مستشفياتنا..

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2014, 07:05 PM

الطيب النقر
<aالطيب النقر
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مستشفياتنا..

    جلّ ما نعرفه عن المستشفيات التي نرتادها حينما تنهكنا العلة، ويدكنا المرض، أنها عطفت على المال، وأحبته وكلفت به، فهي لا تشعر بمعاناة الفقير المعدم لاستغراقها الكامل في تجليات المادة التي أضحى صوتها صاخباً مجلجلاً يكاد يطغى على كل صوت عداه، فالمواطن البائس الذي يوثر العافية فتخذله، ويبتغي الراحة فتتمرد عليه، يتأنى ويستكين، عسى أن يذهب عنه هذا الداء الثقيل، وينجلي الألم الملازم، ٍفيحفظ دراهم لا يحوزها إلا بشق الأنفس من التلف والضياع، فقد اعتادت نفسه على تحمل الأسقام، واستعذاب ويلاتها مهما يكن ممضاً، من أجل ألا يجور بمرضه على أسرته وعياله، فالمسكين الذي ليس له من يفكر فيه، أو يرثى له، أو يعطف عليه، يخشى سطوة الأمراض، لأنها تستنزف ماله القليل، وتبدد راتبه الكليل، لأجل ذلك يوثر المعوز مغالبة الدنف من الذهاب إلى تلك المستشفيات التي لا تهش إلاّ في وجوه أصحاب العز الفريد، والجاه العريض، والروض الأريض، هذا هو حال المستشفيات التي يذعر منها من تكأدته مصائب الملق، ورزأته رزايا الفاقة، وقصمته قواصم الحرمان، فمن الغلظة التي ليس بعدها غلظة، والقسوة التي ليس وراءها قسوة، أن تشحذ الدولة التي نفضت يدها عن كل شيء العزم لتلك الديار فتجهد نفسها في تزيين سلعتها وتحسينها، وبيعها فقط لمن يستطيع دفع ثمنها الباهظ، وكلفتها التي تصل إلى عنان السماء، لقد رأينا المستشفيات الحكومية مادية الهوى لا تتحفظ في ذلك ولا تحتاط، كما رأيناها قد استوفت حظها من استدرار الجيوب، فأنت تعطي عن سخاء حتى تلج مروجها الفيحاء وتظل على هذا الوضع واضعاً يدك في جيبك حتى تغادرها إن حالفك الحظ ماشياً على قدميك، سائلاً الله عزّ وجلّ في دخيلة نفسك الا يثخنك بداء لعقد من الزمان، حتى لا ترى ضروب الإخفاق، ومظاهر الفوضى، وألوان الاستخفاف، بمن يلوذ بالصبر، ويتحلى بالجلد، المريض الذي لا تحفل عترته بتقصير ملائكة الرحمة عن إعانته، فقد اعتادوا على ذلك، كما اعتادوا على نظافة غرفته، وتنبيه الممرض الغافل بمواعيد جرعته، وتذكير الطبيب اللاهي بربحه وعيادته، بمريضهم الذي ينتظر في جزع ميعاد جراحته، ليت شعري هل تعرف وزارة الصحة معنى توهج الإحساس بالغبن؟ وأن للمواطن حقوقاً عليها أيسرها المعاملة الكريمة، وأعلاها إكرام وفادته، والحرص على استئصال علته؟ هل تدرك هذه الوزارة أن هناك حالات تتوجع لها القلوب رقة، وتنفطر لها الأفئدة رحمة، وتسيل لها المآقي رأفة، ردتها مستشفياتها التي لا تعرف جدرانها اللين، ولا عنابرها الشفقة، ولا عرصاتها اللطف، في صلف وكبرياء؟ فالفقير الذي لا يسدد فاتورة العلاج حرياً به أن يكابد غصص الموت الزؤام، ترى متى تكفكف الدولة من غلواء هذه المستشفيات، وترد عنها هذا الجموح؟ رحم الله زمانا ً كنا نهرع فيه إلى المستشفيات إن ألمّ بنا أدنى عارض، فنجد الثغور الباسمة، والأيادي الحانية، والمهج المترعة بالرحمة، نجد النطاسي الحاذق الذي يعصم نفسه من الزيغ والالتواء، والممرض الفطن الذي يعرف المخاوف التي تجتاح فؤاد نزيله فيسبقه إليها، ويبعث في دواخله الراحة والاطمئنان، وليس من الغلو في شيء أن نزعم أن قبيلة الممرضات في ذلك الزمان الباهي حباهن الله بخصائص قلّ أن نجدها في ممرضات هذه الحقبة الحالكة التي نعيشها، فقد كن أحنى على المرضى ضلوعاً، وأوفر براً، وأطلق وجهاً، وأرعى ذماماً، أما بواب المستشفى فقد اشتهر في ذلك العهد بلين الجانب، ورهافة الحس، وكريم الشمائل، مع حزم تستدعيه المواقف، لأجل كل تلك الصفات والمزايا وصلت هذه الفئات إلى هذه النتيجة من المحبة، وانتهت إلى هذه الغاية من الاحترام والتقدير

    الطيب النقر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de