*فى سلطنة دارفور حكى التاريخ أن أحد السلاطين كان جباراً فخسر جماعات أهل الحل والعقد من حوله ، وهم أهم منظومة من منظومات العلاقة فيمابين الشعب والحكومة ،فاختلق السلطان أسباباً لمحاربة سلطنة وداي وإلهاؤهم بالحرب ، فاتفق أهل الحل والعقد أن يتخلصوا منه ، فزحفوا نحو سلطنة وداي ، وعندما رأوا جيش سلطنة وداي قادماً إنسحبوا وتركوا سلطانهم للعدو وعادوا الى سلطنتهم بدون السلطان الجائر وسموا سلطاناً آخر بدلاً عنه .تذكرنا هذه الحكاية ونحن نقرأ: (أصدر رئيس الجمهورية مرسوما جمهوريا بإعلان حالة الطوارئ وحل المجلس التشريعي لولاية الجزيرة؛ وذلك في محاولة لإنهاء الصراع بين المجلس ووالي الولاية محمد طاهر ايلا. وقبل يومين كشف محمد طاهر ايلا ؛ رئيس حزب المؤتمر الوطني بالولاية؛ عن صدور توجيه من قيادة الحزب بالمركز بوقف الاجراءات التي قضت بفصل 19 من قادة الحزب؛ اضافة الى وقف التصعيد من الجانبين وتأجيل جلسات تشريعي الولاية؛ لحين صدور قرارات اخرى. )
*واليوم بعد أن صدر قرار رئيس الجمهورية بحل المجلس التشريعي ، نرى أن القرار قد حل المجلس المنتخب وأبقى على الوالي المعين ، وهذه المفارقة تجعل التحول الديمقراطي فى هذا البلد أمراً بعيد المنال ، والنظرة الثانية للامر تشير الى السؤال الكبير من يحكم ولاية الجزيرة ؟ هل هو محمد طاهر أيلا أم الحاكم العسكري لولاية الجزيرة ؟وفق قانون الطوارئ ؟! فقد سكت القرار رغم اعلانه عن مدى وتسمية حدود الطوارئ ؟والقرار يضع تجربة الحكم الاتحادي كلها فى المحك تحت موضوع فصل السلطات ، وقد أكد فى ذات الوقت على عمق الازمة التى يعيشها المؤتمر الوطنى ، مما دعا الرئيس لإستخدام صلاحيات الدولة بأعلان حالة الطوارئ، وقد تشير الى إطلاق يد الولاة فى السلطة مما يجعل هنالك فراغاً دستورياً وسياسياً.
*واضح أن المؤتمر الوطني فى لحمته تحول الى مجموعات مصالح ضيقة لا تتجاوز نظرتها حدود المكاسب الذاتية فى اللحظة والتو ، فالازمة تحولت من خلافات داخل ولاية الى أزمة تنظيم يحكم كل الولايات ، مما يهدد الوحدة الوطنية ، ويشيع مفردة مرفوضة من أدب الاختلاف ، على أية حال اعلان الطوارئ عمّق الازمة ان لم تصاحبه أجراءات تحفظ التوازن بين شعب الجزيرة ونظام المؤتمر الوطنى الذى من المفروض ان يكون خاضع لنصوص الدستور وقانون الحكم الاتحادي وقانون الانتخابات، ولو كان الوطنى حزبا حقيقيا لأجبر اعضاؤه لإستقالات جماعية والدعوة لانتخابات جديدة بدلا عن تدخل مؤسسة الرئاسة، يارب لطفك ، وايضاً نسأل من يحكم الجزيرة : أيلا أم الطوارئ؟! وسلام يااااااااوطن..
سلام يا اللواء الهادي بشرى عضو مجلس الولايات فى تقريره الذي قدمه للمجلس عن مراقبته للانتخابات الكينية، وصفها بانها كانت نزيهة، الغريب انها نفس الانتخابات التي الغتها المحكمة العليا الكينية،ترى اين ذهب اللواء الهادي ؟وعن اية انتخابات يتحدث؟!وسلام يا الجريدة الاربعاء ٨/١١/٢٠١٧
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حيدر احمد خيرالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست