لا يعرف البشير أن نظامه انتهى.. تداعى.. الجوع العام دليل.. العطش العام دليل.. الانقطاع العام المستمر للكهرباء دليل.. انعدام الوقود لتسيير دولاب الأعمال كما ينبغي التسيير دليل.. و نذر فشل الموسم الزراعي دليل.. و الفساد المستشري في مفاصل دولة البشير أكبر دليل..
و البشير لا يعرف!
قبل سنوات، إنخرط البشير في نوبة بكاء هستيرية حين انبرت أصوات، عقب صلاة الجمعه بمسجد النور، أصوات تتحدث إليه عن الفساد و مدى تغلغل المفسدين في كل شرايين الدولة..
إدعى البشير عدم معرفته بما كان يحدث من فساد، و هو يبكي و يلقي باللائمة على مستشارين ظلوا يبعدونه عن واقع حال البلد.. و يزينون له صفاء ( المشروع الحضاري) لمستقبل الاسلام المنشود.. و أقسم، و هو يبكي، على اجتثاث شأفة الفساد و المفسدين..
ذلك منذ سنوات خلت!
و الشعب ( المكتول كمد) لا يزال في انتظار اجتثاث شأفة الفساد و المفسدين.. و الأزمات تحيط بالشعب من جميع أقطار السماوات و الأرض.. و الأسعار تضعف قدرته على الصمود كل يوم..
هل يعرف البشير أن الشعب ( مكتول كمد)، إنه لا يعرف، أو ربما لا يريد أن يعرف!
إستأجر طائرة فخيمة تسع حاشية كبيرة من بطانته و آل بيته و سافر إلى روسيا لقضاء أيام سعيدة في حضرة بوتين... و قضى أحلى ساعات العمر مع السيدة الثانية/ وداد يشاهدان المباراة النهائية لكأس العالم... كم بلغت تكلفة الرحلة ابتداء من استئجار طائرة بوينج من الخرطوم إلى موسكو و بالعكس.. و الاقامة.. و الهدايا ذات الصبغة البرجوازية.. و ( بوبار) مستجدات النعمة..
ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعية نسخة لتذكرة دخول السيدة/ وداد لاستاد المباراة.. قيمة التذكرة (١١٠٠ ) دولار أمريكي لا غير .. و البشير يعرف!
لكن البشير لا يعرف، أو لا يريد أن يعرف، أن ثمة باخرة كانت تحمل وقودا للسودان.. و ظلت تجوب مياه البحر الأحمر في انتظار دفع مبلغ ٧ مليون دولار لتفريغ حمولتها في الميناء.. و حكومة البشير تعجز عن دفع ملايين الدولارات السبعة.. و الخريف قد دخل على المزارعين.. و المزارعون في انتظار الجازولين لتحريك المعدات و الآليات الزراعية.. و موسم الزراعة يوشك أن يبلغ منتصفه.. و كل الارهاصات تنبئ عن فشل الموسم الزراعي هذا العام بسبب انعدام الوقود و تأخير وصول مدخلات الانتاج..
و البشير لا يعرف..!
إن مشكلة البشير أنه بلا هموم و لا يواجه أي مشكلة اقتصادية شخصية أو اجتماعية في السودان.. و قصره الجمهوري عامر بنعيم الدنيا.. و حوله مساعدون و مستشارون و قائمة مترهلة من الموظفين و الموظفات.. و الجميع يزينون له أن الشعب في نعيم.. يأكل ( الهوت دوغ) و الكافيار الروسي.. و يشرب من المياه المعبأة في قناني معقمة..
و ربما لذلك البشير لا يعرف.. أو ربما لا يريد أن يعرف!
كيف يعرف البشير، حق المعرفة، أن الشعب السوداني ( مكتول كمد).. و كل بطانته منعمة، تلمع وجناتها المتكورة و بطونها المنتفخة.. و جميع أهله و كل من يختلط البشير بهم يتمتعون بالمال السائب و الحياة المرفهة.. و لأشقائه مزايا تجعل الأموال تأتي إليهم منقادة من كبريات الشركات التي يشاركون فيها بإسم البشير فقط... و لا يدفعون شيئا لحيازة أسهم تلك الشركات سوى اسم البشير!
و البشير لا يعرف.. و ربما لا يريد أن يعرف!
لكنه، بالتأكيد، لا يعرف ما يكابده الشعب السوداني من أوجاع.. و لن يعرف أن الشعب ( مكتول كمد) ما لم يخرج الشعب من صمته و يتوجه إلى القصر الجمهوري يدق أبواب القصر من الجهات الأربع بعنف القادرين على ركوب الجن..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة