مركز وهامش ,, بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2018, 07:23 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مركز وهامش ,, بقلم اسماعيل عبد الله

    06:23 PM February, 28 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    تجلت منهاجية حكومة الانقاذ في ممارسة الفرز القبلي و الجهوي بصورة واضحة وصارخة , في اعلانها عن القيادة الجديدة للقوات المسلحة السودانية , التي جاء طاقمها انتقاءً من ولاية نهر النيل , في مشهد فاضح للطريقة التي تدار بها دولة ما بعد الاستعمار , وتبنيها للمنهاجية التي خلقت الجدل الدائر منذ سنين بين قادة الرأي والفكر المركزيين من طرف , وكتاب و مثقفي هوامش الدولة السودانية من الطرف الاخر , فصراع الموارد و الوظائف والنفوذ و الثقافة , ظل حاضراً في هذه الجدلية ولم يبارح مكانه , برغم المجهودات الجبارة التي بذلها رموز مركز البلاد لاخماد و كبت اصوات المتحررين من اصحاب الرأي , القادمين من اطراف البلاد البعيدة , فلولا ثورة المعلوماتية لظل أنين هؤلاء المقهورين حبيس الصدور , كما كان في سابق العهود و الازمان , التي كانت فيها الدولة المركزية مسيطرة على منافذ الاعلام و موجهات الرأي العام , فثورة التواصل الاجتماعي قد كسرت كل الحواجز و التابوهات و الفزاعات , التي كانت تمثل السلاح الاقوى للانظمة المركزية , والتي كانت تستخدمه في اقصاء الآخر و الغاء وجوده , فالتطور البشري في مجال التقنية المعلوماتية صار سلاحاً فتاكاً وخطيراً جداً , ومهدداً كبيراً لمحتكري الرأي و السلطة في بلادنا , ذلك ان التوعية و انتشار الافكار المختلفة والمناوئة لفكر النظام الحاكم , قد اصبحت متاحة وفي متناول فهم واستيعاب الجميع بذات قدم المساواة , بل و مجاناً , فاصبح هذا النظام العنصري و الجهوي في مواجهة خاسرة , مع هذه الثورة المعلوماتية و الثقافية العالمية , التي تجاوزت حدود الاقطار و القارات فوصلت شعوب ما وراء البحار بشعوب الصحارى القاحلة في شمال افريقيا و شبه جزيرة العرب , فالنصر حتماً سيكون لرواد الفيس بوك و التويتر , لانهم الاوفر حظاً في التمتع بحرية التعبير التي اتاحها لهم (مارك) و حلفائه , وليس كما ظل يكتبه نقيب الصحفيين الاستاذ الصادق الرزيقي , من مقالات مستخفة ومستهجة لهذه الصفحات السايبرية التي فعلت الافاعيل بانظمة سياسية جارة.
    كيف يعقل لنظام حكم سياسي واجب عليه القيام بتصريف شئون شعب مثل الشعب السوداني , هذا الشعب الذي توزع بين عدة مساحات جغرافية و مناخات بيئية , و له امزجة متباينة و مرجعيات ثقافية متنوعة , كيف يمكن لنظام حكم كهذا ان يستمر في ادارة شعب بهذه الضخامة من المميزات ؟؟ , كيف يتأتى له ذلك حاضراً ومستقبلاً بكابينة قيادة سياسية و عسكرية من رقعة جغرافية واحدة , والمغامرة والاعتماد على مجموعات قبائلية ذات انتماء عرقي وجهوي واحد ؟؟ , دون مراعاة للخارطة الواسعة الشاسعة للقطر الكبير و الجميل بتنوع وتفرد انسانه , ان مسئولية الامن واقعة على عاتق جميع مكونات هذه الشعوب السودانية , اقول شعوب لانها كانت تنتمي الى ممالك و سلطنات لها سبق حضاري قبل ان يكون للدولة السودانية الحديثة وجود , سلطنة دارفور ومملكة المسبعات و السلطنة الزرقاء و الممالك البجاوية و النوبية في شرق وشمال القطر , هذه الثروة من المورد البشري و الاقتصادي و الثقافي لا يجب حصر ابداعها في هذه الرقعة الصغيرة من جغرافيا الوطن , فكما بحثت امريكا عن التنوع المفضي الى انتاج انسان يتمتع بالعبقرية و الابتكار في برنامج القرعة العشوائية , لماذا لا يعتمد حكامنا ومنظرونا وساستنا على اتاحة الفرصة لادروب و كوكو واسحق لكي يسهموا في رفعة وتقدم وتأمين وطنهم ؟؟ , انه لمن غباء العقل البشري ان يحتفظ بامراض الجهوية و القبائلية , في زمان اصبحت فيه الحدود السياسية بين البلدان مجرد خطوط وهمية , لا تقدر على ايقاف المد التوعوي القادم من اقاصي اركان الدنيا , لماذا نضيق واسعاً طالما فرضت علينا العالمية اجندتها المفيدة و النافعة ؟.
    ان كل الفشل الذي لازم دويلة ما بعد الاستعمار يكمن في هذا التضييق , و ذلك التكميم الذي تمارسه هذه الدويلة بحق افراد شعوبها , فكل ما اشتكينا اوجاع اخفاقاتنا في الرياضة , علينا بالرجوع الى اعادة النظر في مركزية الثقافة الرياضية التي فرضت علينا منهاج هلال مريخ , الذي حصر الهوى و الانتماء الرياضي في هذين الناديين دون سواهما من الاندية , اليست هذه هي ذات المركزية السياسية و الثقافية التي تعاني منها الشعوب السودانية ؟؟, اليس شيئاً غريباً ان ترى هذه النسخة الاحادية لناديي الهلال و المريخ , في كل قرية في السودان ؟؟ تماماً مثل التمظهرات الاخرى لهذه المركزية الثقافية في جانبها الموسيقي و الغنائي و تقديسها لأغنية الحقيبة , واعتبارها الاصل في الطرب السوداني , تهميشاً للايقاعات القديمة والعريقة في شمال وشرق و غرب البلاد , ويا ويل ذلك المواطن الاقليمي الذي شبّت اذناه وترعرعتا على سماع ايقاعات ((المردوم)) و ((الفرنقبية)) , إذا اراد ان يتقدم لأجازة صوته في اذاعة السودان , ((الاذاعة القومية و الوطنية الشاملة!!)) ؟؟ فعلى ذكر دكتاتورية مركزية الثقافة السودانية هذه , استحضر انني شاهدت حواراً في يوم من ايام ماضينا القريب , للمطرب عمر احساس بالتلفزيون ((القومي)) , فكان متحدثاً عن بداياته الفنية بمدينة نيالا , ادهشني عندما قال ان بداياته كانت بترداد اغاني الحقيبة , أي حقيبة يا عمر ؟ وأي طار؟ وأي مديح؟ , نحن ابناء نيالا نشأنا في بيئة كان يتغنى فيها كل من زكريا الفاشر و يوسف باب الله و ود ابجولا , بايقاعات ((النقارة)) و ((اب قزّة)) و((الجراري )) , لكن لا عليك , انها ادوات الثقافة المركزية القاهرة , التي طحنت وغمرت اجيال غيرك قبل ان تندلع ثورة المعلوماتية , هذه التقنية التي مكّنت كل هاوٍ لكل ضرب من ضروب الفنون , بأن يقوم بايداع ما لديه من انتاج في قناة اليوتيوب , القناة التي هزمت الكثير من التلفزيونات و القنوات الفضائية.
    السودان قطر مترامي الاطراف غني بالموردين البشري و الطبيعي , فمن المستحيل ان يدار عن طريق النهج الجهوي و الاقصائي , ولنا عبرة في ذهاب جنوب البلاد ببتروله و بشره بسبب احتكار السلطة و الثروة من قبل نخبة قليلة العدد و ضعيفة الحيلة , فاذا لم يتدارك الوضع الآني في هذا الوطن الحدادي والمدادي , سوف نصبح بعد حين مجموعة دويلات ضعيفة لا تقوى على فعل شيء , فالحل يكمن فينا نحن ابناء السودان في شماله وشرقه وغربه دون فرز ولا اقصاء لاحد , فعلينا ان لا ندع هذه الجماعة الانقاذية لان تحقق مأربها في تقطيع اوصالنا وارحامنا إرباً إرباً , فتضافر الجهود الوطنية الخالصة من قوى البديل المعارض لمنظومة حكم الانقاذ ضروري وملح الحاحاً عاجلاً , وعلى هذا البديل ان يضع منهج التحليل الثقافي و الديمغرافي في اعتباره , عندما يشرع في تشريح المشكل السوداني , و لنا في الأمام المهدي خير دليل نستبين به نور الحق و العدل , فالسودان من منظور الدولة والثورة المهدية تمثله ثلاثة اضلع , وهي :- المهدي – دقنة – تورشين , فعندما وضع المهدي اللبنة الأولى لدولته لم يكن جهوياً ولا عرقياً ولا حزبياً , كان يرى الامور من منظار الحق و العدل , الاساسان اللذان قامت عليهما اول قاعدة لبناء اول دولة وطنية كاملة الدسم للسودان الحبيب , فما يحدث اليوم من قبل جماعة الهوس الديني لا يمثل ما جاء به الاولون من رموز هذا الوطن , فالمهدي لم ينظر الى جغرافيا منطقته حينما دعا الناس الى تعاليم الثورة ضد التركمان , ولم يقل ((انا الدنقلاوي)) , بل كان رمزاً وطنياً قومياً شامخاً قاتل المستعمر الغاصب بكل ضراوة , ووحد الناس تحت راية واحدة لا تعرف القبيلة و لا المنطقة , وعيّن خلفائه الاربعة بكل نزاهة تقتضيها المثل و الاخلاق الكريمة والحميدة الفاضلة , فلم يورث الحكم لأحد كما فعل الكثيرون من امراء الدولة الاسلامية في التاريخ القديم و الحديث , ومثلما فعل الامويون القدامى والجدد , فالدولة السودانية في حاجة ماسّة الى قادة ملهمين من شاكلة قرنق و الامام محمد احمد , فهنالك درس واحد مفيد قدمته الدولة المهدية قبل اكثر من قرن من الزمان , الا وهو مبدأ عدم توريث الحكم , فشتان ما بين حالنا اليوم واحوالنا البارحة.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de