نبرة "وصلنا للعالمية" البلهاء مصعب المشرّف

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 06:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2013, 02:19 AM

مصعب المشـرّف
<aمصعب المشـرّف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نبرة "وصلنا للعالمية" البلهاء مصعب المشرّف

    نبرة "وصلنا للعالمية" البلهاء

    مصعب المشرّف:
    تسود هذه الفترة الكالحة من تاريخنا جملة ونبرة بلهاء مفادها "الوصول للعالمية" .... و "ووصلنا للعالمية" ..... ولا يدري المرء من أي المزابل خرجت عليها هذه الكذبة التي يبدو أن بعضنها أطلقها بأسلوب ورائحة شبيهة بتلك الرائحة التي يطلقها حيوان العِـرْسَـة " أبو العفين " من دُبره عندما يخاف ويسعى للتخلص من أعدائه ؛ أو عندما يرغب في إصطياد فرائسه الصغيرة......
    إذن أطلقها هؤلاء بنفس الرائحة وهربوا .. ثم عادوا فصدقوها بعد أن أصبح عدد كثير من أوسطنا ودراوسشنا وبلهائنا يرددها في الغدو والرواح ....
    ربما يطن البعض أن مجرد إطلاق قناة تلفزيونية فضائية تعني أن العالم أجمع يتفرج عليها ، وأننا بذلك قد وصلنا للعالمية.
    ولاننسى تلك الأيام الأولى التي شهدت تدشين قناة "الموسيقى السودانية" .. وكيف أن عدة مطربين وموسيقيين وشعراء كبار وصغار وقعوا في فخ أبو العفين ، وراحوا يرددون ويكررون بعفوية نبرة أننا قد وصلنا بهذه القناة الفضائية للعالمية .. ويا بلاش.
    لا أرغب في تناول مدى البهاتة والإفلاس الذي إنطلقت به هذه القناة ؛ كونها لم تتمكن حتى تاريخه سوى بث منتجات غنائية قديمة .. وحين فاضت بها ساعات البث راحت تعرض أفلام كرتون وأفلام عتيقة ، وغيرها مما لا علاقة به بالموسيقى والغناء السوداني خاصة .
    لا أدري ماذا يقصد البعض مِنّا بالعالمية ؟ .... وهل المسألة مرتبطة بخطوط وقواعد ومقاييس وشروط ومعطيات متعارف عليها عالمياً ، أم أنها محض أحلام زلوط ، وكلام مرسل ، أو مرض من ضمن أمراض تضخيم الذات ؟ .. أم هي دروشة وقلة تجربة وإحتكاك بالعالم الخارجي؟ ..... وعلى نسق مقولة الشيخ فرح ود تكتوك : (القـلـم ما بيزيــل بــلــم)؟
    وحتى تكون الصورة مقربة أكثر فإن بالإمكان مثلا القول بأن إنتاج "هوليود" السينمائي قد وصل للعالمية وفقاً للشروط والمقاييس المتعارف عليها .... وأن مايكل جاكسون قد وصل بأدائه الغنائي إلى العالمية ... وأن "بوب مارلي" كذلك .... وأن بوب مارلي مثلاً لم يتمكن من الوصول إلى العالمية إلا بعد أن تخطى لهجته المحلية ، وخضع للشروط والمقاييس العالمية المتعارف عليها رضينا أو أبينا .. وهي اللجوء إلى اللغة الإنجليزية ، وطرح ومناقشة قضايا عالمية ، وإستخدام آلات الإيقاع العالمية والسلم الموسيقي المتعارف عليه أيضا ومزج كل هذا مع إيقاع الريقي ...
    وكذلك وصل البعض الآخر للعالمية من مطربين ومخرجين وممثلين سينمائيين وكتاب سينما ومسرح .. إلخ بعد أن أخضعوا إنتاجهم للمقاييس العالمية المتعارف عليها في العالم وأهمها اللغة الإنجليزية .. بل رأينا ممثلين أمثال ألان ديلون وجان بول بلمندو الفرنسيان و سلفستر إستالون الإيطالي .. ولاعب الكاراتيه الصيني بروس لي .... وقائمة طويلة من آخرين ذكور وكذلك إناث أمثال برجيت باردو الفرنسية وصوفيا لورين الإيطالية وانجريد بيرجمان السودية على سبيل المثال لا الحصر لم يتمكنوا من الوصول للعالمية إلا بعد خضوعهم للمقاييس العالمية المتعارف عليها وأهمها الإطلالة من خلال هوليود والأداء باللغة الإنجليزية بوصفها اللغة التي تتسيد لغات العالم ... وقس على ذات المقياس كتاب قصص وروايات لم يصلوا بإنتاجهم المحلي للعالمية إلا بعد ترجمته للغة الإنجليزية وتقديمه للقاري داخل هذا القالب اللغوي خضوعا للشروط والمقاييس المشار إليها أعلاه.
    ولا يقتصر وصف (العالمية) على المنتجات الفنية بل يمتد ليشمل حتى عارضات الأزياء والمنتجات الصناعية والغذائية .. وأهم هذه المنتجات الغذائية نجد "الهوت دوغ" الذي لم يصل للعالمية إلا بعد أن خرج من ألمانيا إلى الولايات المتحدة أولاً ... وكذلك الهامبرغر . ثم والبيتزا التي لم تصبح وجبة عالمية إلا بعد أن خرجت من إيطاليا إلى الولايات والعديد من ماركات الشكولاتا العالمية التجارية وغير ذلك من منتجات أخرى شملت حتى الأزياء.
    ومن الضروري أن يلتفت البعض إلى أن من أهم شروط العالمية أن يتصف المنتج الفني مثلا بصفة الإستمرار بحيث يصبح القاعدة وليس الإستثناء . وأن يتسم كذلك بالشيوع والتداول بين كافة الشعوب والثقافات .. أما أن يخرج مطرب سوداني أو فرقة موسيقية للمشاركة في مهرجان ما مختص بفنون الشعوب وتراثها فنقول أننا وصلنا به إلى العالمية ؛ ففي هذا مبالغة وإحساس داخلي باليتم والوضاعة.
    حتى البعض البسطاء صدّعوا رأسنا بأن مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق قد أوصلنا للعالمية . وأصبحنا ننافس دبي وهونغ كونغ وشنغهاي وميلانو و كــان بقوة ..... وربما يظن البعض أن حضور تركيان من أصحاب محلات الشاورما في بورتسودان لحفل غنائي (بغرض الإطمئنان على أسياخها) في ما يسمى جزافاً بمهرجان السياحة والتسوق إياه دليل دامغ لوصولنا للعالمية ويجب تسجيله في موسوعة غينيس للأرقام القياسية .
    هل نحن بسطاء وبلهاء ودراويش إلى هذا الحد ؟
    أم هل هو منتج من منتجات من تسلقوا المناصب بليل دون كفاءة . ودون مواهب سوى موهبة النفاق والقدرة على التلـوّن كالحرباء ؟
    غريب أن يكون هذا حالنا في الوقت الذي نعتبر فيه من الدول الأفريقية والعربية المعدودة في مجال إنتشار التعليم الأكاديمي ... وكانت الثورة المهدية من أهم وأبرز حركات التحرر والتنوير التي سادت السودان في وقت كانت فيه أفريقيا والغالبية العظمى الكاسحة من العالم العربي والآسيوي تعاني الأمية وتقبع راضيـة في ظلمات الجهل وعدم الوعي الوطني.
    هل نحن دراويش وبلهاء حقاً أم أنه توجه من الدولة للتعمية والتغطية على جملة من الكوارث الداخلية والفشل في مجال العلاقات الخارجية .. بل وما بتنا نتصف به من قدرة فائقة على "صناعة الفشـل" ؟
    وفي هذا الإطار ؛ فإنها إن كانت سياسة دولة ؛ فقطعا لا يستوعب ولا يدرك الجهاز الدعائي الرسمي للدولة الذي يتولى تسويق هذه "النبرة الإنصرافية" المليودرامية ... قطعاً لا يدرك أن معدلات الوعي لدى المواطن السوداني قد إرتفعت .. وأن نسبة الأمية قد إنخفضت خلال السنوات التي أعقبت الإستقلال وحتى تاريخه .. ربما لا تكون المخرجات بذلك القدر من النوعية المرتجاة .. ولكن برغم ذلك فهناك نسبة عالية من الوعي والإدراك قد تشكلت جراء عدة أسباب أهمها إنتشار التعليم جغرافياً ، والإغتراب وشيوع المعرفة والقنوات الفضائية العربية ، وعبور ثورة المعلوماتية كل الحدود المغلقة رغم أنف جميع من لا يرغب ...
    ومن ثم فقد كان ينبغي أخذ هذه المعطيات في الإعتبار عند التخطيط الرسمي في مجال الدعاية وغسل الأدمغة وإطلاق أكاذيب كبرى ينصرف بها الشعب إلى فراشه وهو راض إلى حد ما عن حالة ومتوهم لإنجازات تتطابق مع قناعات "قميص فرعون".
    ربما نكون قد وصلنا للعالمية من واقع أمثلة عديدة من منتجات صناعة للفشل لعل أبرزها أننا قد أحرزنا المركز الرابع في قائمة الدول الأكثر فسـاداً حول العالم ...... فساد وصل إلى درجة أكل أموال الزكاة بدم بارد يندى له جبين أبو جهل وأبو لهب وإمرأته حمالة الحطب ....... ثم وأننا أكثر الدول العربية تعرضاً للمجاعات والإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) .... والقائمة تطول وتتنوع من كل صنف ولون.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de