|
ملامح من تكوينات وصراعات القوي السياسية السودانية ( الثامنة و ا بقلم صلاح الباشا
|
· في ذات العام 1966م اكمل رئيس حزب الامة السيد الصادق المهدي الثلاثين من عمره وهو الحد الادني للترشيح للبرلمان ، وبالتالي فقد قرر الحزب إخلاء دائرة بالاقاليم له باستقالة نائب من حزبه فترشح فيها وفاز بالتزكية ودخل البرلمان ... ومن هنا بدا الخلاف الكبير في هذا الحزب العريق حين اصر الصادق بطرح صوت ثقة في حكومة المحجوب ليطرح نفسه كرئيس للوزراء باعتباره رئيسا للحزب علي نمط ديمقراطية (ويستمنستر ) الإنجليزية وقد نجح في ذلك برغم رفض الامام الهادي وتمسكه بالمحجوب لخبرته وحنكته ، ما أدي لإنقسام الحزب لأول مرة في تاريخه الي ( جناح الصادق وجناح الامام الهادي ) واسقطت حكومة المحجوب وترشح الصادق للوزارة وفاز بها متحالفا بتشكيلها مع الوطني الاتحادي الذي وقف محايدا في صراح الجناحين بالبرلمان.
· وبعد اقل من سنة تعمق الخلاف بين الشريف الحسين الهندي الذي رفض الصادق منحه وزارة المالية التي كان يشغلها من قبل واستقدم لها حمزة ميرغني حمزة من الامم المتحدة بنيويورك ، وشغل الهندي وزارة الحكومات المحلية ولكن تم طرح صوت ثقة في حكومة الصادق فسقطت، وعاد المحجوب رئيسا للوزراء والشريف الحسين للمالية تارة اخري في الائتلاف بين جناح الامام الهادي المهدي وحزب الازهري.
· وفي العام 1967م توحد حزبا الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي وشكلا ما يسمي بالحزب الاتحادي الديمقراطي في وجود السيد علي الميرغني واصبح السيد محمد عثمان الميرغني راعيا للحزب والسيد الازهري رئيسا والشيخ علي عبدالرحمن نائبا له والدكتور احمد السيد حمد الامين العام .
· بعدها احس حزب الامة بجناحيه بالخطر المحدق بحزبهم المنقسم بعد توحد الاتحاديين في الحزب الجديد وبذلت قيادات كبيرة في حزب الامة جهودا لاعادة اللحمة للحزب ونجحوا في ذلك وتوحد حزب الامة في بداية العام 1969.
· وفجأة يفاجأ الشعب السوداني بموسيقي ومارشات عسكرية بإذاعة هنا ام درمان في الصباح الباكر ليوم 25 مايو 1969م ، ليأتي بعدها صوت العقيد الركن جعفر محمد النميري معلنا إستلام الجيش للسلطة ، ومن هنا كانت بداية النهاية لعهد التسامح السياسي بالبلاد ودخول السودان في نفق مظلم جديد طال أمده .
· ونتوقف هنا ، لنعاود كتابة الملامح عن عهد الرئيس جعفر نميري في زمان قادم إنشاء الله ،،،،
|
|
|
|
|
|