|
ما أمر ظلم ذوى القربى !الذين يجمعنا بهم الدم والرحم مذكرات اللواء أركان حرب / محمد نجيب أول رئيس جم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
والتأريخ والجغرافيا والنيل والكرم الأصيل !
جد اللواء محمد نجيب قال لمن طلب منه الهروب لينجو بنفسه : أموت هنا نحن من الركاب إلى التراب ! بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن { سبحانك لا علم لنآ إلا ما علمتنآ إنك أنت العليم الحكيم} . { رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } . { رب زدنى علما } . سبق أن وعدت القراء بنشر مذكرات أول رئيس جمهورية فى مصر وهو اللواء أركان حرب / محمد نجيب الذى تجرى فيه دماء سودانية وكذلك الرئيس الثالث الزعيم محمد أنور السادات أمه سودانية وكلاهما تعرضا لظلم وإفتئات وإضطهاد وغمز وهمز ولمز وجردا تماما من أعظم ما قدما للأمة العربية والإسلامية وبالذات الزعيم أنور السادات الذى أتهم بالخيانة لأنه أجرى صلحا مع إسرائيل والمفارقة كل العرب اليوم يجرون وراء مصالحة السلام مع إسرائيل وعلى رأسهم الجامعة العربية التى بين يديها مبادرة الملك عبد الله للسلام والرئيس عباس يفاوض إسرائيل لكن هؤلاء كلهم أمهاتهم عربيات ويابخت أى رئيس عربى يقبل حذاء إسرائيل عادى طالما أمه عربية أما الذى أعاد للأمة العربية والإسلامية شرفها وكرامتها بعد الهزيمة التأريخية الكارثة هزيمة النكسة والوكسة هزيمة 67 ومحا عارها بنصر 6إكتوبر المجيد قالوا عبور خط بارليف وهذه الحرب المقدسة حرب رمضان إنها مجرد مسرحية لأن بطلها السادات أمه سودانية ! أما اللواء محمد نجيب حورب حرب شعواء لا مثيل لها فى التأريخ لدرجة أن المرحوم الدكتور ثروت عكاشة طالب برد الإعتبار له وثروت عكاشة أحد الضباط الأحرار ومن المقربين لعبد الناصر ويعلم فضل ومكانة الرئيس نجيب والذى لم يسلم إبنه الذى كان يقود المعارضة ضد إسرائيل فى ألمانيا التى يدرس فيها أرسل إليه عبد الناصر المخابرات المصريه لتغتاله بدم بارد وما زال الناصريون يطالبوننا بتمجيد خالد الذكر الذى غيب الزعيم نجيب فى غياهب السجون بينما الزعيم نجيب عندما أعاده سلاح الفرسان إلى السلطة مرة أخرى وأرادوا البطش بجمال عبد الناصر منعهم نجيب لحبه لعبد الناصر لم يكتف بذلك بل عينه مديرا لمكتبه ورئيسا للوزراء بينما كان عبد الناصر من أخطر المتآمرين عليه فماذا نقول لعبدة الأصنام والأزلام ولأن جيل اليوم لا يعرف التأريخ نعيد نشر هذه المذكرات إنصافا للحق وإضاءة النور الذى أطفئته الماكينة الإعلامية المصرية الضخمة وحرصا للتواصل مع الشعب المصرى الشقيق والصديق والذى غيب تماما من مجرى الأحاث بفعل سحرة فرعون وكهنته أمثال عميد الكذب العربى محمد حسنين هيكل وحيرانه من حملة المباخر الذين ينشطون اليوم حول السيسى وما أشبه الليلة بالبارحة ! هكذا بدأ اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر مذكراته : أنا لا أعرف بدقة تأريخ ميلادى 00 أو 00 أعرف ثلاثة تواريخ لميلادى ، ولا أعرف أيهم أصح 00 ففى مفكرة أبى الخاصة ، كتب التأريخ الأول وكان 28 يونيو 1899 م وكتب أمامه نمرة واحد ولأنه كان يطلق علينا أرقاما 00 فيكتب نمرة واحد ولد يوم كذا 00 ونمرة إثنين ولد يوم كذا 00 وهكذا ولأننى كنت أعتقد أننى أكبر أخوتى ، فأننى تصورت اننى المقصود بنمرة واحد 00 وتصورت أن هذا التأريخ يصبح تأريخ ميلادى 00 لكننى إكتشفت فيما بعد ان أبى كان متزوجا من أخرى ، قبل أمى وانه أنجب منها أخى الأكبر عباس الذى توفى مبكرا 00 ولذا أشك فى هذا التأريخ . أما التاريخ الثانى ، فقرره القسم الطبى بالجيش 00 وكان 19 فبراير 1901م وأشك فيه أيضا ، لأنه يخضع لتقديرات الآخرين 00 والتى يسمونها عملية التسنين 0 التأريخ الثالث ، وهو الذى أطمئن إليه أكثر 00 فمأخوذ من تأريخ ميلاد أحد أقاربى 00 حيث أكد لى كبار العائلة أنه أصغر منى بأربعين يوما 00 وبالحساب يصبح تأريخى الذى ولدت فيه هو 7 يوليو 1902م 0 وإذا كنت لا أعرف بالضبط ، تأريخ ميلادى ، فأنا أعرف جيدا أننى ولدت فى الخرطوم 00 وكذلك أمى أما جدة أمى فمصرية الأصل 00 من المحلة الكبرى 0 وأنا أعرف ان جدى لأمى كان ضابطا كبيرا فى الجيش برتبة أميرلاى كان إسمه محمد عثمان بك 00 وكان قائد حامية بوابة المسلمية ، إحدى معاقل الخرطوم الجنوبية ، ومنها يبدأ الطريق إلى واد مدنى 0 وكان رجلا تقيا كريما يعرفه العربان الذين يعيشوا فى الصحراء ، ويأتون إلى الخرطوم لبيع المواشى والأغنام لأنهم كانوا ينزلون فى بيته الذى حوله إلى مضيفة لهم فى وقت لم يكن فيه فنادق أو لوكندات ، وفى هذه المضيفة كانوا يأكلون ويشربون وينامون يستمعون لآيات الذكر الحكيم 0 وقد أنقذت هذه المضيفة جدى عند قيام الثورة المهدية وسقوط مدينة الخرطوم فى يد أنصارها يوم 26 يناير 1885م من التنكيل به وأنقذت أسرته من الذبح 0 ففى ذلك اليوم هاجم أنصار المهدى الخرطوم 00 وكان بعضهم من العربان الذين يعرفون جدى جيدا 00 سيطروا على سنار 00 ودخلوا الخرطوم 00 وأمسكوا بالضابط الآخر الذى كان عليه حماية أجزاء أخرى من الخرطوم 00 وكان إسمه فرج باشا 00 وقطعوه بالساطور 00 ثم زحفوا إلى بيت جدى ليقضوا عليه ربما بنفس الطريقة ، ويسيطروا على الخرطوم تماما 0 لكنهم قبل أن يصلوا إليه جاء له ضابط من ضباطه إسمه يوسف مصبعجى عائلته لا تزال فى السودان إلى الآن ، وقال له : يامحمد بك 00 ماذا تنتظر لقد دخل أنصار المهدى المدينة ، وقتلوا فرج باشا بالساطور لابد أن تهرب 00 خذ هذا الجلباب الذى أحضرته لك 00 ألبسه على بدلتك العسكرية وأهرب 0 فقال جدى فى غضب : أغرب عن وجهى 00 أما أنا فمن الركاب إلى التراب وأصر جدى على أن يقاتل حتى قتل هو وإخوته الثلاثة رضوان وأحمد وشرف وكانوا هم أيضا ضباطا 0 بل انه قبل أن يواجه قوات المهدى أوصى إبنه الأكبر صباح ذلك اليوم بأن يقتل كل أفراد أسرته إذا سقطت الخرطوم حتى يجنبهم ذل الأسر ومهانة العدو 0 لكن هذا لم يحدث 00 لم تقتل الأسرة ، ولم تذق ذل الأسر ، ومهانة العدو فقد تقدم إثنان من العربان الذين كانوا ينزلون فى مضيفة جدى ، ويعرفون كرمه وشجاعته ، وكانا من أمراء جيش المهدي ليرفعا راية بيضاء على باب هذه الأسرة بأمر من السيد محمد أحمد المهدى ، فأصبحت الدار حرما لا ينتهك ، وأصبح أهلها فى مأمن من أى إعتداء بهذه الصدفة نجت عائلة جدى من الدبح 0 وكانت تلك العائلة الصغيرة مكونة من جدتى 00 ، وإبنها الراشد إسماعيل ، وأخيه الطفل عبد الوهاب وأخته الرضيعة زهرة ، وهى التى أصبحت فيما بعد أمى 0 وعاشت تلك العائلة فى ظروف صعبة جدا 00لم يكن لها معين 00 ولم يكن لها أى مصدر من مصادر الدخل الثابت 00 وإضطرت جدتى أن تعمل فى حياكة ملابس الدراويش 00 وخرج إبنها إسماعيل مع قوافل التجارة التى لم تنقطع بين شمال الوادى ، وجنوبه لا سيما عن طريق درب الأربعين الذى كان يربط غرب السودان بمدينة أسيوط وغيرها من مدن الصعيد ودرس عبد الوهاب على يد واعظ الخرطوم أصول القراءة والكتابة وعلوم الدين ، وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره إشتغل هو الآخر بالتجارة ، وبعد عام هرب مع قافلة من التجار برفقة تاجر من أسنا إلى مصر وسعى لمقابلة الخديو عباس حلمى الذى كان معنيا بشؤون السودان ويعرف عنه الكثير ، ونجح فى أن يقابله 0 عرفه خالى بنفسه فقال له الخديو : أنا أعرف أباك وأعرف شجاعته ، وإسمه ، ومواقف مسجلة عندى فى المحفوظات 00 وقد أمرت بتعليمك على نفقتنا الخاصة من المدرسة الإبتدائية إلى المدرسة الحربية 0 فى المدرسة الحربية إلتقى خالى عبد الوهاب بأبى يوسف نجيب الذى كان طالب برتبة انباشى { ونحن فى السودان نقول أمباشى وهو جندى على كتفه شريطين والذى على كتفه ثلاث شرائط يدعى شاويش } فى المدرسة 00 التى كان مقرها وقتئذ بالعباسية مكان السرايا الصفراء 00مستشفى الأمراض العقلية الآن 0 يوسف نجيب أبى كان يتيما من سن 13 سنة 0 ولد فى قرية النحارية 00 مركز كفر الزيات بالمديرية الغربية إشتغل بالزراعة والرعى 00 ، وكان من الممكن أن يظل كذلك حتى آخر عمره لولا إبن عمه فتح الله رضوان المحامى الذى كان مقيما فى بنى سويف ويزور أسرته فى النحارية من وقت لآخر00 اعجب فتح الله بحسن إستعداد يوسف نجيب ، وسرعة خاطره فأصر على إدخاله مع نجله محمود فتحى المدرسة حتى حصلا معا على الشهادة الإبتدائية ثم إلتحق يوسف بمدرسة الفنون والصنايع 00 وأكمل محمود دراسته القانونية حتى حصل على الدكتوراة من فرنسا 0 فى أثناء دراسته بالفنون والصنايع كان يوسف ماهرا فى الألعاب الرياضية خاصة كرة القدم 00 وكثيرا ما إستغل هذه المهارة فى تدريب الطلبة على هذه الألعاب مقابل أجر يستعين به على نفقات المعيشة 0 وفى سنة من سنوات الدراسة فى الفنون والصنايع وقعت له مفاجأة غيرت مجرى حياته كان يقود فريق المدرسة فى إحدى مباريات كرة القدم 00 وكان فى مقدمة المتفرجين كتشنر الحاكم العام الإنجليزى 00 وفى إحدى الهجمات وقع على الأرض ، وإنكسر ذراعه لكنه قام ليكمل المباراة بعد أن وضع ذراعه المكسور وراء ظهره 00 وتحمل الألام حتى إنتهت المباراة وفاز فريقه وطلب كتشنر أن يصافحه فإعتذر وعرف كتشنر سبب الإعتذار وقال له : أنت مكانك الطبيعى فى المدرسة الحربية 0 لكننى طالب فى الفنون والصنايع وإمتحاناتى على الأبواب 00ولا يهمك نحن سنساعدك ، وسنسهل عليك كل شئ 0 وتخرج يوسف نجيب من مدرسة الفنون والصنايع ودخل المدرسة الحربية 00 وهناك إلتقى بخالى عبد الوهاب محمد عثمان 00فى 26 مارس1896م تخرج يوسف نجيب من المدرسة الحربية وسافر على الفور إلى السودان ليلتحق بالكتيبة17 مشاة وكانت حملة دنقلا الكبرى قد بدأت فاشترك فى أغلب معاركها وإشترك فى أغلب معارك إسترجاع السودان حتى عام 1898م 00 وجرح ثلاث مرات كانت إحداها شديدة من أثر ضربة سيف فى ركبته اليسرى 00 ونفذت رصاصة أخرى من طربوشه ، وأحدثت جرحا سطحيا فى الراس 00 والجرح الثالث كان فى صدره ، ويشاء القدر أن تكون الكتيبة 17 مشاة التى إلتحق بها والدى فى بداية خدمته هى نفس الكتيبة التى إلتحقت بها فور تخرجى من المدرسة الحربية عام 1918م 00 بل ان قائد سرية الوالد عام1896م أصبح قائد كتيبتى عام 1918م وهو الأميرلاى حامد سعد بك 00 وصادفت أيضا قائد آخر عندما إلتحقت بهذه الكتيبة هو الأميرلاى عبد الله فهمى بك 00 وكان من زملاء والدى فيها 0 ولم يكن هذا فقط وجه الشبه الوحيد بينى وبين أبى فقد أصبحت يتيما مثله فى سن 13 سنة 0 وأصبت فى المعارك بسبعة جروح ، لم أسجل منها سوى ثلاثة مثله وتزوج هو أكثر من إمرأة 00 وأنا كذلك 0 فبعد موقعة الحفير بدنقلا عام 1898م تزوج بسيدة سودانية من قبيلة الشايقية إسمها سيدة محمد حمزة الشريف ، وأنجب منها نمرة واحد 00 أو إبنه الأكبر عباس 00 ثم طلقها 00 بعد الطلاق أرسل والدى إبنه عباس إلى النحارية ليشتغل بالزراعة 00 لكنه لم يعش طويلا 00 وان كان أولاده وأحفاده يعيشون هناك إلى الآن وبعد إسترجاع السودان إستقرت أحوال يوسف نجيب فقرر الزواج مرة أخرى 0 سمع عن أسرة المرحوم محمد عثمان فى أم درمان وشجعه البعض على الزواج من إبنته زهرة فلم يكذب خبرا وراح يلف وهو على ظهر جواده حول البيت لعله يراها 00 وعندما طلب ماء صرخت فيه الأم : ماذا تريد بالضبط ؟ لم يرد 000 فإذا بها تسكب الماء على راسه بدلا من أن يشربه وقالت له : لعلك تفيق 00 لكنه لم يستسلم ، وعاد يطرق الباب ، وقبل أن تغلظ له القول 00 قال لها : أريد أن أتزوج إبنتك ! فإذا بها تصفع الباب فى وجهه وتقول له : ليس بهذه الطريقة تزوج العائلات المحترمة بناتها إن للبنت رجالا يجب أن تتكلم معهم 00فقال : أنا أعرف إبن عمتها عبد الله حسن كان وكيل مديرية الخرطوم لكنه مات 00 ولا أعرف لها أقارب آخرين قالت : إن أبنى ضابط مثلك فى الجيش وإسمه عبد الوهاب محمد عثمان أسأل عنه 00 قال : مش معقول عبد الوهاب 00 انه صديقى جدا 0 قالت :إذن أكتب له وإذا وافق تتزوج 0 وكتب يوسف نجيب لعبد الوهاب عثمان خطابا يطلب فيه الزواج من أخته زهرة ، ووافق عبد الوهاب وحضر الزفاف بنفسه إذ أنه عين ضابطا بالكتيبة 15 السودانية فى نفس التأريخ الذى تزوج فيه أبى عام1900م أنجب أبى ثلاثة أبناء أنا أكبرهم والثانى على نجيب الذى كان ضابطا بالجيش المصرى حتى يوليو1952م ثم سفيرا لمصر فى سوريا والأخير هو الدكتور محمد نجيب 00 وأنجب أيضا ست بنات { دولت-زكية -سنية -حميدة -نعمت - ونجية } 0 فى السودان حيث عاش والدى من يوم أن وصلها حتى مات ولدت00 وتفحت عيناى 00 وعشت سنوات طفولتى وصباى 00 كان بيتنا بالقرب من الجامع العتيق فى الخرطوم00 كان منزلا متواضعا 00 مكونا من أربع حجرات 00 وأصبح فيما بعد ناديا للموظفين المصريين ثم بيع للكونت ميخالوس عام 1925م بعد الأحداث التى وقعت فى هذا العام بناحية ساقية أبو معلا فى هذا البيت ولدت 0 وقبل أن أبلغ الثالثة من عمرى إنتقل والدى الملازم أول يوسف نجيب ونحن معه إلى وادى حلفا 00 حيث عين مامورا لسجنها الحربى 00 ومن حلفا إلى واد مدنى مامورا للسجن الحربى هناك أيضا 0 فى واد مدنى دخلت كتابها الصغير00 والكتاب يسمى فى السودان بالخلوة 00 والتلاميذ يسمون بالحيران والكتاب مثل أى كتاب مصرى يقوم بتحفيظ القرآن وتعليم أصول القرآن ، والكتابة ، ويشرف عليه فقيه يدفع له الأهالى راتبا منتظما وعندما يتم جزءا من القرآن يأخذ مقابلا يسمى حق الشرافة 0 وقد كنت أحب عريف الكتاب 00 وكنت أساعده فى جمع الحطب يوم الأربعاء 00 أخر يوم بالنسبة لنا فى الأسبوع 00 إذ أن إجازة الكتاب كانت يومى الخميس والجمعة 00 وكل يوم أربعاء قبل أن نودع شيخنا كنا نأكل معه الذرة المسلوقة ، ونأخذ شيئا منها إلى بيوتنا للتبرك 00 وكانت هذه العادة تعرف بكرامة الأربعاء ومن وادمدنى إنتقل أبى إلى سنجة ، ومنها إلى أبو نعامة بمديرية سنار ثم إلى دلقو بمديرية حلفا 0 يتبع بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن 0 2014/5/10
|
|
|
|
|
|