أحداث ومؤشرات/ بات جلياً أن وباء الكوليرا، طرق باب أي سوداني، وإن لم يكن بطريقة مباشرة كان بالتأثر إمّا من أهله أو جيرانه أو من معارفه، ويكفي أن الهلع أصاب الجميع. فلم ينج حتى الوسط الطبي والصحفي منطلق التثقيف والاستشعار المبكر، فقد توفى والد الصديق والزميل بوكالة السودان للأنباء الأستاذ محمد عبد الرحيم مع بداية انتشار المرض بربك، ثم والدة الزميل الصحفي والمزيع القدير صاحب مركز حنقة للإعلام، الأستاذ أحمد حنقة الحاجة آمنه المليح قبل أسبوع، وما عاد هناك ما يمكن دسه عن هذا الوباء الفتاك. ما يعجب له عندما ظهر المرض في دولة الجنوب المجاورة، كانت صحفنا تنقل الأخبار عنه باعتباره كوليرا، وعندما ظهر في السودان تحول بقدرة قادر إلى إسهالات مائية، مع العلم أن الكوليرا هي من الإسهالات المائية، وحاولت التحقق من الأعراض، فهي هي لا يوجد اختلاف، ولا ندري لما المكابرة؟، ولماذا لم تتعامل معه الجهات المعنية بجدية ومسئولية، وهو يعد من وبائيات القرون الوسطى وأن ظهوره في أي بلد يعني التدهور المريع في الخدمات المقدمة للإنسان؟!. والسؤال كم فقد السودان من موارد بشرية واقتصادية جراء المرض؟ الأجابة على هذا السؤال بحسب وزارة الصحة الاتحادية أنه حصد أرواح 265 شخص، وأصابة 16 ألف في 11 ولاية، ولولايتي النيل الأبيض والخرطوم نصيب الأسد، وهذه الاحصاءات هي للتي زارت المستشفيات الكبيرة، فيم الشفخانات، والموتى والمصابين الذين لم يزوروا المستشفيات فهم خارج هذه الاحصائية مما يعني أن العدد أكبر، ويتبين ذلك بوضوع في الفارق الكبير لعدد الموتى بين ما يعلنه وزير الصحة بولاية الخرطوم، وما تنقله الصحف اليومية من بيوت العزاء وزيارة المقابر، فالخرطوم ليست كالولايات البعيدة، واضطر مرغما ليطالب الإعلام ليقوم بدور التوعية والارشاد لمكافحة المرض. إن كان ذاك ما فقدناه من بشر، فتخيلوا معي أن كل أولئك الموتى والمرضى خرجوا من دائرة الإنتاج، بجانب أسرهم الذين يمارضونهم وينفقون إليهم، وحجم العلاج المستخدم، فإنها مبالغ كبيرة تقدر بالمليارات، إذا ما ارّخنا للمرض من أغسطس 2016م كما قال بحر أبو قردة وزير الصحة. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة