|
ملامح تاريخية من تكوينات وصراعات القوي السياسية السودانية ( 6 ) بقلم صلاح الباشا
|
كما قلنا من قبل فقد ارتفعت وتيرة الصراعات بين احزاب الحكومة واحزاب المعارضة وهم الشيوعيين والاسلاميين والاثار المدوية في ذلك الزمان من منتصف الستينات من القرن الماضي.. فقد بدا الالتهاب بحادثة حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه الثمانية من الجمعية التاسيسية (البرلمان) وقد كان سبب ذلك هي جزئية صغيرة من الكيد السياسي الذي كانت سيوله منهمرة ( كسيل العرم ) عقب انتفاضة اكتوبر وبلا ادني سبب بستوجب صراعا عنيفا كالذي جري في ذلك الزمان بنهاية العام 1965م اي بعد مرور ست شهور فقط علي انتخابات الديمقراطية الثانية . * كانت قوي الانتفاضة الطلابية بمعهد المعلمين العالي وهو كلية التربية حاليا قد عقدت ندوة سياسية للطلاب حيث تحدث فيها طالب يدعي ( شوقي حسين ) وتعرض في سياق حديثه عن واقعة الجمل المعروفة في اواخر عهد الخلافة الاسلامية بطريقة اهاجت طلاب الاتجاه الاسلامي وقد وصل الخبر للقيادي الاسلامي علي عبدالله يعقوب حيث كانت حرمه الاستاذة حكمات سيد احمد طالبة في ذات المعهد . * وقد اشعل علي يعفوب فتيل الصراع بتوليه حملة تظاهرات في اليوم التالي بتحريضه لطلاب المعهد العلمي الثانوي بامدرمان ضد الحزب الشيوعي كله .. وتمددت التظاهرات واتفقت القوي السياسية الكبيرة في البرلمان بالتصويت علي حل الحزب وطرد نوابه من البرلمان.. ومن جانب اخر تشكلت ما سميت وقتذاك بهيئة الدفاع عن الديمقراطية مستنكرة قرار طرد النواب الشيوعيين من البرلمان وحل حزبهم وقد كان يقود التظاهرات حزب الشعب الديمقراطي وجماهير الختمية والقوميين العرب فضلا عن جماهير الحزب الشيوعي. * وقد لجا الحزب الشيوعي الي المحكمة الدستورية حيث حكمت المحكمة برئاسة القاضي صلاح حسن ببطلان قرار حل الحزب الشيوعي وبطلان طرد نوابه .. الا ان مجلس السيادة الذي رفع له القرار قد رفض قرار القضاء .. وهنا فقد تقدم مولانا بابكر عوض الله رئيس القضاء باستقالته من منصبه احتجاجا علي عدم قبول كلمة القضاء التي يجب ان تكون نافذة. * ومن هنا احتدم الصراع وبدات مهددات ذهاب الديمقراطية الوليدة بعد نجاح ثورة اكتوبر الشعبية ... ماقاد الي زوال التجربة الديمقراطية بعد حين .. خاصة وان صراع ضخم ومدوي اخر قد ضرب احد الاحزاب الكببرة في مقتل .. ونواصل .
|
|
|
|
|
|