|
|
 مابين نداء السودان ونداء الوطن ... جدلية الحرب والسلام ... ( 2 ) بقلم ياسر قطيه
|
وقفنا فى الجزء الأول من هذا المقال عند تخوم الأسئله التى طرحناها وإتفقنا على تفكيك طلاسمها سوياً بغية تبصير المعارضه والحكومه بعثية الحرب وإهدار البشر والوقت والموارد ، وتواثقنا عزيزى القارئ على أن تبدأ بطرح معضلة الجنوب لنسوقها مثالاً يحتذى وها نحن الأن نفعل . فالنسبه للجنوب الذى خاض حرباً ضروس وبلا هواده ومنى بخسائر فادحه فى كل شئ لم ينل مبتغاه الذى حارب من أجله لمدة نصف قرن من الزمان إلا بالتفاوض ، الحرب لم تحقق للجنوب أى ذره من المكاسب على الإطلاق ، بالسلام وعلى طاولة المفاوضات نال الجنوب أكثر ممايستحق وأُتخم بالعطايا ومن ثم إزدرد قادته المحاربين الجنوب بأكمله بعدما قضموا من كيكة السلطه والثروه فى الشمال الذى لم يدخلوه فاتحين أكثر مما يستطيعون بلعه ، لما تذوق المحاربين القدامى حلاوة السلام ونفوذ وأبهة السلطه ورغد العيش فى أحضان الثروه قرروا الإستئثار بكل تلك النعم لأنفسهم وإحتواءها وإحتكارها ففضلوا الإنفصال ويمموا وجوههم صوب أرض الميعاد وجنة الغرب الكاذبه الموعوده ... وعوضاً عن النعيم فى فردوس جوبا المفقود وجد الجنوبيون أنفسهم على متن الجحيم ! ذهبت وعود المانحين هباء والغرب الكنسى الإمبريالى العنصرى المتطرف لم يسند الجنوب لا فى الحرب ولا السلام والأدهى والأمر إنه الذى رسم خطوط تحريض الإنفصال وقلب من بعدها للجنوبيين ظهر المجن !! ذهب الجنوب وبقيت دارفور وجبال النوبه التى تلتها وأكمل النيل الأزرق مثلث القتل والدمار لنبدأ بدارفور ، حرب دافور مشتعله ومنذ ما يقارب العقد من الزمان إين الدعم الكنسى الصليبى هذا الذى يٌروج له الأن ؟ مأساة أهلنا فى دارفور مستمره ويوميات المعاناه وتفاصيلها التى يجترها الضحايا على مدار الساعه عمرها أكثر عشره سنوات ماذا فعل الغرب الإمبريالى غير النواح والعويل ، شق الجيوب ولطم الخدود ؟ دعك من السلاح والحرب والأسلحه إين وعود المانحين ؟ هل توقفت مأساة دارفور ؟ هل تدخل الغرب المسيحى المتطرف لحسم المشكله كما فعل فى مشكلة الجنوب بحيث أرغم الطرفين على التفاوض . ؟ ومشكلة دافور ومعاناة أهلها مستمره ومتفاقمه يوماً بعد الأخر إنفتحت جبهة جنوب كردفان !! قبل أن تأخذ أبعادها المرسومه وتدخل فى دهاليز أوربا إنفتحت جبهة النيل الأزرق ! أمامك الأن ثلاثه جبهات عسكريه ساخنه وملتهبه وقودها أهل تلك المناطق المكنوبه نفسها وليس مدن وعاصمة النظام من الكاسب ومن الخاسر فى تلك المواجهات العنيفه المستمره والتى عادت نتائجها وبالاً ووقعت مصائبها على أم رأس المواطنين الأبرياء والعزل ؟ بنفس القدر الذى يمكن فهمه من فتح جبهات القتال تلك على إعتبار إنه تطبيق لسياسة شد الأطراف المعروفه والجارى تطبيقها بنجاح من قبل الإمبرياليه والصهيونيه العالميه يمكنك وعلى نفس القياس أن تسحب المسأله وتدرجها ببساطه فى خانة تشتيت جهود القوات العسكريه التابعه للمعارضه السودانيه . وعوضا عن تكتل تلك المناطق فى منطقه واحده وتسخير إمكانياتها البشريه والماديه لتحقيق إنتصارات على الأرض والتقدم بزخم أكبر للأمام عمد الغرب الكنسى نفسه على تبديد جهود تلك القوات وإجبارها على خوض معارك كر وفر لا تحقق شيئاً ... وستستمر هذه الحروبات الصغيره والعبثيه كما إستمرت حرب الجنوب لمدة خمسين سنه قادمه وبعد خمسين سنه ستجبر الإمبرياليه العالميه هذه الأطراف المتصارعه للجلوس على طاولة المفاوضات وتدخلهم فى حجره واحده للتفاهم وتجلس على المدخل ممسكه بهراوتها الغليظه ومفتاح غرفة التفاوض . ( لما توصلوا لتفاهم أدونا خبر نفتح ليكم الباب تمشوا تطبقوا الكلام على الأرض .... يلا .... !! ) والغريبه إن إطراف النزاع الحكومه والمعارضه يدركان هذا الأمر تماماً والسيد ياسر عرمان مهندس شعل المعارضه فى الخارج هو أقدم مفاوضى الطرفين ! ثلاثون عاماً مضت وعرمان لا شغله ولا مشغله له غير التفاوض ! حل عرمان مشكلة الجنوب بالإنفصال ، لايوجد شئ أخر للتفاوض ، صنع عرمان جنوبه الخاص الجديد هل وصل السيد عرمان لمرحلة إدمان التفاوض ؟ تتغير بنية التفاوض ، يأتى المتفاوضون من كل حدب وصوب وما يلبث أن يرحلون وعرمان باقٍ ! على أى أساس ؟ بكره تنتهى مشكلة دارفور وتُحل مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق ويعود مالك عقار وعبدالعزيز الحلو للداخل وسيبقى عرمان فى الخارج منتظراً إندلاع حرب جديده ليستقبل مفاوضين جدد ! هل بقى عرمان سندالة تفاوض ؟ عرمان معارض من زمن النميرى هل يعقل أن تكون كل تلك الحكومات من لدن مايو الى حكومة الإنقاذ التى غيرت من جلدها مئات المرات هل يعقل إن كل تلك الحكومات على خطأ وعرمان هو الصحيح ؟ إزاء هذا الإدمان منقطع النظير للمعارضه المستديمه وهوس التفاوض المريع هذا الذى يتلبس ياسر عرمان لا يستبعد المرء على الإطلاق فى حالة إسقاط هذا النظام وعودة كل المعارضين من الخارج لتشكيل حكومه يحلمون بها لا أستبعد نهائياً بقاء ياسر عرمان فى الخارج منتظراً أن يوقع وثيقة نداء سودان أخر جديد مع حكومة الإنقاذ نفسها هذى التى يتاصبها العداء الأن فيأتلف مع كبار قادتها الذين ربما يفرون للخارج وبالطبع لن يجدوا غير سندالة المعارضه فى إنتظارهم فينهدس لهم الأمور ويوقع معهم مواثيق وبروتوكولات وعقود لإسقاط حكومة ( التحالف ) التى ربما تكون برئاسة الإمام الصادق والمكونه من رفاقه الحاليين .
وقتها ستوفد الحكومه مالك عقار ليتفاوض مع ياسر عرمان الذى يترأس وفد المعارضه للتفاوض وبمعيته البروف إبراهيم غندور
نواصل ...
|
|
 
|
|
|
|
ياسر قطيه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست