|
موسى هلال والأجندة الوطنية بقلم الطيب مصطفى
|
11:12 AM Jun, 02 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
وأخيراً ها هو موسى هلال يعود إلى الخرطوم بعد أن يئس الكثيرون من عودته وبعد أن أعد البعض العدة لمواجهته في ميادين القتال.. عاد موسى هلال ولم يخذلنا والحمد لله فقد راهنّا على ذلك منذ أن غادر إلى مضارب قبيلته معتبرين ذلك مغاضبة ظرفية لن تُخرِج الرجل عن ثوابته الوطنية التي تواثقنا عليها ذات يوم، فموسى هلال لن يكون كالرويبضة عرمان كما لن يكون كعبد الواحد محمد نور أو مالك عقار والحلو وبقية شياطين الإنس الذين ابتلُي بهم السودان والذين ولغوا في دماء شعبه ولم يرتووا ولن يرتووا قبل أن يدخل الجمل في سم الخياط. زرته بعد عودته ووجدته ذات الرجل بذات المفاهيم مع بعض الآراء القابلة للأخذ والرد وبذات الحرص الشديد على أن نعبر جميعاً بهذا الوطن إلى بر الأمان بعيداً عن الاحتراب الذي تطاول أمده وأهلك الحرث والنسل وعطّل مسيرة البلاد. تحدثنا خلال اللقاء عن مخرجات (أم جرس) ثم لقائه ببروف غندور الذي قال عنه كلاماً طيباً معتبراً أن اجتماعه به هو الذي مهّد لعودته الحالية للمشاركة في تنصيب الرئيس والتباحث حول بقية القضايا السياسية والاجتماعية بما فيها الدور الذي يمكن أن يقوم به في سبيل إبرام المصالحات القبلية خاصة بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا اللتين يحظى بقبول كبير لدى زعمائهما. الشيخ موسى هلال من خلال طرحه لقضية دارفور أشعرني بإلمامه العميق بالمشكلة وبالمعالجات التي يمكن أن تنهيها خاصة المشاحنات القبلية ثم التفلتات من قاطعي الطرق ومعتادي النهب المسلح، كما تحدّث عن الحركات المتمردة حديث العارف بخباياها وبكيفية مواجهتها. كان الشيخ موسى أيام اشتداد الصراع بينه وبين القيادات السياسية في دارفور عُرضة لحملات مكثفة لاستقطابه وقد تلقى الكثير من الاتصالات من الجبهة الثورية ومن بعض الزعماء السياسيين المعارضين ولولا قوة التزامه بالثوابت الوطنية التي ظل يتمترس خلفها في مواجهة تلك الإغراءات لكان ذلك كفيلاً بجرفه نحو تلك الخيارات الخطيرة التي كانت ستزيد من لهيب أزمة دارفور ومن معاناة السودان. لعل في ذلك درساً يتعيَّن علينا أن نتعلمه ونعمل به حتى نتجنب كثيراً من المشكلات التي يتسبب فيها خطأ صغير لا نحسب له حساباً يفتح علينا أبواب جهنم. يُحمد للحكومة أنها كذلك صبرت كثيراً أيام مغاضبة الشيخ موسى هلال، فبالرغم من أنها لم تتفاعل بالصورة المناسبة وفي الوقت المناسب مع مطلوبات الرجل إلا أنها كذلك لم تعمد مثلاً إلى إعمال لوائح البرلمان وأبقت عليه عضواً ولم تتعامل معه بالقسوة التي تعاملت بها مع رئيس هيئتها البرلمانية د. غازي صلاح الدين، ولكن أكان يعجزها أن تبتعث بروف غندور قبل عام من مقابلته الأخيرة للشيخ موسى هلال ثم أما كان من الممكن لولا أن الرجل تحلّى بكثير من الوطنية أن ينزلق لمستنقع التمردات التي كانت فاتحة ذراعيها لاحتضانه؟. للأسف فإننا نفقد الكثير من فرص التعافي الوطني جراء عدم التحرك في الوقت المناسب ويحضرني مثلاً إضاعة فرصة خريطة الطريق التي كان من الممكن أن تُحدِث تحولاً تاريخياً في مسيرة الوطن. الآن وقد انتهت الانتخابات وبدأنا مرحلة سياسية جديدة أهم أجندتها استئناف الحوار الوطني الذي تعثّر كثيراً أرجو أن يكون أهم درس تعلّمناه من عثراتنا الماضية أن نُمسك بخطام المستقبل حتى نحركه باتجاه التعافي الوطني من خلال الاستجابة لمطلوبات الحوار الذي لا خيار سواه من أجل السير ببلادنا نحو مستقبل يسوده السلام والحكم الراشد القائم على الممارسة الديمقراطية السليمة.
assayha.net/play.php?catsmktba=5158
أحدث المقالات
- تحقق مما إذا كنت سوداني الجنسية حقا؟ بقلم Tarig Anter 06-02-15, 04:42 AM, Tarig Anter
- طهران تتأرجح بين إحتمالات أحلاها مر بقلم منى سالم الجبوري 06-02-15, 04:41 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- رحمة الله على سايكس بيكو بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-02-15, 04:38 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- لماذا لم يأت إلى غزة مع نظيره الألماني؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 06-02-15, 04:37 AM, فايز أبو شمالة
- 16 / 6 يوم الغضب الفلسطيني بقلم سري القدوة 06-02-15, 04:37 AM, سري القدوة
- الصحفي الرياضي فاقد الهوية والمهنية وبلا شخصية بقلم عبد المنعم هلال 06-02-15, 03:57 AM, عبد المنعم هلال
- لوحة معبرة للتفاعل الحضاري الإيجابي بقلم نورالدين مدني 06-02-15, 03:55 AM, نور الدين مدني
- اعادة اكتشاف الإنسان في الفكر الحديث (3) بقلم عماد البليك 06-02-15, 03:54 AM, عماد البليك
- يوميات نيفاشا وصكوك البراءة السياسية لعلي عثمان وفريق التفاوض بقلم خالد موسي دفع الله 06-02-15, 03:51 AM, خالد موسي دفع الله
- خالد موسى وصكوك الإدانة السياسية الكاملة لعلي عثمان وفريق نيفاشا بقلم صديق محمد عثمان 06-02-15, 03:49 AM, صديق محمد عثمان-لندن
|
|
|
|
|
|