد فى التنظيمات والعمل فالمناسبة السودانية تهم الجميع .
    وأخذت معى علبة حوت بعض التمر الأمريكى الضخم وبعض الباسطة الذى اشتهر بها منزلنا ووضعتها أمام الصادق ليحلل صيامه . وسار الحفل بصورة جيدة ومشرفة بالرغم من القاعة الصغيرة التى لم تزد عن خمسة أمتار فى ستة أمتار .
    وبعد أن أتحفنا الفنان حسن الشايقى بالغناء بالجيتار يرافقه حسين ود الحاوى بالايقاع على صينية مقلوبة . طلب حسين من الجميع الصمت لأن الصادق يريد أن يتكلم . وتذكرت هنا كاريكاتيرا ظهر فى جريدة الخرطوم عندما هرب الصادق من السودان تحت عملية (تهتدون) . والكاريكاتير كان يمثل الصادق يعبر الحدود ويقول لشخص يقدم له شرابا ( موية شنو أنا عطشان أدونى ميكرفون . ). أشاد الصادق بالحفل والأكل وجهد النساء اللائى أخرجن الأكل فى شكل سودانى جميل من لقمة ونعيمية وتقلية وخروف محمر ... الخ .
    ثم استعدل الصادق ووجد أذانا صاغية من مجموعة جيدة من السودانيين أكثرهم حملة شهادة الدكتوراة ، وبعضهم يحاضر ويدرس الأوربيين . وفجأة كان الصادق يحاضرهم متحدثا عن الشتات الذى حصل لهم والبعد عن الوطن الذى انعكس بشكل واضح على أبنائهم الذين صاروا لا يتذوقون الموسيقى السودانية وضعف أو اختفاء اتصالهم بالواقع السودانى والثقافة السودانية مؤكدا أن هذا شيىء ليس خاص بالسويد فقط بل فى كل الدول التى ذهب اليها . وانحصر كلام الصادق فى سوء النظام الموجود فى السودان وانعدام الديمقراطية . ولم يتوقف الصادق عن الكلام الى أن وجدتنى أقول له ( يا الصادق التشرد والضياع والهجرة التى فرضت على السودانيين بالشكل الكبير ده سببها الانقاذ . ونحن كلنا قد أهملنا . ولكن يبقى لك أنت القدح المعلّى . وانت الجبتا ناس الانقاذ للحكومة وقويتهم وتعاونت معاهم . وفرطت لمن كنت فى السلطة . وبعد ما استلمت الانقاذ السلطة وأهانو الشعب السودانى ، انت بعد كل الكلام ده مشيت وختيت ايدك فى ايد الترابى وبتقول ده تحالف استراتيجى . ودى جريمة فى حق الشعب السودانى .
    ويبسط الصادق راحة يده اليسرى ويضع قبضة يده اليمنى عليها محركا لها بطريقة صبيانية قائلا ( أنا ما كنت عاوز أتكلم عن السياسة ، لاكين ما دام انت بديت الكلام خم وصر . التحالف ده ما استراتيجى ، ده تحالف مرحلى مؤقت . ) هل من المعقول أن الصادق يحسب أن هنالك فرق بين التحالف الاستراتيجى والتحالف المرحلى . واذا كان الصادق يبيع مثل هذا الكلام لبرفيسورات جامعات ودكاترة ، فمن المؤكد أن يبيع الترماج للشعب السودانى .
    وواصل الصادق قائلا ( انحنا مش طلاب سلطة ، ولا عاوزين نملا جيبنا ) وضرب الصادق على جيبه الأيمن . وتذكرت كيف كان الصادق ينتظر شهر ديسمبر 1965 لكى يكمل الثلاثين سنة . والانتخابات كانت فى الصيف . وفى ديسمبر من نفس العام اقصي الصادق نائب حزب الأمة فى الجبلين ليصير عضوا فى البرلمان . وكانسان حارس لبن فى النار طالب برئاسة الوزراء وكأنها حق الاهى . بالرغم من أن الجميع قد طالبه بالانتظار حتى يعرف الشغلانة . لأن الخبرة لا تزرع بل تكتسب . وضحى بحزب الأمة .
    وكما أورد عبدالرحمن مختار فى كتابه ( خريف الفرح ) أن المرضى عرّاب الوطنى الاتحادى استدعى الصادق المهدى بعد منتصف الليل فى منزل محمد الخليفة شريف فى حى الأمراء بأمدرمان وقال له ان لوالدك دين على عنقى أرجو أن أدفعه لك . أنت تريد أن تتحالف مع حزبنا ، انت ما قدر الأزهرى ، وأزهرى بيقدر يلوى ايد أى زول .أحسن تتلما على عمك ... الخ وكلام كثير لا أذكره الآن قد تردد فى أمدرمان . وبالرغم من هذا ضحى الصادق بحزب الأمة لأنه طالب سلطة .
    وعندما رجع رجال حزب الأمة فى الديمقراطية الثانية أكلوا وسفّوا وسرقوا . وفى منزل العميد يوسف بدرى قالت الأستاذة حسب سيدها عبدالكريم بدرى أمام الجميع للصادق ( ود عمك مبارك الفاضل بيسرق ، يا انت تكون عارف ودى مصيبة ، ويا تكون ما عارف ودى مصيبة أكبر . )
    وأنا صغير عندما كنا نسكن فى حى الملازمين فى سنة 1953 . بدأ تشييد منزل الصادق المهدى بشكله الحالى اليوم . والصادق وقتها كان فى الثامنة عشر . ونحن سكان حى الملازمين كنا نمثل أغنى أغنياء أمدرمان والطبقة المستنيرة . وفى الحى سكن الدكتور محمود حمد نصر ، ومحمد أحمد عبدالقادر من أوائل رجال التعليم وناظر مدرسة ( خورطقت الثانوية) فى بداية الخمسينات والد زين العابدين عضو مجلس الثورة ، الطيب الفكى صاحب مخازن العامل فى أمدرمان والخرطوم ، عبدالرزاق على طه أحد كبار ضباط الجيش ، أل المغربى ، وحتى الناظر أبوسن الذى صار وزيرا فى الديمقراطية الأولى . بالرغم من هذا كنا نندهش من ( البلى) المصنوع من زجاج خاص الذى يتواجد عند أبناء خدم الصادق المهدى وال المهدى . لأنه كان يبتاع فى سويسرا وكنا نبدل لهم ( البليّة) باتنين .
    وواصل الصادق ( ولازم تعرف يا أخ ......) فقاطعته قائلا ( يا الصادق أنا شوقى شوقى . ) ويبدو أن كلمة أخ هى لتحديد موقعى . وأشار الصادق غاضبا طالبا منى أن أقرأ كتابه الديمقراطية عائدة وراجحة . فأفهمته بأننى قد درست الكتاب بحماس الا أنه ليس هنالك ديمقراطية مع الطائفية ، وقلت له ( انت تعتمد على الأغلبية الصامتة التى تحركها الاشارة . فنفى الصادق هذا وزعم ان الحزب صار مفتوحا ولأول مرة صاروا يفوزون في المدن الكبيرة . والسؤال طبعا لماذا لا يرشح الصادق نفسه فى بلده ؟ فهو أمدرمانى . ومن أبسط قواعد الديمقراطية أن يترشح الانسان فى داره ووسط أهله . والغلطة أن المحجوب كان يترشح فى الدويم وليس أمدرمان . وعبدالله خليل كان يترشح فى أم كدادة وهلمّ جرا .
    وقال الصادق ( دى الوقت انحنا الوحيدين الموجودين فى الساحة . لأننا مش طلاب سلطة . وكل الناس هرعت للسلطة. وحتى الشيوعيين صاروا يطأطئون . ) ولا بد أن الصادق قد حسبنى أحد زعماء الشيوعية . ولا أدرى لماذا يرى الناس الشيوعيين فى كل شيىء .
    وواصل الصادق محاولا نفى تمسكه بالسلطة . وقال ( عبود قال لينا استلموا السلطة انتو بدل يستلموها الصعاليك . وانحنا رفضنا لأننا مش طلاب سلطة . والنميرى قال لى أنا أسلمك السلطة وأنا أبيت) . أرجو ملاحظة أن الكلام قيل وسط شهود . فهل كان عبود يعتقد أن جبهة الهيئات والقضاة ورؤساء وقادة البلاد والبروفيسورات الذين هبوا فى أكتوبر كانوا صعاليك ؟ . ولماذا لم يقل الصادق لعبود ( أسف ، هؤلاء الذين تصفهم بالصعاليك هم خيرة أهل السودان) .
    وهنا تتدخل الدكتور ضياء عدوى بصفته رئيسا للجالية قائلا ( انحنا جبنا السيد الصادق المهدى كمناسبة اجتماعية مش سياسية ) . وأدركت شهر زاد الصباح . وتتدخل الأخ حسين وهو عراقى شيعى كان محاضرا فى جامعة الجزائر وزوجته جزائرية ويعتبروا جزء من الجالية السودانية فى لوند . واشاد بالسودانيين وعلاقتهم المتميزة وصدقهم الذى أحس به منذ أيام الدراسة . وذكر أن علاقة السودانيين علاقة خاصة ، وانه وسط الجنسيات الأخرى لن يجلس رئيس الوزراء وسط الناس وبدون حماية . فقاطعته قائلا ( بأننا نختلف جدا مع الصادق . لكن الصادق لا يحتاج حماية بيننا فكلنا على استعداد لحمايته . )
    وقبل الرجوع الى مالمو ، لأن صديقى العراقى فريد كان ملتزما بميعاد ، صافحت الصادق المهدى الذى أمسك بيدى وواصل الكلام متحدثا عن الديمقراطية ، فقلت له ( كما كتبت لك قديما وكما لا ازال أقول ، الطائفية زى حشرة العنتت بتشرب السمسم وبتخليهو قشور . ما فى ديمقراطية مع الطائفية . فى طائفية معناهو ما فى ديمقراطية . ) فرد الصادق ( انت ليهه بتحرمنا نحنا من الطائفية ، ما تشوف الدول الحوالينا ) .
    المشكلة عندما تتكلم مع أى سياسى سودانى عن شيىء مثل الفساد أو حقوق الانسان يتكلم عن ما عند الآخرين . أذكر أن مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السابق قد طلب منا فى اجتماع كوبنهاجن فى ديسمبر 1994 أن نعطى فكرة جيدة للاسكندنافيين عن السودان ، وهذا بحضور أنجلو بيدا ، أقنيس لوكودو والى جوبا ، الفريق محمد أحمد زين العابدين سفير السودان فى استكهولم ، وثلاثة من رجال الانقاذ ورجل أمن . فقلت له (الاسكندنافيين مش أغبياء . أنتم نظام سيىء . يكفى سجلكم فى حقوق الانسان . ) فوافق مصصطفى وأضاف حقيقة فى تجاوزات ، لاكين اذا قارنتنا بالناس الحوالينا ، انحنا كويسين . فقلت له ( الغلط غلط ، زى ما تقول لى أنا بدق مرتى بالكف ، لاكين جارى بيدقها بالعكاز . كلو غلط .)
    هؤلاء الناس الذين كان الصادق يحاضرهم ، يحاضرون الاخرين فى جامعات . وبعضهم أصحاب تجارب غنية وثرة فى هذه الدنيا . اذا كان الصادق يظن أنهم يقتنعون بأن الطائفية شيىء جيد يجب أن نعض عليه بالأسنان وندافع عنه بأرواحنا ونحافظ عليه لمئات السنين فهذا وهم . وأتمنى أن يكون هنالك من يخبر الصادق المهدى بأن الديماقوقية لا تحل مشاكل السودان ، والكلام ما بودى بعيد ، وليس هنالك طائفية وديمقراطية متلازمات .
    التحية
    شـــوقى























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de