|
محن السياسة السودانية رسالة إلي الخليفة عمر بمناسبة مرور عام علي انتفاضة سبتمبر بقلم حامد بشرى
|
09:50 PM Aug, 17 2015 سودانيز اون لاين حامد بشرى-أوتاوا-كندا مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أوتاوا
في المرات السابقة تعرضت للمحن التي تمر بها البلاد نتيجة لسياسات الإنقاذ التي أهانت وذلت شعب السودان ولم تستثن حتي الأطفال حديثي الولادة والذين لم يُولدوا بعد. شعب فُرض عليه الفقر والجوع والمسغبة حتي أصبح يعتمد في معيشته ورزقه علي الإعانات والصدقات وما تجود به تحويلات أبنائه وبناته من المغتربين بعد أن تسبب القائمون علي أمره في تجفيف الزرع والضرع وتشريدهم في أركان الدنيا الأربعة ولم يسلم من ذلك الأ الذين أبتلعهم اليم في عرض المحيطات قبل أن يصلوا الي مبتغاهم . وفي شهر رمضان الماضي رأينا كيف تم التنكيل بالمواطنين حيث تم عقابهم وحرمانهم من خدمات الكهرباء والماء في صيف ارتفعت درجة حرارته الي ما فوق الأربعين ولم تنج من ذلك حتي دور العبادة . حينها أجبر الظمأ مواطني عاصمة البلاد على استغلال الدواب لكي يرووا عطشاهم ويغسلوا موتاهم مع العلم بأن هذه المدينة التي يُطلق عليها العاصمة ترقد علي مرمي حجر من مجري ثلاثة أنهار ويمر بها أطول نهر في العالم . هذا المشهد المُخزي وغير الإنساني غير المسبوق ومنعدم النظير في تعذيب البشر لم تنحدر إليه أي من العواصم حتي صار وصمة عار في جبين الحكام أذا بقي لهم جبين . لقد أعادونا إلي العصر الحجري بفضل مشروعهم الحضاري. هذه المأساة أرجعتني الي قول الفاروق رضي الله عنه ( لو ماتت شاة علي شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالي سائلي عنها يوم القيامة ) خليفة المؤمنين وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة يخاف من السؤال يوم القيامة في موت شاة عجبت لحاكم آخر يطابقه في الأسم ويناقضه في الأفعال والأقوال يقتل ويذبح أخاه المسلم بغير حساب لا يرمش له جفنٍ ولا يتبع ما جاء في محكم تنزيله العزيز : وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ (الأنعام)151. وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً. النساء 93. وثالثة الأثافي عندما شهد شاهد من أهلها حينما صرح نائبه (علي) بأن مشروعهم الحضاري ليس من أولوياته أطعام الشعب السوداني . وهذه من المرات القلائل التي يصدق فيها ويؤكد أن أولويات حكمهم هي أغتيال الديمقراطية وفصل الجنوب والتشريد للصالح العام وتفشي المحسوبية واختلاس المال العام وكبت الحريات وتصدير الأرهاب عبر القارات والقتل وممارسة الاغتصاب والتطهير العرقي مما جعل رأس الدولة في قائمة المطلوبين للعدالة . في عهدكم لم يسلم مرفق عام أو خاص من أن تصله يد التخريب والاختلاس قبل أن يتم قبره. سياستكم التي ليس من أولوياتها إطعام المواطن أوصلتنا إلي نسبة فقر تعادل 94% . ومعاير الفقر والجوع السودانية تختلف من رصيفاتها العالمية . فقرنا لا تُحسب فيه نسبة البروتينيات أو السُكريات أو نسبة اللحوم والألبان ومشتقاتها وأنما يقاس بأمكانية توفر ثمن قفة الملاح في حدها الأدني وهي الويكة والكسرة وكباية الشاي الأحمر بدلاً من السكر أذا توفر. اليوم الوجبة الرئيسية لنسبة معتبرة من مواطني عاصمتك المثلثة هي كوارع الدجاج علي الرغم من وجود ديوان للزكاة ومصلحة ضرائب وجبايات تعمل كالمناشير وأنت وبطانتك في قصوركم تتناولون ما لذ وطاب ولم يفتح الله عليك بكلمة أعتذار للشعب حتي من جانب المجاملة من جراء ما سقته لهم من عذابات بل علي النقيض من ذلك شاهدناك تطرب حد الرقص في كل مناسبة وأحياناً بدون مناسبة حتى أصبحت (الراقص الرئاسي) في حين أنك لا تستطيع أن تكفل لقمة الخبز في عاصمة بلادك بعد مرور أكثر من ربع قرن علي حكمك . ولتقريب الصورة لك ، علي بعد عشرة أمتار من قصرك ترى عيناك يوميا ًجيوش البطالة من خريجي الجامعات ومعهم جموع الشحاذين والمشردين والمعوقين ذوي الأحتياجات الخاصة يتوددون للمارة طلباً للقمة الخبز أو استجداءً لوظيفة ، يعلمون سلفاً أنها لن تتوفر لهم بسبب خلفيتهم العرقية أو الفكرية أو لون سحنتهم أو حتى زيهم ولم يطرف لك جفنٌ . لم تتناقص أعداد هؤلاء المحتاجين أثناء حكمك بل صارت تتزايد بمتوالية حسابية وفي بعض المناطق بمتوالية هندسية . هل هذا ما كان ينادي به علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ؟ اليس هو القائل أذا كان الفقر رجلاً لقتلته ؟ هؤلاء المواطنون الذين تتم معاقبتهم وتعذيبهم والتنكيل بهم في سعيهم الدؤوب للحصول علي لقمة عيشهم علي مدار الساعة هم من فُرضت عليهم ضرائب وإتاوات وجبايات تنوء بحملها الجبال ومن دون أستشارتهم صاروا يتحملون مصروفات القصر والأمن والجيش والوزراء وحكام الأقاليم ونوابهم ونواب رئيس الجمهورية وحتي أكلك ومشربك وملبسك هم الذين يدفعون تكاليفه. إنه لمن المضحك المبكي أن يتحمل الشعب منصرفات من يقومون بقهره وحتى الذين يتولون قتل أبنائه وبناته. في عهد حاكم قبلك أتي من نفس المؤسسة العسكرية بايعتموه لأن يكون خليفة للمسلمين سُجنْ الناس وقُطعتْ أطرافهم من خلافٍ وصُلبوا وأعُدمْ خيرة أبناء السودان في عهده وكان من المحظوظين حيث تمت إزاحته بانتفاضة شعبيه . أَجبر هذا المعتوه أهل دارفور وكردفان علي أكل الأمباز. أما في عهد خلافتك فتبدل الحال صار طعام وغذاء مواطني دارفور والذين هم في معسكرات اللجوء داخل الوطن أو الذين يقصفهم طيرانك وهم تحت رحمة الطبيعة يحتمون في كهوف الجبال وجبتهم الرئيسية هي العصيدة التي تُطبخ من نوى الدوم وخضارهم هو الحسكنيت وأوراق الأشجار البرية. الي وقت قريب كان متوقعاً من هذا القطر أن يسد النقص في الغذاء العالمي علي حسب بيانات منظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) . كنت أتمني أن يكون ما آل اليه الحال عدالة السماء ولكن أتضح أن هذه هي عدالة حكمك . وخوفي أن تكون خاتمتك أسوء مِن مَن سبقوك . ويا ليتك يا عمر تكتفي بهذا الإخفاق وتطلب الغفران من ربك وشعبك . أصبح عندك سيان أن تري طفلاً يفارق الحياة لعدم توفر ثمن العلاج أو مسناً عجز عن الوصول للطبيب لضيق ذات اليد أو أن ترسل طائراتك الحربية أحياناً بطيار أو بدونه لأبادة مواطنينك في جبال النوبة والنيل الأزرق أما في غرب البلاد فحدث ولا حرج تولي حرب الوكالة نيابة عنك حميدتي مقطوع الطارئ مسؤول قوات الدعم السريع التي طعنت الجيش السوداني القومي الذي رباك وأطعمك في الخاصرة بعد أن خلف أبن عمومته مرتاد السجون الذي سبقه في ممارسة النهب والقتل والسبي قائد قوات الجنجويد موسي هلال علي هذه المهمة . يا للعار .
أحدث المقالات
- انتظار نتائج الفشل لايولد الامأساة بقلم سميح خلف 08-17-15, 02:58 PM, سميح خلف
- كالي Calais الفرنسية و مبادىء حماية اللاجئين الدولية بقلم د. طارق مصباح يوسف 08-17-15, 02:55 PM, طارق مصباح يوسف
- الشغَّالات الأجنبيات ومكاتب الاستخدام بقلم الطيب مصطفى 08-17-15, 02:52 PM, الطيب مصطفى
- ( مقالب ) بقلم الطاهر ساتي 08-17-15, 02:50 PM, الطاهر ساتي
- إقالة مدحت المحمود ضرورة وطنية وتنظيف للسلطة القضائية بقلم وائل حسن جعفر 08-17-15, 07:04 AM, وائل حسن جعفر
- الجهاز الإستثماري .. مستندات الصندوق الأسود (5) يطرحها حيدر احمد خيرالله 08-17-15, 06:57 AM, حيدر احمد خيرالله
- الدور المنتظر للمثقفين الأتحاديين بقلم بروفسير محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى 08-17-15, 06:34 AM, محمد زين العابدين عثمان
- الدين - الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو افق بلا ارهاب الجزء السابع بقلم محمد الحنفي 08-17-15, 06:31 AM, محمد الحنفي
- كيف دخل الصادق المهدي التاريخ في يوم الأثنين 20 يوليو 2015 ؟ الحلقة الرابعة (4-6) بقلم ثروت قاسم 08-17-15, 06:29 AM, ثروت قاسم
- فى نورى تتسامي القيم السودانية بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 08-17-15, 05:30 AM, محمد زين العابدين عثمان
- رئاسة الجمهورية وعقدة جنوب السودان بقلم د. تيسير محي الدين عثمان 08-17-15, 04:32 AM, تيسير محي الدين عثمان
- محن الشيوعيين ... وذبح الرسل 2 بقلم شوقي بدرى 08-17-15, 04:29 AM, شوقي بدرى
- الشوايقة والجعلية تدوسهم "العرب"ية (معابثة باهزوجة سودانية قديمة معدلة) بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-17-15, 04:27 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الإرهاب والتطرف ... أزمة مصطلحات ومفاهيم (1) بقلم جمال عنقرة 08-17-15, 04:25 AM, جمال عنقرة
- زهر الرياض ....شعر الطيب النقر 08-17-15, 04:23 AM, الطيب النقر
- الوسط المفترى عليه بقلم دكتور محمد زين العابدين عثمان 08-17-15, 01:39 AM, محمد زين العابدين عثمان
- فارس في جب الضياع– الحاج خليفة جودة - سنجة 08-17-15, 01:34 AM, الحاج خليفة جودة
- فرسان ليهم طريق – الملك آدم أركاب 08-17-15, 01:32 AM, آدم أركاب
- هل انتفاضة العبادي زوبعة في فنجان؟ بقلم عبدالرحمن الراشد 08-17-15, 01:30 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- القبول للجامعات ظلم للوطن ولطلاب بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 08-17-15, 01:29 AM, محمد زين العابدين عثمان
- الصنم الذى هوى بقلم نورين مناوى برشم 08-16-15, 10:43 PM, نورين مناوى برشم
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (2 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-16-15, 10:40 PM, محمد وقيع الله
- النظافة الشخصية والعامة بقلم عواطف عبداللطيف 08-16-15, 10:38 PM, عواطف عبداللطيف
- من أجل سلام السودان واستدامته بقلم نورالدين مدني 08-16-15, 10:36 PM, نور الدين مدني
- ان انسى لا أنسى (1) بقلم د. عبدالكريم جبريل القونى 08-16-15, 10:34 PM, عبدالكريم جبريل القونى
|
|
|
|
|
|