|
هل ستقتحم إسرائيل الضفة الغربية؟ د. فايز أبو شمالة
|
هل سيقتحم الجيش الإسرائيلي مدن الضفة الغربية؟ سؤال يوحي بأن مدن الضفة الغربية محررة، ولا يجرؤ جيش الاحتلال الإسرائيلية على اجتيازها، بينما الواقع يقول: إن آليات العدو الإسرائيلي وجنوده لم يتوقفوا عن اقتحام مدن الضفة الغربية منذ توقيع اتفاقية أوسلو، ويتم الاقتحام تحت سمع وبصر السيد محمود عباس، وبتنسيق مسبق مع أجهزته الأمنية. فهل ستقتحم إسرائيل مدن الضفة الغربية؟ إن مجرد طرح هذا السؤال الغبي فيه إيحاء بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تتحفز لصد أي هجوم إسرائيلي، وعليه فإن الذي يروج لمثل هذه الأكذوبة هو الذي يروج لأكذوبة أخرى تقول: إن نتانياهو قد افتعل حادث فقدان الجنود الصهاينة في الضفة الغربية؛ كي يربك الرئيس محمود عباس والأجهزة الأمنية!. ذلك التصريح الذي نقله مصدر في السلطة الفلسطينية عن صديقه الإسرائيلي، أضاف: إن هدف نتانياهو من فبركة خبر اختفاء المستوطنين هو إلقاء القبض على قادة حركتي حماس والجهاد، وترحيل جزء منهم الى غزة، وضرب البنية التحتية للحركتين في الضفة. ذلك التصريح يتناقض كلياً مع تصريح صادر عن مصدر أمني فلسطيني، اعترف فيه بإن جهاز الأمن الداخلي قد أرسل إلى منطقة الخليل أربعين ضابطا متخصصا في جمع المعلومات بغية المساهمة في مساعي العثور على المستوطنين المفقودين، وهذا التصريح قد أكده السيد محمود عباس نفسه، حين قال في جدة: المستوطنون المفقودون في الضفة بشر مثلنا، وعلينا البحث عنهم، وإعادتهم إلى عائلاتهم، ومن قام بهذا العمل يريد تدميرنا. لقد أحس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوجع أسبوع واحد لثلاثة أمهات يهوديات، ولم يستشعر رئيس الفلسطينيين بمعاناة خمسة آلاف أم فلسطينية لما تزل تنتظر ابنها من عشرات السنين، وبعض الأسرى عاد إلى أمه الفلسطينية في كفن. إن التخبط في تصريحات المسئولين في السلطة يرجع إلى الأسباب التالية: أولاً: إن الذي اختار المفاوضات طريقاً وحيداً قد تذرع بعدم القدرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، لذلك فإن تجرؤ بعض الفتية الفلسطينيين على الجيش الذي لا يقهر، وأسر بعض جنوده يشكل إهانة من الحجم الكبير لأدعياء فكرة المفاوضات فقط. ثانياً: أسر الجنود الإسرائيليين يؤكد وجود تنظيمات فلسطينية قادرة على المقاومة، وهذا أمر يربك السلطة الفلسطينية التي تحارب المقاومة، ويتناقض مع أسس وجودها. ثالثاً: نجاح عملية الأسر سيخلق حالة فلسطينية غير مسبوقة من الثقة بالنفس، والرغبة في مواصلة المقاومة، وهذا ما لا ينسجم مع الحرص الشديد على التهدئة التي تنشده السلطة. لما سبق، فإن نفي بعض المسئولين الفلسطينيين حصول عملية أسر للجنود الإسرائيليين، يمثل أقصى حالات الاستخفاف بالعقل الفلسطيني، بينما جاء تصريح السيد عباس القائل: إن من قام (بخطف) المستوطنين يريد أن يدمر السلطة، جاء هذا التصريح ليمثل قمة الاحتقار لمزاج الشعب الفلسطيني الذي أبدى تعاطفه الكامل مع العمل المقاوم، وتلاحم بصموده مع الرجال الذين رفعوا رأسه بين الأمم.
|
|
|
|
|
|