|
مفتاح النجاح ..!! بقلم الطاهر ساتي
|
06:12 AM Jun, 10 2015 سودانيز اون لاين الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
:: مطلع يناير الفائت، وأهل الولاية هناك يحتفلون بمهرجانهم السياحي و الثقافي وبعض المشاريع، تأكدت بأن الخرطوم - و ليست الجزيرة - على موعد مع الوالي طاهر ايلا..فكتبت ما يلي بالنص ..( ليس مشروع مياه النيل فقط، بل من يخلف طاهر إيلا أيضاً يشغل أذهان الأهل بالبحر الأحمر..وكل من يتأمل هتاف الجماهير في فعاليات المهرجان، أومن يحدق في لوحات الشوارع ولافتات المناشط، أو من يتعمق في مجالس المدائن والأرياف ويستمع للناس، يكتشف هذا التوجس..لا يتوجسون على ذهاب طاهر إيلا، ولكنهم يتوجسون على انهيار روح الأمل التي تسري في كل مناحي الحياة بالبحر الأحمر)..إنتهى..!! :: ثم جرت المياه تحت جسر المكتب القيادي للحزب الحاكم بحيث يُغادر وزير الدفاع موقعه والياً لولاية الخرطوم، وطاهر ايلا إلى ولاية الجزيرة والياً..وأهل الجزيرة سعداء بهذا الإختيار، و( ليهم الحق)..ولكن الحقيقة الموازية للسعادة هي أن الوالي طاهر ايلا لا يحمل لمواطن الجزيرة ذهب المعز ولا مال قارون ولا عصى موسى..ولم ينجح في البحر الأحمر إلا بمجتمع البحر الأحمر.. نعم نجح بالمجتمع، وليس بالحزب والوزارات و الخدمة المدنية..كان لطاهر ايلا تأثير على مجتمع البحر الأحمر، وبالتأثير نجح في تشكيل أضلاع مثلث النجاح (المجتمع الإيجابي، القطاع الخاص، السلطة وقوانينها)..ولو غاب أو غيًب أهم أضلاع هذا المثلث، وهو المجتمع الإيجابي، لما نجح طاهر ايلا.. !! :: بوعي وعزيمة المجتمع، نجح في تأسيس أعظم مشروع في البلاد وليس في البحر الأحمر وحدها..مشروع الغذاء مقابل التعليم، يستهدف سنويا أكثر من ( 8000 تلميذ)، وبه تم تقزيم نسبة التسرب في مدارس الريف إلى ما تقارب (الصفر)..ومع ذلك، أي رغم كثافة التلاميذ بالمدارس، بوعي وعزيمة المجتمع نجح في أن تكون البحر الأحمر الوحيدة التي فيها نسبة الإجلاس والكتاب بالمدارس (100%)..ولأول مرة في تاريخها، تساوت أعداد الطالبات مع أعداد الطلاب في ( إمتحان الشهادة)..علما أنها كانت من الولايات التي ثقافة مجتمعها ترفض أوتتحفظ على تعليم البنات..!! :: وبعزيمة مجتمع البحر الأحمر، فأن رحلة البحث عن معلومة ذات صلة باليتامى والمعاقين أو بالمدارس والمشافي ليست بالضرورة أن تقود خطى الباحث إلى (وزارة)، بل قد تقود الخطى إلى بيت (مواطن عادي)، باعتباره رئيس لجنة كفالة اليتامى أو تأهيل المعاقين أو التعليم أو الصحة، وقد يكون الوزير المختص رئيسا لهذه اللجنة أو عضواً يرأسه هذا (المواطن العادي)..هكذا قمة الوعي المجتمعي التي كانت ( سر النجاح).. ولم يحقق ايلا هذا النجاح إلا بوعي وعزيمة مجتمع أفراده تسابقوا إلى ( صناعة النجاح).. وكما كان مجتمع البحر الأحمر مفتاح ( نجاح ايلا )، فان مجتمع الجزيرة أيضاً سوف يكون مفتاح ( النجاح أو الفشل)..!! :: و بوعي المجتمع، حكومة ايلا لم تكن تشارك في مهرجانات السياحة والثقافة إلا بجهد التخطيط والإشراف، فالتكاليف تقدر بالمليارات، ولكن يدفعها القطاع الخاص - طوعاً وإختيارا- لصالح فنادق ومطاعم ومتاجر وركشات أفراد المجتمع..وهناك لجان المجتمع..لجان التعليم والصحة والرعاية الإجتماعية والتشجير وكهرباء الشوارع وغيرها من المشاريع والخدمات، سواسية في عضويتها التنفيذية والرقابية أضلاع ( المواطن/ رجل الأعمال/ الوزير)..هكذا نهج طاهر ايلا في إدرة الشأن العام حسب تجربة البحر الأحمر..وعليه، فالكرة في ملعب أهل الجزيرة.. نعم، فالمجتمع بالمدائن والأرياف صار شريكاً أصيلاً في التنمية والتعمير..ونأمل أن ينجح هذا الضلع الإستراتيجي لأي مثلث نجاح..!
أحدث المقالات
- إعلان 9 يونيو 1969: بصمة الرفيق جو بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-10-15, 03:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
- كيف دمر النوبييون حضارتهم و دمروا السودان بقلم Tarig Anter 06-10-15, 03:37 AM, Tarig Anter
- حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة بقلم ألون بن مئير 06-10-15, 03:35 AM, ألون بن مئير
- الى الأمام بقلم عمر الشريف 06-10-15, 03:33 AM, عمر الشريف
- أبطال في زمن العبيد بقلم ماهر إبراهيم جعوان 06-10-15, 03:10 AM, ماهر إبراهيم جعوان
|
|
|
|
|
|