|
مع الانقاذ ضاعت الرجالة والشجاعة/شوقي بدرى
|
اشتهر السودانيون بالشجاعة . والكرم والنجدة من مكملات الشجاعة . ولكن قضت الانقاذ علي هذه الصفات . والدليل . ان البشير رهن مصير كل الشعب السوداني بسبب جبنه وخوفه من القضائية . وهرب من المؤتمر الافريقي الاخير ذي حرامي الجداد .
ها هو الرئيس الكيني اوهورو كنياتا يذهب الي لاهاي وسط رقص اهله الكيكيوي وطبولهم . وهو لا يزال في مقتبل العمر وعنده من النفوذ والثروة والمكانة الاجتماعية ما لم يتوفر للآخرين . وعنده الذرية التي من الصعب تركها . ولقد قال انه لايريد ان يعرض شرف بلادة للاهانة .
لقد رقص البشير علي اغاني الحماسة . واطلقت علية الالقاب مثل الاسد النتر واسد العرب ، وبدون استشارة العرب والحصول علي شهادة بحث . وها هو يختبي خلف شعبة . ويتمسك به وزرائه وجنرالاته جبنا وخوفا . لانهم يخافون من المحاسبة . فاذا ذهب السفاح المقر بذنبه فسيجدون الانتقام . انهم مجموعة من الجبناء .
ان السودان محارب اقتصاديا وسياسيا من اغلب دول العالم . ذهاب البشير يعطي فرصة لالغاء ديون السودان ونحن الآن ندفع ما يقارب ثلت دخلنا علي الفائدة ومصروفات اخري مرتبطة بالمقاطعة . اليس من الجبن ان يحرم فرد شعبة من العلاج والطعام والكساء والتعليم وهو في خريف العمر بسبب جبنه وخوفه . ويأتي من يتشدق ويصف البشير بالبطل والفارس المغوار .
عندما اعتدي المفتش الانجليزي علي شقيقة البطل النويراوي جركويك اخرج جركويك رمحه من ظهرالانجليزي مخترقا صدره وحارب كل النوير بشجاعة وهزموا الجنود . فاستعان البريطانيون بالطائرات وقتلوا الابقار . فذهب جركويك وعبر السوباط وسلم نفسه في ملكال لكي ينقذ الابقار . وعندما حكموا عليه بالاعدام تقبل الحكم بكل ثبات . وامنيته الاخيرة عندما سالوه ، انه كان يتمني لو كان عنده ابن لكي يحارب الانجليز ويخرجهم من بلاد النوير . جركويك الذي كان في العشرين ضحي من اجل الابقاروالبشير ]اخذ كل الشعب السوداني كرهائن .
لقد قال البشير انه لا يريد جريحا او اسيرا . امام الكاميرات . وقال ان كل المقتولين في دارفور هم 12 الف فقط . وقال انهم قتلوا الناس في دارفور لاسباب واهية او بدون سبب . هل يخاف البطل السوداني واخو البنات والاسد من الجنائية اكثر من خوفة من رب العالمين ؟؟
في كتاب ظلال علي الرمال علي ما اذكر ان بدويا اتي الي المفتش البريطاني وهو يحمل خطابا . والخطاب كان يطلب شنق حامله لانه ادين في حادث قتل . وكان حامل الخطاب يعلم بمحتوي الخطاب . ولعدم توفر مشنقة في بلدته فلقد ارسلوه بدون حراسة للمركز . واعجب البريطاني بشجاعة الرجل واستانف الحكم وتغير الحكم الي السجن . هكذا كان السوداني قديما . وفي كتاب حكاوي كنتربري السودانية يشيد البريطانيون بشجاعة السودانيين .
عندما حضر الدكتور محمد محجوب عثمان الي السويد وتقدم بطلب للجوء السياسي . ساله المحقق ، هل سيذهب الي السودان اذا رفضوا طلبه ؟؟ كان رده نعم سارجع . وعندما لمته . كان رده . ,, يعني اقول ليهم خايف ؟ برجع ولو شنقوني ,, ومحمد طيب الله ثراه قد حكم علية بالاعدام وهو في الثانية والعشرين من عمره مع عبد البديع وعلي حامد والاخرين . وتغير الحكم الي المؤبد بسبب صغر سنه .
وعندما اخذت قضيته الي صديقي المحامي بيرتل لياندر ، شرح بيرتل للسلطات العقلية السودانية , وبيرتل كان يلومني كل الوقت الذي كان يدافع عني في مواجهات بتهمة التهجم واسائه رجال الشرطة . وكان يقول لي ان الاجانب يخافون من الشرطة السويدية وينهارون مع اول مواجهة وبدون سبب . ويعزون السبب لتجاربهم مع الشرطة في بلادهم . وانا اشتم رجال الشرطة واتحداهم واحتد في كلامي معهم . وكنت اقول له اننا في السودان لانخاف من الشرطة ، الجيش او الجان .
وعندما ذهب المحامي بيرتل معي الي السودان كنا في طريقنا لزيارة كنانة . وتوقفنا علي طلبه في كوبري كوستي . وقام بيرتل بتصوير النيل واعشاب النيل التي كانت تغطي الماء بازهارها الجميلة . فهجم علينا رجال الامن والجيش . وقالوا ان الخواجة قد صور الكوبري . وكان برفقتنا ابن العمة التجاني محمد التجاني من اهل رفاعة . وهو جعلي وله لسان امه الرباطابية . وكان يسخر منهم . ويقول للشاويش ,, الكوبري ده سر حربي ؟ والكوبري ده بنيتو انت ، ما بنوه خواجات ذي الواقف قدامك ده وصوروه في كتلوجاتهم . وفي حاجة اسمها اللاقمار الصناعية . شنبك المبرم ده شايفنه دلوكت . والخواجة ده هيليكوبتر ولا بطير ؟ كيف يصور الكبري وهو واقف في الكوبري . الخواجة ده صور القش والبحر من الكوبري .انتو ما بتفهمو ؟؟ ,, وكان يمسك علي ساعدي الجواجة ويرفعهم عندما يتكلم عن الطيران . ولم يكن مهتما بالاسلحة المصوبه نحونا . ويشير مستخفا بشنب الشاويش . ويشير علي راسه عندما يتكلم عن فهمهم . وعندما ارادوا اخذنا الي القاعدة العسكرية . كان التجاني اكثر المتحمسين للذهاب الي القاعدة . وكان يقول لهم ,, يلا ... يلا ,, وكنت انا اترجم للخواجة المزعور . وعندما وصلنا القاعدة علي 15 كيلو متر انتهت المشكلة . لان العميد عرف التجاني .
وكان المحامي الذي تكلمت له عن ديمقراطيتنا وعشائريتنا وترابطنا يريد ان يقدم تقرير الي لجنة البرلمان السويدي عن الحالة في السودان لتأكيد وجود حرية كاملة وديمقراطية واستقرار يسمح بالاستثمار . يقول لي انه قد فهم بعض من جوانب الشخصيةالسودانية . كان هذا في ديسمبر في بداية الديمقراطيه الثالثة .
وعندما كتب بيرتل استئنافا لقرار رفض طلب لجوء محمد اشار الي هذا الجانب من الشخصية السودانية . واشار الي ذهابه للسودان والمامه بالوضع الاجتماعي والسياسي . وبعد اربعين شهرا من الانتظار اتي قرار باعطاء محمد حق اللجوء السياسي والحق في ان تلحق به زوجته . وشمل جزء من القرار تقريعا لا زعا للجنة التي رفضت الطلب الاول . لانهم لم يفهموا خلفية مقدم الطلب . وكانت جريدة الشرق الاوسط قد نشرت قبل حضور محمد الي السويد قرار طرده من الحزب الشيوعي ، مما يؤكد انه شخصية عالمية معروفة . وقد سجن في اغلب سجون السودان من الدمازين الي شالا وكسلا وكوبر .
وبينما كنت جالسا مع بيرتل لياندر في حوش منزلنا في امدرمان اتي الاخ الحبيب طيب الله ثراه نصر فتحي عاذر . وكان مخمورا في العصر . وبدأ الرعب في وجه بيرتل وسالني عن الشريعة التي سمع عنها . وافهمه نصر بأن الشرطة هي التي احضرته بسيارتهم . وكان قد جلد قبلها بسبب السكر . فسكر خصيصا وذهب بنفسة الي الشرطة في الاوسط . وقال لهم بانه مستعد للجلد والجلد لن يخيفه , وانه مسيحي دينه يسمح له بالشرب . فاحضروه الي منزلهم الذي يلاصق منزلنا وطلبوا من الخالة جورجيت ان تمسكه ، لانهم لا يريدون مشاكل مع نصر .
قبل الانقاذ كان اول ما يتبادر الي مخيلة الناس عند الكلام عن السوداني هو عدم تفريطه في كرامته وشجاعته التي ترقي الي مستوي التهور . والآن يختبئ البشير من بنسودة خلف الشعب السوداني .
|
|
|
|
|
|