مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 05:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2017, 11:00 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر

    10:00 AM September, 03 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالله الشقليني-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مصطفي سعيد ،وقصة العمل الأهلي / وجه آخر


    لم نكُن لنتجرأ على الدخول بلا استئذان ، في سيرة بطل الرواية " مصطفى سعيد "، لولا أننا نكاد نجزم أن الرواية بالذات ، هي لازمة من لوازم حياة المُتعلمين في السودان. معظمهم قرأها . بها تدرّبت عند مُطالعتها عيونهم على قراءة القص . نمتْ حواسّهم الأخرى على حساب قراءة تلك الأيقونة الروائية المتضخمة مع الزمن .
    كثير منا ربما يسأل : " أنحن في حاجة لفض سيرة بطلٍ، في رواية كُتبت في مطلع ستينات القرن الماضي " ؟.
    نعم نحن الآن ومنذ ماضينا البعيد ،نبحث عن أساس لعمل أهلي مُشترك ، يذرع بذرة اشتراكية في مجتمع ما بعد الاستعمار ، أسهمت التنظيمات الحزبية بسهم متواضع في مسألة النُهوض والتطور . تلك البذرة التي تهتم بالعمل الجماعي الأهلي و الإنساني ، التي أراد دفنها من يُريد مع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ، فكادت أن تكون من قضايا الماضي ! .و ليس الأمر كذلك كما أعتقد ، بل وليس وحده النظام الرأسمالي هو مُبتدِع محاولة التقليل من جفوَّته وغلظته، بتوفير حرية ممارسة منظمات العمل الأهلي لنشاطها ، رغم أنها تضخمت أكبر مما كان يتصور الرأسمال العالمي وديمقراطيته .

    (1)

    قال الراوي في صفحتي (105 – 106 ) من رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " للكاتب الروائي " الطيب صالح " :
    وسألت "محجوب" عن "مصطفى سعيد "، فقال :

    { رحمه الله . كان يحترمني وكنت أحترمه . لم تكُن الصلة بيننا وثيقة أول الأمر . ولكن عملنا معاً في لجنة المشروع قرّب بيننا . موته كان خسارة لا تُعوض . هل تعلم ، لقد ساعدنا مساعدة قيّمة في تنظيم المشروع . كان يتولى الحسابات . خبرته في التجارة افادتنا كثيراً. وهو الذي أشار علينا باستغلال أرباح المشروع في إقامة طاحونة الدقيق . لقد وفّرت علينا أتعابَ كثيرة ، وأصبح الناس اليوم يجيئونها من أطراف البلد . وهو الذي أشار علينا أيضاً بفتح دكان تعاوني . الأسعار عندنا الآن لا تزيد عن الأسعار في الخرطوم . زمان كما تعلم ، كانت البضائع تأتي مرة أو مرتين في الشهر بالباخرة . كان التُجّار يخزنونها حتى تنقطع كلية من السوق ، ثم يبيعونها بأضعاف مُضاعفة . المشروع يملك اليوم عشرة لواري، تجلب لنا البضائع كل يوم والآخر، مباشرة من الخرطوم و أم درمان . ورجوّته أكثر من مرة أن يتولى الرئاسة ، ولكنه كان يرفض ويقول إنني أجّدر منه . العُمدة والتُجار كانوا يكرهونه كراهية شديدة ،لأنه فتّح عيون أهل البلد وأفسد عليهم أمرهم . بعد موته قامت شائعات بأنهم دبّروا قتله . مُجرد كلام . لقد مات غرقاً . عشرات الرجال ماتوا غرقاً ذلك العام . كان عقلية واسعة . ذلك هو الرجُل الذي كان يستحق أن يكون وزيراً في الحكومة لو كان يوجد عدل في الدُنيا }

    (2)

    يبدو أن لـ " مصطفى سعيد " أكثر من شخصية ، بل أكثر من مَلكة وموهبة . وكما كان يعيش تجاربه الأكاديمية في الاقتصاد ، أو حين انتمى للحركة الفابية التي يمثلها " برنارد شو" و "وليم كلارك" و "سيدني اوليفييه" و"غراهم ولاس" و"آني بيزانت" و "هيوبرت للاند " وغيرهم .كان كتابه عن اقتصاد الاستعمار جزء من توثيق رؤاه العامة في انكلترا . وجاء سلوكه الشخصي مُحاولة للاقتصاص من الاستعمار لنهبه ثروات موطنه ، كما كان يظُن . وممثلة تلك ،في الفتوحات عند الفراش ، حتى خضَّبت سيرته بالدماء . واستغلها كثير من الدارسين والمُنقبين في سيرة بطل الرواية " مصطفى سعيد " . وحولوه لآلة هدم جنسي ، استغل العلاقات الإنسانية ، وضمَّنها أغراضه في الانتقام .
    حجبت سيرته تلك في بريطانيا ، الوجه المُشرق الآخر ، عندما عاد لقرية في الشماليّة ليحيا فيها بقية عُمره . وكان عندها غريباً عن أهلها . وتلك مُحاولة منه للانتماء لبيئة في موطنه المُتسع ، لعله يُمكن أن يُشارك حياة الناس بإيجابية . لم ينتبه كثيرون لشخصيته الأخرى ، أي الداعية الناهضة بالعمل الأهلي بِصَمت .و حين وجد نفسه مُتفاعلا مع شذرات العمل الاشتراكي في المجتمع الجديد ، تلوّنت ابداعاته في القرية ، ووضح ذلك على لسان شخصية أُخرى متوطّنة في مجتمع القرية وهو " محجوب " حين تحدث عنه بعد رحيله بصدق.

    (3)

    يجتمع قلّة من الناس ، يهمهم العمل الأهلي العام ، رغم مُستجدات الحياة وانهيارات الأحلام . وصفحة التاريخ السوداني مليئة بالتجارب ، و"النفير " هو خير وسيلة للتضامن الاجتماعي الاقتصادي الأهلي في كل أطراف السودان ، ومدائنه أيضاً . وعلى سبيل المثال ، فقد تنادى كثيرون لنُصرة التعليم الأهلي ، منذ تاريخ قصة " مدرسة المُبشر " المشهورة في أم درمان ، عند بداية ثلاثينيات القرن الماضي .وقد فرضت المدرسة التبشيرية في أم درمان ، على المواطنين السودانيين جميعاً أن يدرُس أبناؤهم فيها المنهاج الديني المسيحي ، إن كانوا مسيحيين أو مُسلمين . وفرضت المدرسة التبشيرية أيضاً موافقة رب الأسرة المُسلمة كتابةً على هذا الشرط عند قبول التلاميذ للدراسة .
    ومناهضة أهلية لمنهاج المدرسة التبشيرية ، تداعى المُتعلمون والتُجار و المَيسورون لتقديم البديل غير الحكومي . وكانت تلك بداية العمل الخيري الأهلي في قيامه بتأسيس سلسلة من " المدارس الأهلية "، و دعم "مدارس الأحفاد" ، أُقيمت " الأسواق الخيرية " في العُطلات من أيام الجُمع، لإقامة يوم للأسواق الخيرية ، مفتوح في الحدائق والمتنزهات العامة, لمُساندة توفير المال للمدارس الأهلية .
    للرائد الصحافي " عرفات محمد عبد الله " دورٌ مُميَّز ، في تقديم مسرحيات من التُراث ، خلال تلك "الأسواق الخيرية " .ويكون ريعها لصالح "تشييد المدراس الأهلية" . وهو دور غير معروف عن "عرفات " الذي شارك في ثورة ( 1924 ) ، وهرب لمصر بعدها ، ثم عمِل في قناة السويس ، ثم هاجر إلى المملكة السعودية ، قبل أن يعود للسودان ويعمل في الصحافة ، وبعدها أسس "مجلة الفجر " ، قبل أن يرحل في العام 1937 . وهذه الشخصية لم تجد التكريم اللازم من أجيالنا السابقة واللاحقة . ونذكِّر هنا أن علم السودان آنذاك قد لفَّ نعشه قبل أن يوارى الثرى .
    لاحقاً في التاريخ مدارس أهلية متنوعة : مدرسة سوميت و مدرسة علي عبد اللطيف بحي الضباط والموردة ، مدرسة أبوعنجة في حي أبوكدوك و مدرسة بيت الأمانة في حي العباسية ومدرسة المهدي في حي الثورة بأم درمان...الخ .وهي نماذج لمُبادرات أهلية في نهضة التعليم في أم درمان. وغيرها كذلك في مدائن وأرياف السودان ، وأشهرها مدارس رفاعة .

    (4)

    نعود للأدبيات التي تُمجّد العمل الأهلي في ثلاثينات القرن الماضي . ونذكر بكثير من الامتنان ، قصيدة الشاعر والسفير لاحقاً " يوسف مصطفى التّني " ، وقد كتبها في تداعيات قصة " مدرسة المُبشر " التي بدأنا سيرتها سابقاً ، وكلها تعمل كرافعة وجدانية من أجل العمل الأهلي في التعليم ،وهي من تراث أغنيات الثلاثينات والأربعينات في العاصمة السودانية ، و نورد بعض أبيات من القصيدة :

    بديني بعتّز وافخّر وابشِّر ... ما بهاب الموت المكشِّر
    ما بخش مدرسة المبشِّر ... عندي معهد وطني العزيز
    عندي وطني بقضيلي حاجة ... كيف اسيبهُ واروح لي خواجة
    يغني وطنه ويحيجني حاجة ... في هواك يا وطني العزيز
    نحن للقومية النبيلة ... ما بندور عصبية القبيلة
    تربي فينا ضغائن وبيلة ... تزيد مصايب الوطن العزيز

    (5)

    في السنوات الأولى بعد انقلاب (25) مايو . تبنّت الدولة " الجمعيات التعاونية " وكانت تتبع وزارة التجارة ، وهي توفر السلع التموينية ، بهامش ربحي ضئيل . كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس ، ثم تراجعت الدولة عنها بعد ذلك ، نتيجة الفشل في تنظيمها وإدارتها ، وغياب الرؤيا ، مطلع السبعينات .
    تاريخ " منظمات المجتمع المدني في السودان"، نما وتطور عبر السنوات . مثلاً : تأسس "مركز الخادم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية " في يوليو 2007م و تم إغلاقه و مصادرة أصوله في 31 ديسمبر 2012 بعد صدور قرار من مفوضية العون الإنساني الحكومية ، بحجة الاستفادة من تمويل أجنبي و قد لقي هذا القرار انتقادات واسعة. و اغلقت الحكومة السودانية كذلك عام 2012 "مركز الدراسات السودانية"، التابع للمفكر السوداني حيدر إبراهيم، بتهمة استلام أموال من جهات أجنبية لإسقاط النظام !
    تراجع دور منظمات المجتمع المدني ولا سيما الثقافي . ونهضت مكانها أكثر من ألفي منظمة تتبع للدولة الحاكمة في السودان ،و بمسميات مختلفة .

    (6)

    من مرجعية ويكبيديا " :
    يضم المجتمع المدني مجموعة واسعة النطاق من المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية التي لها وجودٌ في الحياة العامة .وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية.
    و من ثم يشير مصطلح منظمات المجتمع المدني إلى جمعيات ينشئها أشخاص تعمل لنصرة قضية مشتركة. وهي تشمل المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات المهنية، ومؤسسات العمل الخيري. أما الميّزة المشتركة التي تجمع بين منظمات المجتمع المدني كافة، على شدة تنوعها، تتمثل باستقلالها عن الحكومة والقطاع الخاص أقله من حيث المبدأ. ولعل هذا الطابع الاستقلالي هو ما يسمح لهذه المنظمات بأن تعمل على الأرض وتضطلع بدور هام في أي نظام ديمقراطي. والسودان ليس بنظام ديمقراطي .

    (7)

    ها هي آلة التفكير الناهض و الفعّال ، الذي قاد الروائي " الطيب صالح " ، أن يُميّز بطل روايته " موسم الهجرة إلى الشمال " بشخوص ، رغم كل شيء ، مملوءة بحُب العمل الخيري الأهلي ، والذي تم تطبيقه في الحُلم الروائي ، عند قرية قرب شاطئ النيل الشمالي.
    يبدو أن للبطل في الرواية " مصطفى سعيد " أكثر من شخصية ، تذوب في بُحيرة الحياة ، وتعمل ناهضة بالقرية التي تخيّرها لبقية حياته ، ثم ترحل في تراجيدية رهيبة، لها آثارها الارتدادية عند ختام الرواية .

    عبدالله الشقليني
    29 أغسطس 2017
























                  

09-03-2017, 12:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر (Re: عبدالله الشقليني)

                  

09-04-2017, 08:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر (Re: عبدالله الشقليني)



    نورد نص الكاتب ( مازن سخاروف ) رداً على مقالنا :

    Quote:



    الأخ عبدالله الشقليني
    من البداية, وأنظر فالبدايات كواشفٌ, أختلف معك في مقالك هنا اختلافا بيّنا.


    أولا محض رأي أورده في معرض حديثي, فأقول بإن رواية موسم الهجرة كبير خوازيق الحوار في دنيا الأدب والثقافة في السودان. خازوق كواحات السراب حين يجذبن الركبان إلى التهلكة بعد أن يمنين ضحاياهن منـّا وسلوى في قفار الثقافة. الرواية فـَتـَشيّة ثقافية ترسخ الوهم (بعيون ناعسة) على حساب الحقيقة.

    صانعو الوهم ليسوا قلة في بلادنا. الذين يرددون اصطلاح "الحلم الروائي" كالرسالات الهاتفية المسجلة تلقائيا. والذين اعتادوا في المحطات الحرجة (أي لحظة الفصل بين الوهم والحقيقة المرة) على التمادي في وضع أكذوبة مصطفى سعيد ضمن أجندة وطنية.

    لكن الحقيقة والبحث مهمتان لايحتفي بهما الكسالى, تماما مثلما ينكرهما كُتاب التقليد .. نادي التهافت في صب الأدب في قوالب شرعية منظور إليها بعين الرضا. كتيبة التهافت تتعدد ألوانها كما ألسنة خطابها. لكنها دوما تخدم "ثوابت اللعبة" بدأب واخلاص. كتاب (الحلم الروائي) يجعلون من التاريخ قصة خطية متسلسلة (حدوتة طويلة قبل النوم) كالنهر العتيد في جريانه نحو مصب وحيد.


    الحقيقة بعد تحصيصها تشير إلى أن رواية موسم الهجرة نشرة استعمارية بعيون الثوابت الكولونيالية.

    وإن المرجعيات الثقافية التي وزعهاالطيب صالح في تربة النص هنا وهناك غثها أكبر بكثير من سمينها. الإشتراكية مثلا التي يتحدث الشقليني باسمها قائلا بإننا "نبحث عن أساس لعمل أهلي مشترك, يذرع بذرة اشتراكيةفي مجتمع ما بعد الإستعمار" هي اشتراكية ملغومة (السم في الدسم) ليست سوى تقمص رأسمالي لرداء الإشتراكية. تلكم الإشتراكية التي يمضى الشقليني في مدحها في مقاله بإنها وجه مشرق آخر لمصطفى سعيد "حين وجد نفسه متفاعلا مع شذرات العمل الإشتراكي الجديد" هي دس بذكاء من الشقليني للسم في دسم الكتابة. فبين الإقتباسين في مدح الإشتراكية يدس الشقليني نجوم الحركة الفابية التي انتمى إليها مصطفى سعيد يتسائل قارئ, وما حاجة الرأسمالية لانتحال شخصية؟

    لأن التاريخ والتركة التاريخية والبحث يطلعوننا على إجادة بلاط سينت جايمس لفن تقمص الآخر. الفابية التي وضعها الشقليني بذكاء بين الإقتباسين أحدى ترسانات الإختراق الإمبراطوري الناعم لفكر مقاومة الرأسمالية. وللتوضيح البائن بينونة كبرى, ليست الفابية إحدى المدارس الإشتراكية التي يمكن أن نتفق أو نختلف بشأنها, بل سهما مسموما في خاصرة الإشتراكية. نبدأ بالأسهل: الفابية حركة برجوازية, بينما الإشتراكية حركة ضد البرجوازية. خطان متوازيان لا يلتقيان.

    ونجوم الفابية الذين اصطفوا كما أراد لهم الشقليني للتسلل لبيت عقل القارئ من نفاج إشتراكية مزعومة هم في الحقيقة نجوم للماسونية وعلى رأسهم أول من بقائمة الشرف, برناردشو الذي يُعرف بسيماه, وثانيهما بالقائمة وليم كلارك الذي كتب, "على كل أديم للأرض تتواجد ماسونية بين كل من يحب ويحتفي بالشعراء العظام". ذكورا أيها السادة أم إناثا, في الشعر كما في النثر, فلسان حال الدس على طريقة الشقليني يقول, سواء شو, كلارك أو بيسانت, نحتفي بكل الإخوة جميعا ونحن للمهندس الأعظم ماسونيون.


    إشتراكية البلاط

    أما تفاعل مصطفى مصطفى سعيد المزعوم مع الإشتراكية, فيمكن أن يُعد كتدليس بائس للتاريخ. فليس في أجندة صانعه, الطيب صالح فكر اشتراكي, اللهم إلا إن قصد النسخة المزورة من الإشتراكية, أي الفابية والإخوة والأخوات شو, كلارك, بيسَنت وبقية الماسون. وليس مما عرف عن المرحوم وتيرة لرواية التاريخ بأمانة سواء واقعيا في دراسته المزعومة للإقتصاد بلندن, أو أدبيا في تزويره في رواية موسم الهجرة لوقائع التاريخ الوطني سودانيا وعالمثالثيا (كتبنا عن ذلك في مواقع أخرى), في نفس الوقت الذي يخرج للإستعمار وجها آخر مشرقا يا الشقليني مع الوجه الأول.

    تكسب المرحوم الطيب صالح من خزائن الوكالة المركزية الأمريكية للتخابر مستبعدة (مع رفع الحواجب استنكارا ومصمصة الشفاء استياء) من أجندة نادي "لعبة الثوابت الدائمة". الذين ابتليت بهم أوطانهم من مواقعهم كساسة, شعراء وسفراء فيهم المغفل النافع وفيهم الإحترافي والمدمن للعبة التغييب الفكري.


    أما المجتمع المدني فخازوق آخر. لأن المشكلة والكارثة في الدولة السودانية الأممية التي تواجه اليوم وأكثر من أي وقت مضى أزمة وجودية. وإن ميزة منظمات المجتمع المدني كما يرسمها الشقليني في استقلالها عن الحكومة والقطاع الخاص "على الأقل من حيث المبدأ" فيبدو رسما لفنان مصاب بالحيرة, فهو يضع تحفظاته حرصا وخوفا من تورط الخطيب في خطبته .. يتردد الشقليني حتى في الإلتزام بركيزة مقاله, اي دعامة العمل الأهلي في البيئة المحلية. يتردد فيقول فتلك الميزة ربما, تسمح لمنظمات المجتمع المدني بلعب دور هام على الأرض "في أي نظام ديموقراطي. والسودان ليس بنظام ديموقراطي". هذه الطرح المتعثر يبدأ بالتردد وينتهي بالإنفصام بوضع ديباجة إخلاء ذمة تقر لاديموقراطية النظام الحالي في السودان في جملة واحدة. هؤلاء المبشرون بالديموقراطية دون التزام أيديولوجي يظلون في رأيي ركيزة دائمة وتجسيدا للإزدواجية والتشبث المستميت بحياد ثوابت اللعبة .. التوجه الديموقراطي, الحكم الرشيد, المجتمع المدني (إبان التوجه الديموقراطي بالطبع) على حساب الدولة الأممية, تحرير السوق .. والماسونية.


    صانعو الوهم ومروجو البديل الأسوأ للثقافة والفكر كما قلنا ليسوا قلة في بلادنا. الذين يرددون اصطلاح "الحلم الروائي" كالرسالات الهاتفية المسجلة تلقائيا. سوء فهم أم ملعنة؟ لنترك الإجابة لقارئ أفضل.

    مازن سخاروف, مهندس وباحث سوداني

    2 سبتمبر 2017

    https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-81593.htm

                  

09-04-2017, 08:35 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر (Re: عبدالله الشقليني)



    ردنا على الأكرم : مازن سخاروف :
    Quote:


    الأكرم : مازن سخاروف
    تحية واحتراماً ،


    قرأت ما كتبت ،وأنا أثمِن الرأي المُختلف أياً كانت خلفياته ، وهو أثر حي لتأثير المقال في رؤى الآخرين . وأرى في ردُكم النقاط الرئيسة التالية :

    أ. الفابية النسخة المزورة من الاشتراكية :
    نصكم : (إن قصد النسخة المزورة من الاشتراكية, أي الفابية )

    ب‌. وصف رواية موسم الهجرة إلى الشمال " بأنها خازوق !:
    نصكم : (أولا محض رأي أورده في معرض حديثي, فأقول بان رواية موسم الهجرة كبير خوازيق الحوار في دنيا الأدب والثقافة في السودان )

    ج‌. السُخرية من مصطلح " الحُلم الروائي "!:
    نصكم : ( صانعو الوهم ليسوا قلة في بلادنا. الذين يرددون اصطلاح "الحلم الروائي" كالرسالات الهاتفية المسجلة تلقائيا. والذين اعتادوا في المحطات الحرجة (أي لحظة الفصل بين الوهم والحقيقة المرة) على التمادي في وضع أكذوبة مصطفى سعيد ضمن أجندة وطنية.)

    د . الادعاء بأن الكاتب الروائي "الطيب صالح " عميل مُخابرات أمريكية ومُسترزق من أموالها !:
    نصكم : (تكسب المرحوم الطيب صالح من خزائن الوكالة المركزية الأمريكية للتخابر مستبعدة (مع رفع الحواجب استنكارا ومصمصة الشفاء استياء) من أجندة نادي "لعبة الثوابت الدائمة". الذين ابتليت بهم أوطانهم من مواقعهم كساسة, شعراء وسفراء فيهم المغفل النافع وفيهم الاحترافي والمدمن للعبة التغييب الفكري.)

    هـ. الوصف الحياديين تُعتبر ركيزة دائمة للازدواجية :
    نصكم : (هؤلاء المبشرون بالديموقراطية دون التزام أيديولوجي يظلون في رأيي ركيزة دائمة وتجسيدا للازدواجية والتشبث المستميت بحياد ثوابت اللعبة .. التوجه الديموقراطي, الحكم الرشيد, المجتمع المدني (إبان التوجه الديموقراطي بالطبع) على حساب الدولة الأممية, تحرير السوق .. والماسونية.)

    الرد :

    1.


    لست أدري كيف يكون الرد ، مع الاحترام الكامل للرأي الآخر :
    إن مُصطلح ( الحُلم الروائي ) ليس صنيعة اليوم ، فكل من يقرأ القص يُدرِك بالفطرة أن الرواية والقص حُلم هلامي .

    2.

    { أنا جئت بمُقتطف من رواية ، وهو نصٌ ثابت . وقمت خلال المقال بمقاربة النص كوجه آخر من وجوه الشخصية الروائية التي صنعها كاتب الرواية " الطيب صالح "بمفهوم التشارك الشعبي في قصة النفير ( وهي الاشتراكية كما هي في الواقع المُعاش – دون تبخيس للمذاهب الاشتراكية ) ،ومقاربتها أيضاً مع قصص تاريخية : من تداعي السودانيون لتشييد التعليم الأهلي في ثلاثينات القرن الماضي ، التي دعمت " المدارس الأهلية " و " مدارس الأحفاد " ، حين أوردنا " مدرسة المُبشّر" . وتلك أيضاً حقائق تاريخية حقيقية .و ليس للموضوع شأن في تركيبة الاشتراكية الفابية أو اشتراكية الحزب الشيوعي الفرنسي ، أو أي حزب في دولة عربية أو في إسرائيل ، أو البيان الشيوعي وثورة البروليتاريا أو صراع الطبقات ، أو كم هائل من قضايا الفلسفة المُتعلقة بقضايا الاشتراكية ، ولبوسها مواقع مُختلفة .}.

    3.

    قد اضطررتنا لنعود لنُصحح المفاهيم من مُبتدئها :

    { القصة حوادث يخترعها الخيال ، وهي بهذا لا تُعرض لنا الواقع ، كما تعرضه كُتب التاريخ والسيّر ، إنما تُبسط أمامنا صورة مموهة منه . ولا تُفترض في الكاتب الذي يتجه اتجاهاً واقعياً في قصته ، أن يُعرض علينا ما سبق وقوعه فعلاً ، أو ما ثبُت صحّته بالوثائق والمُستندات ، ولا من الشخصيات ما له ذكر في سجل المواليد والوفيات}

    4.

    هناك "الحُلم الروائي" في أية رواية يكُتبها كاتبها ، وهنالك فكرة تقف من وراء النصوص ، يُسرب الكاتب جزأ من رؤاه . وهناك " موت المؤلف ". وهناك قضايا نقدية مُتشعّبة وفق مدارس النقد التي ازدهرت منذ مولد القصّ الروائي منذ آلاف السنين .

    أما أن تقوم بوصف الكاتب الروائي " الطيب صالح " بأنه عميل مخابرات ، يسترزق منها !!. يا أخي هذا خطأ كبير و فاحش ،فأنت على ما يبدو لا تعرف الكاتب الروائي الحقيقية ، ولا تعرف سيرته الذاتية . ووجدت أنت في مقالنا سانحة لكيل لؤم الأوصاف برجل كتب رواية ، هي من أيقونات الأدب الروائي العالمي !.ومات شبه فقير إن كُنت لا تعلم !. رغم أننا نتحدث عن القص ، وكتبت أنت عن الكاتب ، في مُماهاة بين الكاتب الروائي ،وبطل الرواية . وذلك ما يفضح تناولكم فن الرواية بدون معرفة بتقنياته !.

    5.

    أما الحديث عن الفابية والاشتراكية الملغومة أو المُخادعة ، وقصة " الماسونية " ، فهي قضايا حوار كبير ليس هذا المقال مكانه ، ولو أحببت أنتَ أن يكون كذلك .

    6.
    من أدراك أخي الكاتب " مازن " أنني حيادي !؟

    7.

    أنت تكتُب باسم مُستعار أو تنزل صفة السودانية على شخصكم الكريم ، وهي لا تهُمنا كثيراً . ونهتّم بالمحتوى .
    شكراً لكْ


    عبدالله الشقليني
    4 سبتمبر 2017
                  

09-06-2017, 04:41 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر (Re: عبدالله الشقليني)




    رد : مازن سخاروف ( الثاني ) :

    Quote:


    الأخ عبدالله الشقليني
    حسب فهمي فإنت رقمت لي أجزاء من كلامي من ألف إلى هاء (يعني خمسة أجزاء), وردودك من واحد إلى سبعة. على أية حال ربما كلامك لم تنسخه بالترتيب الذي أردته أنت له. فشكلك رديت على ألف في ردك رقم إثنين؛ وعلى باء في رقم واحد أو على الأقل افتتاحية الرد هناك (يعني ردك رقم واحد واتنين يمكن اتعسكوا)؛ وعلى جيم في أربعة.


    فأرد ليك موضحا هذا الفهم, ولكن تفاديا للخلط, فتعقيبي لم يغير ترتيبك للترقيم في ردك (دون تصحيح للترتيب المذكور أعلاه) مع استخدامي لأسماء الأرقام من واحد لسبعة. يعني ردك رقم واحد أعقب عليه في واحد إلى أن نصل سبعة. أتمنى كدة تمام. وبسم الله أبدأ تعقيبي على ردك


    واحد, بصدد اصطلاح الحلم الروائي, لم أنكر عليك ذكرك لـ "الحلم الروائي" بل ترديده! ولم أقل بإن صناعة الوهم وليدة اليوم, بل قلت إنها ناد للتهافت على ثوابت دائمة لدرجة الفتشية .. وفتشية تعريب لـ
    Fetishism


    إثنان, بشأن الإشتراكية فمرة أخرى أنت القائل, "نعم نحن الآن ومنذ ماضينا البعيد ،نبحث عن أساس لعمل أهلي مُشترك ، يذرع بذرة اشتراكية في مجتمع ما بعد الاستعمار". مقاربتك للنص الذي إقتبسته إنت بمفهوم التشارك الشعبي لا مشكلة لي معه. مشكلتي بشأن الإشتراكية كما ذكرتها أنت باسمها. دي الإشتراكية القاصدها ليك. فقمت بلفت نظرك إنو بين أولى مقولتيك عن الإشتراكية أعلاه, وثانيتهما في وصفك لمصطفى سعيد راجعا السودان بتفاعله مع شذرات العمل الإشتراكي في المجتمع الجديد, إنك أقدمت على وضع الفابية التي انتمى لها مصطفى سعيد, ورصة نجوم الفابية بين المقولتين. لماذا؟ لماذا نصف دستة أسماء عن رواد الفابية لو كانت محض ملاحظة عابرة عن ملكات ومواهب مصطفى سعيد أو جزء من الوصف لحقائق التاريخ؟ التشارك الشعبي في النفير ما عندي معاه مشكلة. مشكلتي مع التقمص, مع الذين ينادون بالإشتراكية في البيئة المحلية مثلك, ويدسون عليها الفابية, وكمان شنو, يقولون ليس للأمر علاقة بتركيبة الإشتراكية الفابية. أي إشتراكية تعني إذن وعلام ترتكز؟ إذا العمل إشتراكي أهلي, فالسؤال بأي خط أيديولوجي؟ نعرفها كيف اشتراكية جزء من الحل أو المشكلة دون تحصيص يا أستاذ؟



    ثلاثة, أما بشأن الخيال, فالأسلم أن نقول بإن الخيال مطوّع للقصة (وليس مجرد مبتكر) سائس إن شئت القول, وهذا لا يعني أنه السائس الوحيد. أما ما يطوّعه الخيال, أي مكوّنات القصة فالسمة العامة لمكونات الكتابة هي التراث كمزيج من وقائع كما أساطير مختلفة. ليس لدي مشكلة مع رأيك بأن عرض الكاتب في قصته للتاريخ ليس بالضرورة مثل ما تعرضه سير التاريخ. ولكن لدي مشكلة مع تزوير التاريخ في الأدب. ومشكلتي تحديدا مع بصمة الواقع غير الأمينة في صياغة الطيب صالح الفنية للتاريخ أو الفن المتعمد (بصمة الواقع والفن المتعمد خاض فيهما بجدارة واقتدار نقاد مثل عبدالمنعم عجب الفيا). مشكلتي عندما يرد في الرواية من طأطأة الأمير محمود ود أحمد رأسه لكتشنر حين سأل محمودا, "لماذا جئت بلدي (!) تنهب وتسلب", فمن حق قارئ عاقل أن يقول كضبا كاضب. هناك أكثر من خيار هنا .. أن نتساءل عن غرض الطيب صالح في تشويه التاريخ الوطني تحت ستار الأدب .. أو أن نقول كما قال المبهورون بالطيب صالح لدرجة الشطط بإن الطيب صالح, إقتباس تعامل مع الواقعة " بما يلائم غرضه (! التعجب لي) الفني .. (و) لم ينظر الى تلك المواجهة ولم يتعامل معها بعين المؤرخ وانما بعين الروائي" .. مهما يكن, فلن نستطيع الموائمة بين خيار وعسكه (فأيّ تشويه للتاريخ بإسم الأدب لن يمر هذا القلب السوداني عليه مرور الكرام). اللهم إلا أن نزيد في التخيير فنقول مثلا, كبوة يا أخا العرب, مشـّوا الموضوع ياخ.

    مشكلتي أيضا في الإحالات الثقافية التي وزعها في تربة النص, مثل الفابية التي شاركته أنت فيها, ثم تنصلت عن مسؤولية مناقشتها لاحقا. مشكلتي في إحالات ثقافية أخرى مثل جمعية التسلح الخلقي والماسونية. لمن قلت ليك صناع الوهم, شعراء وسفراء فلأنهم كما أراهم يكتفون بحك سطوح الأشياء. لا يهم إن كان ذلك طبعا منهم أم تطبعا فالنتيجة واحدة .. أي الإنتقائية يا هذا. فهم يُظهرون الموضوعية بداية فيلقوا ما هم ملقون. إما إن ألقى الآخرون ما ذكــّرهم بالفراغات بين السطور أو ما لم يرضهم , فصناع الوهم يتحوّرون آنيا إلى كائنات متأففة تغض الطرف عن الأمور العالقة وتستبعدها من أجندة النقاش في جملة .. بأوصاف مثل "قصة الماسونية" أو "ليس للموضوع شأن في تركيبة الإشتراكية الفابية" أو "قضايا حوار كبير ليس هذا المقال مكانه". هذه حكمة المؤمنين بأن ذهب الصمت عن أشياء معينة أغلى من فضة التورط في غير المقدور عليه. هي حيلة العاجز يا عبدلله الشقليني. المسكوت عنه قريب المبني للمجهول. زمان أستاذ العربي أفتى لنا بأن المبني للمجهول تم حذف فاعله إما خوفا منه أو خوفا عليه. شفت كيف؟

    أربعة, لا بأس, كتبنا في الأدب والقصة ما شاء الله لنا أن نكتب بالعربية كما بالإنجليزية. جله في المنتديات وبعضه على الورق الذي نشرنا اليسير منه في السودان. فأي قضايا نقدية بمجملها وتفصيلها واصطلاحاتها تود مناقشتها شرقا أو غربا فنحن مستعدون؛ أي فن للرواية وتقنياتها, إنت بس أفرز ورقك وسمّ المدارس الأدبية التي تتناول الرواية بأسمائها المحددة لكي ندلو معك.

    من ناحية أخرى, فعكس ما تقول, لا نرى أي غضاضة في الكتابة عن الكاتب. فصِلة الكاتب بالقص هي أجندة الكتابة والأدلجة التي يستبعدها صناع الوهم لحظة الخوض في الأمور العالقة كما اقترحت عليك.
    لا اعتراض أن رواية موسم الهجرة لؤلؤة من لآلئ الأدب العالمي. وكأن الجواهر الأدبية لا يمكنها مع نفاستها أن تصبح نكبة لأهلها وأممها (معلقة عمرو بن كلثوم مثلا). نعم قلت وما زلت أقول بإن رواية موسم الهجرة كبرى خوازيق الأدب السوداني. هذا رأيي وله ما يدعمه, ولم أقله خبط عشواء. أما فاحش قولي ولؤم أوصافي حسب تعبيرك فمردودان عليك. فالطيب صالح نشر رواية الهجرة إلى الشمال في مجلة حوار ,وهي مجلة من إصدار ما يسمى بهيئة حرية الثقافة, أو مؤتمر حرية الثقافة
    Congress on Cultural Freedom
    التابعة لوكالة الإستخبارات المركزية.
    والمرحوم الطيب صالح لم ينشر رواية الهجرة في حوار عن جهل بتمويل سي آيه إيه لها. أي لم ينشر روايته في مطبوعة تـَـبيّن بعد النشر أنها تموَل من جهة تتبع لوكالة الإستخبارات المركزية. بل إنه نشر قبلها أعمالا له في مجلة أخرى هي إنكاونتر بلندن أيضا تمولها السي آي إيه تحت مظلة مؤتمر حرية الثقافة ذاتها. وقد اعترف بأنه نشر موسم الهجرة في حوار كمجلة مشبوهة, بعد (وليس قبل) أن فاحت رائحة هيئة حرية الثقافة وتمويل الوكالة المركزية للإستخبارات لها. والعذر الذي قدمه أنه أقدم على ذلك تضامنا مع صديق شخصي (في رأيي العذر الأقبح من الذنب). إعتراف الطيب صالح كان باللغة الإنجليزية في مقدمة الترجمة الإنجليزية إصدار عام ألفين وثلاثة لرواية موسم الهجرة (أول إصدار بالإنجليزية كان في عام 1969) عن دار نشر بِنْقـْوِن.
    Penguin
    والطيب صالح أيضا زوّر في سيرته الذاتية بادعائه (شفاهة كما كتابة) وهو يكذب ويتحرى الكذب عن دراسة مزعومة له بجامعة لندن.

    سين سؤال, هل هذا الكلام يعنيك يا عبدالله الشقليني, وعلى حدة, هل مر عليك هذا الكلام من قبل؟



    خمسة, الماسونية ليست قصة يا عبدالله الشقليني. إنت رصيت قائمة لمن يشار إليهم بالبنان من نجوم الفابية كجزء من مقالك. وردي إنو من نجوم اللستة بتاعتك ذكورا أم إناثا هم أيضا نجوم لخدمة الماسونية والبلاط الإمبراطوري. لقد قدمت شايك وقهوتك في كؤوس أنيقة لذة للشاربين. فلا تستاءَنّ إن تبيّن أن ما قدّمته بحفاوة فيه ما فيه ولا يبعث على الإطمئنان ولا الثقة لا شربا ولا حتى منظرا. تلك بضاعة غير أمينة. فأتمنى إنك ما تخرخر يا زول وتقول مش رجعتوها لي, طيب ما داير معاكم. إبتسامة.

    ستة, لم أقل بإنك حيادي وحسب, أخي الشاعر عبدالله, بل قلت بإنك متشبث بحياد ثوابت اللعبة, أي مثل طرحك بإسهام المجتمع المدني بلعب دور هام على الأرض, وذكرك لنظام ديموقراطي, دون إلتزام أيديولوجي في أي من الإثنين. من هنا, للمرء أن يتساءل, لماذا تلوّح يا هذا بديموقراطية أو مجتمع مدني من البعد دون استعداد لمناقشة أدلجة بعينها تستند إليها الديموقراطية أو المجتمع المدني المبشر بهما؟ أراك وصفت بعض اللاعبين والشركاء في المجتمع المدني (مثل المنظمات غير الحكومية, النقابات العمالية, إلخ, في إقتباسك من ويكيبيديا كما في صياغتك الخاصة), لكن ما هو المطياف الفكري لتلك الـ "مجموعة واسعة النطاق من المنظمات"؟ وسؤال لقارئ فاحص, ما الذي يجمع دالة واسعة النطاق كتلك, بجانب اقتراحك المتردد بالإستقلالية عن الحكومة والقطاع الخاص؟ وما المهم الذي يفصل زيدا عن عمرو وحارثة في سعيهم لخدمة ما ينادون به يا صاح؟ دي أسئلة مشروعة للمهتمين بالمشكلات والقضايا الإجتماعية لا أراها ضمن أجندتك.

    أراك أيضا أفتيت بتراجع دور المجتمع المدني وقيام بدائل حكومية مكانه. لكنك لم تقل إن كان تراجع دور المجتمع المدني سببه علة داخلية في بنائه أم هو تدخل السلطة الحاكمة وانتهينا على كدة. بكلمات أخرى, هل يحتاج مجتمع مدني كالذي عرّفته ظروفا أكثر مواءمة, مثلا تمويلا بديلا (عما يمكن أن يقدح في مصداقيته)؛ هل ينقصه إيجاد كوادر أفضل؛ أهو في انتظار حكم ذي ديموقراطية قابلة للفحص, ليلعب دوره مجددا كما ينبغي؟ هل هو انحسار مؤقت, ضمور دائم أم ماذا تحديدا؟

    حيادك كما شرحته لك الآن ومن قبلُ, أدراني به أسلوب كتابتك ورمادية ما يبدو من إنتقائية فيك تتناسى بإصرار كما قلنا قضايا عالقة. أو عرّفها لتكون القضايا العالقة. بس اعترف بيها بالأول. صناع الوهم مشابهون للمنادين بمقولة الأدب من أجل الأدب؛ أي ترك الأيديولوجيا على الهامش ورفض إستنطاق أجندة الأدب وأدبائه والظواهر الإجتماعية. بل إنكار أن هناك أجندة من أساسه. هي مركزة الوهم من فوق بيد عبدالله الشقليني أو شقليني آخر.


    سبعة, أكتب باسم مستعار, نعم. هذا لا يعني أنني شخص وهمي. شفت كيف؟ مازن سخاروف باحث و مهندس, ومهندس في تخصص دقيق. نان هو تخصص واحد نان. أما وصفك لإنزالي لصفة السودانية على شخصي الكريم, فلا يستحق مني أكثر من ابتسامة هازئة. سوداني حينزل على نفسو ياتو صفة تفتكر, إسكيمَوي مثلا يا عبدالله الشقليني؟
    شكرا لك

    مازن سخاروف
    5 سبتمبر 2017
                  

09-06-2017, 08:00 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي سعيد ، وقصة العمل الأهلي / وجه آخر (Re: عبدالله الشقليني)



    ردنا الثاني على ( مازن سخاروف ):

    الأخ مازن سخاروف ، أو الشخصية غير المعروفة !
    تحية طيبة ،

    (1)

    لم تزل تُصرّ أن تفتح قضايا يطول الحديث عنها ، ولا تتناسب مع المقال ومُحتواه المُختصر في جٌرعات مُكثفة ، كما فصَّلت في ردي الأول عليك . بل وصلت لاتهامي !. هذه صحيفة إلكترونية ، وليست فيس بوك أو منتدى مفتوح . فالمقال و ردوده ليست مُيسرة إلا بوسيط من مُحرري "الراكوبة" ، يختارون الوقت الذي يُحبون !. وبعد يوم أو يومين يحولونها كلها للأرشيف!.

    (2)

    أوضحت لك النص المنقول عن بطل الرواية ، ومقاربتي حول العمل الأهلي في تاريخ السودان وبذرة الاشتراكية التي أراها في أفعال " مصطفى سعيد " وفق حديث " محجوب عنه " . فأنت تُصرّ على الكتابة عن كاتب الرواية "الطيب صالح ". أنت إن أردت أن تكتُب عن "الطيب صالح" ، فأكتب مقالك أو كتابك وأفرد له ما تشاء من أجندة خفيّة أو علنية للأدب واكتب عن الخوازيق كما تشاء . وانفث فيه سم اتهاماتك في أنه صنيعة مخابرات أو ماسونية كما تُريد ، فهي قضية تم طرقها من قبل كثيراً ، وليست هي بفتوحات كتابية جديدة .وليست لها علاقة بمقالي .

    و" الطيب صالح " كشخص ، لا يهُم المقال إلا بالقدر أنه كاتب الرواية الذي نعتبره " مؤلف ميت " منذ كتب الرواية وصدّرها للقراء والقارئات .
    أنت لم تتحدث عن رؤاك عن أي الاشتراكيات تنتمي ، ولأي مدرسة نقدية تعتنق ، وأي ديمقراطية تُحب وتشتهي . إنك تطلب التفاصيل مني ، في حين أنك لم تُفصح عن اتجاهك الفكري و منهاجك! . أنت تسأل فقط في مقام المُحقق أمام مُتهم !!،و تطلب الاجابة. ولا تتحدث عن نفسك! فأنت الخصم والحكم!! . فأنت رغم ذلك لم تُعرّف شخصك ، وبالتالي لن تتحدث عن كل ذلك !.أنت اسم هلامي ولا نثق في معلومة يقولها عن نفسه .

    (3)

    اقتباس
    { مشكلتي مع التقمص, مع الذين ينادون بالاشتراكية في البيئة المحلية مثلك, ويدسون عليها الفابية, وكمان شنو, يقولون ليس للأمر علاقة بتركيبة الاشتراكية الفابية. أي اشتراكية تعني إذن وعلام ترتكز؟ إذا العمل اشتراكي أهلي, فالسؤال بأي خط أيديولوجي؟ نعرفها كيف اشتراكية جزء من الحل أو المشكلة دون تحصيص يا أستاذ؟ من مقالك}

    الرد : ( أنت تسأل ونحن نُجيب)... لماذا ؟ .أنت جالس تنتظر الرد . أهذا هو ما تريده ؟ !!

    (4)

    اقتباس : { الماسونية ليست قصة }

    الرد : الماسونية قصة كبيرة تعبر البلاد والقارات ، ولا تُحيط بها ردودَك .

    (5)

    اقتباس
    { واحد, بصدد اصطلاح الحلم الروائي, لم أنكر عليك ذكرك لـ "الحلم الروائي" بل ترديده! ولم أقل بإن صناعة الوهم وليدة اليوم, بل قلت إنها ناد للتهافت على ثوابت دائمة لدرجة الفتشية .. وفتشية تعريب لـ Fetishism}

    الرد :

    أنا لم أردد مصطلح ( الحلم الروائي ) إلا بغرض الشرح ، لتوصمني أنتَ بالفتشية!!!، التي هي داء نفسي معروف وهذا شيء مؤسف حقاً .
    تلك هي إذن مشكلتك الحقيقية في تضخيم الأنا ، و أنك قادر على وصم المُختلفين معك بأنهم يجرّون معهم أمراضهم النفسية !!.

    إن تردادك الكثير لكلمات " الاشتراكية " و" الماسونية " ، لم تخوّلني الحُكم عليك نفسياً ، ولكنها جزء من تضخيم ذاتك ، لتُصبح أخصائي علم نفس بجانب أوصافك التي وصفت فيها شخصك بأنك باحث وسوداني ومهندس وقاص باللغتين .... ، رغم أنك مُجرد "شبح " باعترافك أنك تكتُب باسم مُستعار . ورغم ذلك غضبت وتهكمت وقد احترمتُك حين كتبت أنا :

    { أنت تكتُب باسم مُستعار أو تنزل صفة السودانية على شخصكم الكريم ، وهي لا تهُمنا كثيراً . ونهتّم بالمحتوى .}

    أما ردك فكان مُخيباً لظنون الاحترام التي توسمتها في شخصك وأنت تكتُب :

    {أما وصفك لإنزالي لصفة السودانية على شخصي الكريم, فلا يستحق مني أكثر من ابتسامة هازئة. سوداني حينزل على نفسو ياتو صفة تفتكر, إسكيمَوي مثلا يا عبدالله الشقليني؟} .

    إن كنت تغضب لأنني لم أهتم بسودانيتك الافتراضية ، فأنت " شبح " .وكونك باحث وسوداني أو مهندس لا تزيد من قيمة أنك " شبح " فحسب ، ويمكن أن يكون منْ يكتُب رجلاً أو امرأة أو عُصابي أو مريض !!. ففي وصفي المذكور أعلاه ، لُطف العبارة وتقدير للمُحاور أياً كان .
    كان من السهل أن أعتبرك مُجرد " شبح " ، رجلاً كان أو امرأة و لا أكترث بالرد عليك ،وينتهي الأمر !!.


    عبدالله الشقليني
    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de