لوحــات إرتـرية (4): الـتقـــــــري نسيج الشــرق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-17-2024, 00:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2017, 07:52 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لوحــات إرتـرية (4): الـتقـــــــري نسيج الشــرق

    06:52 AM August, 27 2017

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل سعد عمر-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    لوحات إرترية (4): التقري نسيج الشرق


    سيف اليزل سعد عمر

    حاولت فى المقال الثانى التعريف بقومية (التقرنجية) كواحدة من أكبر القوميات الإريترية. وقلنا أنها فى الأصل قومية (التِقراى) المتمددة فى شمال إثيوبيا وأن التقرنجية ماهى إلا لغة التقراى فى إريتريا وأثيوبيا. فى هذا المقال نتحدث عن (التِقري) ونقول من البداية أن التقري هى لغة يتحدثها مجموعات قبلية كثيرة من البنى عامر فى شرق السودان إلى التخوم الشرقية من منخفضات إريتريا.

    لازلت أذكر خارطة السودان فى كتاب جغرافية السودان للفصل الرابع الإبتدائي، تلك الخارطة التى شكلت وجدان الكثيرين من السودانيين قبل الإنفصال لتشعرهم بالفخر والإعتزاز بأن هذا هو السودان بإمتداده من الشرق الي الغرب ومن الجنوب الي الشمال بمثلث حلايب ومثلث إليمى ونهر النيل من نمولي و القلابات للخرطوم ومن الخرطوم لحلفا القديمة. في خارطة المجموعات القبلية فى ذلك الكتاب كانت هناك ثلاثة قبائل مكتوبة بالخط العريض دلالة على كبر مجموعاتها هى البقارة فى الغرب والدينكا فى الجنوب والبجة فى الشرق. من ضمان قبائل الشرق قبيلتى الهدندوة والبنى عامر. حتى بدايات المرحلة الجامعية لم اسمع بالتقري. لكن دعواتنا لحركات التحرر الإريترية فى جامعة الجزيرة فى بداية الثمانينات هى التى عرفتنى على التقري ودورهم فى ثورة تحرير إرتيريا.

    معضلة القبائل عبر الحدود فى شرق السودان هى معضلة تسميات عبر الحدود لنفس القبلية الواحدة. لكى نسهل فهم هذه المعضلة نضرب مثل بالأنهار المشتركة التى تجري من الهضبة الإثيوبية والإريترية فى إتجاه الغرب نحو السودان. فالنهر الذي يخرج من بحيرة تانا يسمى أباي وعند دخوله السودان يسمى النيل الازرق. والنهرالذي يبدأ من شمال الهضبة الإثيوبية يسمى تيكازي ثم يتغير إسمه إلى سيتيت عندما يعبر الحدود ثم يصبح إسمه الأتبراوى (نهر عطبرة). والنهر الذي ينحدر من هضبة حماسين فى إيرتريا يسمى فى بدايته ماريب وفى وسطه يسمى سونا وعندما يعبر الحدود السودانية الإريترية يسمى القاش. والماء هو نفس الماء فقط تسمية مختلفة. فى إطار الإنهار هذا يمكنك تفهم عشق الإريتريين لكلمات اسحق الحلنقى إبن كسلا، و أغنية الراحل زيدان إبراهيم (بالله ليه يا فراش خلاك وراح القاش) . القضية هى أن عبر الحدود لا يمكن للدم التِقراوى أن يصبح ماء. على طول هذه الحدود من أقصى الحدود الشمالية مع إريتريا إلى أقصي الحدود الجنوبية مع إثيوبيا يوجد ما لا يقل عن عشرون قبيلة حدودية. الحدود السودانية الشرقية الحالية بين السودان وإريتريا طولها 605 كيلومتر تم الإتفاق عليها فى أربعة إتفاقيات منفصلة بين الأعوام 1898 و 1903(سبي، ١). وجود وإنتشار قبائل التقري فى شرق السودان وغرب إريتريا يمدد الحدود الإريترية داخل السودان ويمدد الحدود السودانية داخل إريتريا. فحدود السودان داخل الحدود الإريترية تنتهى حتى تنتهي أراضي التقري. تأريخيا كانت هذه الحدود جزء من السلطنات والممالك السودانية. وعند تحديد مصير إريتريا فى الأمم المتحدة كان أحد الخيارات هو ضم أراضي المنخفضات الإريترية للسودان. أما الأطماع الإستعمارية الحبشية والإيطالية فقد وقفت عند تخوم مدينة كسلا التى إستمدت قواها العسكرية من قوة أشاوس قبائل التقري بجانب قبائل البجة على طول الحدود السودانية فى الشرق.

    بلاد التقرى مساحة واسعة فى هذا الجزء من إفريقيا شكلتها عوامل كثيرة وتداخلات الدين والإستعمار وقساوة البيئة والتجارة والحروبات القبلية. نتيجة هذه العوامل كانت هناك هجرات مستمرة لقبائل التقري فى مساحات شرق السودان وغرب إيتريا لا زالت حتى اللحظة مستمرة بين البلدين. حدود أرض التقري كان دوما صراعا مستمرا بين التقراى والطموحات الإستعمارية ونزاعات الممالك القديمة. أرض التقري كانت محل نزاع لأربعة قرون بين الممالك الحبشية والممالك السودانية مثل سلطنة الفونج ولا زال هذا النزاغ مستمرا إذا نظرنا للصراع فى الفشقة بين إثيوبيا والسودن على سبيل المثال. والمثال لهجرات التقري للسوادن الهجرة الكبيرة منذ بداية السيتنيات بسبب الإحتلال الإثيوبي وقبلها الإستعمار الإيطالي. يقول احد المؤرخين الطليان أن قبلية الحباب فى شمال شرق إريتريا عبرت الحدود إلى السودان فى يناير 1895 بسبب قسوة الإستعمار الإيطالي (٢). فى فترة من الفترات كانت أرض التقرى مسرحا لصراع بين المصريين والأتراك والأحباش للسيطرة على موانئ البحر الأحمر والنزاع مع المهدية.

    يقول روسينى، احد الباحثين الطليان، أن لغة التبداويت كانت فى فترة ما أوسعُ إنتشارا من التقري إلا أن النزاع المستمر بين الأحباش وقبائل التقري قد ساعد فى انتشار التقري على حساب إنحسار التبداويت. ومع ذكري الصراع مع الأحباش فلا يمكن الحديث عن التقري دون الحديث عن جبهة التحرير الإريترية. فالحقيقة الثابتة أن شرارة ثورة إريتريا ضد الإستعمار الحبشي إنطلقت من قادة التقري فى الاراضي السودانية لتشمل كل الأراضي الإريترية وتوحد كل شعبها ضد الإستعمار الإثيوبي. يحدثنا إستاذي الجليل عابدين عبد الصبور (٣) فى كتابه إريتريا والسودان: تطور العلاقات الإستراتيجية، أن نشأت الثورة الإريترية كانت فى بورسودان فى الثانى من نوفمبر 1958 فى اجتماع مصغر حضره سبعة أشخاص. علينا ان نعرف أن قادة الثورة الإريترية كانوا جنودا وضباطا فى الجيش السودانى. منهم حامد ادريس عواتى صاحب أول رصاصة فى الثورة المسلحة الإريترية، وعمر حامد إزاز ومحمد إدريس حاج وغيرهم من أبطال وشهداء الثورة الإريترية. هذا بالطبع لا يُقلل من نضالات جميع قوميات إريتريا التى الغت الهوية والقبلية وعلت شان الوحدة الإريتراوية من اجل تحرير كل تراب إريتريا. لقد دارت رحى حرب التحرير الإريترية أول ما دارت فى اراضي التقري فكانت معارك وعمليات أغوردات وقلوج وجنقرين وهيكوتة وتقوربا. أراضي السودان الشرقية ومدنه وقراه كانت سند الثورة الإريترية، عسكريا وسياسيا. فقائد أمثال محمد سعيد ناود كان عضوا فى الحزب الشيوعي السودانى لثمانى سنوات (عابدين ص 78).

    بنات التقري من أجمل قبائل الشرق، يكفى أن تاجوج بنت الحُمران البنى عامرية قصة حب خلدها التاريخ. كتب عنهم (الحمران) هيوارد أن رجالهم يتمتعون بالوسامة ونسائهم بالجمال (٤). وأجمل أغانى التقري الخالدة نُظمت فى جمال فتياتهم. رحم الله أيقونة أغانى التقري الأستاذ الأمين عبد اللطيف الذى رحل عن دنيانا فى أغسطس من هذا العام. فقد تغنى للجميلة (فاطمة زهرة) فى كلمات حددت حتى جغرافية أراضي التقري عندما قال:
    أنا إت (كرن) تهليكو وإت (أسمرا)
    وديب (باطع) و (مندفرا)
    إت (أغوردات) تهليكو وأباررا
    إت (تسنى) تهليكو و (كسلا)
    تماثلكى إرإيكو فاطمة زهرة
    أنجح مسل انيابا كاترا
    محاوتا وملوت لبى سطرا

    أغنية أخري فى جمال بنات التقري هى أغنية من أغانى اللولاي أغنية (ولتْ كرن) وتعنى (بنت كرن) (٧) أهداها الراحل الأمين عبد اللطيف للراحل محمد وردي وأداءها أداء رائعا صارا رابطا قويا للتقري من كسلا إلي أسمرا. تغنى بها محمد وردي فى مسارح أسمرا فى عام 1963. تأثر فنانو التقري برصفائهم وأصدقائهم الفنانين السودانين من خلال الإغانى التى كانت تبثها إذاعة أم درمان وربطتهم علاقات قوية كانت سندا لتطور أغنية التقري ودعما لنضالات الثورة الإريترية. فنان آخر ترعرع فى السودان متنقلا بين كسلا و القضارف هو الفنان الكبير إدريس محمد على . إنتقل إدريس إلي مدينة عطبرة ليتعلم عزف آلة العود هناك تحت رعاية الراحل الفنان حسن خليفة العطبرواي وآخرون (٥). كذلك تغنى للشاعر السودانوإريتراوى الكبير محمد عثمان كجراي بأغنية (مهر الحرية). وقد كان عضوا بإتحادات المهن الموسيقية السودانية فى مدن الشرق (٦). قلما توجد مناسبة زواج لدي قبائل التقري لا تغنى فيه أغنية (هوي هوى مرحبا) لإدريس محمد على وهى بمثابة أغنية العديل والزين السودانية. للأسف إدريس محمد على كان مصيره جزاء سنمار. فالرجل معتقل فى سجون إسياس أفورقي منذ عام ٢٠٠٦ ولا يعرف له مصير. هاجرت أسرته بعد إعتقاله الى مدينة كسلا بحثا عن الأمان. آخر الأخبار غير المؤكدة تقول إنه قتل. وبغض النظر عن صحة المعلومة فسجن فنان فى قامة إدريس محمد علي لمدة ١١، سنة يعتبر قتل. أحد أعمدة أغنية التقري بعد أن غيب الموت الأمين عبد اللطيف والسجن إدريس محمد علي هو الفنان أحمد عثمان الشيخ (ود شيخ). لا يذكر ود شيخ إلا وتذكر أغنية بابوراي (القطار). وهى أغنية تصف رحلة القطار بين باصع (مصوع)، أسمرا وكرن و تشابه أغنية (قطار الشوق) السودانية.

    قدر التقري أن يسكنوا أراضي المنخفضات بأنهارها ووديانها وقدرهم أن هذه المنطقة كانت دوما هدفا للقوي الإستعمارية أيا كانت من الرومان والعرب والأتراك والطليان و البرتغاليين والأحباش والمصريين والبريطانيين. ثم قسمت أرضهم بين إريتريا والسودان وإثيوبيا مما جعلهم بعيدين عن المشاركة فى مراكز السلطة فى هذا الدول الثلاث دون أن يتعرضوا للتخوين تارة وللتهميش تارة أخري. لقد كانوا دوما هدفا لعنف سلطة المركز خاصة من إثيوبيا وإريتريا. فنظام الدرق الإثيوبي شن أعنف هجماته و طلعاته الجوية على مدن غرب إريتريا أم حجر، قلوج، تسنى، على قدر، هيكوتة، بادمي، مندفرا، قارورة وغيرها من المدن، مما أدي لنزوح الآلاف للسودان. هجرات التقري للسودان أو إرتيريا ليست بالهجرات الحديثة بل إمتداد لعلاقات ضاربة الجذور فى التاريخ والهوية وعلاقات أسرية بروابط قوية من أهمها الرابط الروحى الدينى والصوفي ممثلا فى الختمية.

    بالطبع ليس من السهولة التمييز بين الهندودة والبنى عامر، حتى ولو علمت سلفا أن هذا من البنى عامر وهذه من الهدندوة فلن تميز بين غيرهم إلا إذا عشت بينهم مدة طويلة لتفهم الفرق بين لغة التقري التى يتحدثها البنى عامر والبداويت التى يتحدثها البجة. وبالطبع لن تسطيع التميز بين بنى عامر إريتريا من بنى عامر السودان. فى نهاية ١٩٩٥ عبرت الحدود السودانية الإريترية مرتين جنوب كسلا بدون أوراق ثبوتية وبمساعدة شباب من البنى عامر سألتهم إن كان يحملون أوراق ثبوتية. ضحكوا وأجابوني أنهم لا يحتاجون لها لعبور الحدود فهم يعرفون تضاريس هذه الارض جيدا وأنهم إن عبروا إلي إريتريا فهم إريتريون وإن عبروا للسودان فهم سودانيون. أهل كسلا بالطبع يميزون بين كل مكونات المدينة ودون حساسية لأنهم يعلمون تماما قوة العلاقات والإمتدادات بين كل هذه القبائل واهميتها التاريخية والإجتماعية لتماسك مدينة كسلا (الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة) وجمالها وصوفيتها وحنينها وثقافتها. أفضل مثال لشرح الفرق بين البداويت والتقري أو كيفية التمييز بين الهدندوية والبنى عامرية قدمه الكوميدي ناصر أدروب فى برنامج صالون الفكاهة وموجود علي اليوتيوب. لغة التقري لغة لينة وحنينة.

    الحديث عن العلاقة بين اللغة العربية ولغة التقري حديث شائك ومعقد ويحتاج للدارسين والباحثين والمتخصصين. اللغة العربية لغة رسمية لإريتريا كما التقرينجية. والذين يتحدثون اللغة العربية هم قومية التقري وبالطبع مجموعات قبلية أخري خاصة فى الساحل.
    تجربتى الطويلة مع لغة التقري واللغة السواحيلية هى أنك تسطيع أن تمييز أصول الكلمات العربية فى لغة التقري كما اللغة السواحلية بسهولة. وإذا تركنا الهجرات العربية القديمة جانبا فالهجرات الحديثة إلي الدول العربية لها تأثير كبير على إستعراب لغة التقري. وأقول إستعراب بدون أي حساسية. التأثير الأكبر هو علاقة الجوار السودانية الإريترية ودور الإذاعات السودانية.

    هذه لوحة أخري من اللوحات الإريترية هذه المرة عن قومية التقري حاولت فيها التعرف على نسيج التقري فى شرق السودان وفى إريتريا. ومحاولة أخري للتواصل مع أسر عريقة وأصدقاء وأهل في الدوليتين يصعب حصرهم فى هذا المقال.

    هوامش

    ١- تاريخ إريتريا . عثمان صالح سبي. بيروت. النسخة الإنجليزية
    ٢- Marco Lenci, “Gli Habab d’Eritrea e il governorat
    o di Ferdinando Martini: dalla defe-
    zione alla sottomissione”,
    Africa
    , 54, 1999, 3, pp. 349-378

    ٣- أستاذى عابدين عبد الصبور تعلمت على يديه فى مرحلة الصف الخامس والسادس الإبتدائي فى مدرسة دردق الإبتدائية بمدينة ودمدنى. وكان اول من حكى لى عن دولة إسمها إريتريا، فقد كان يزورها فى فترة الإجازة.

    ٤- قصة تاجوج. ف ل هيوارد. جامعة الخرطوم. سودان نوتس آند ريكوردس. العدد ٢٤ 1941.

    ٥- المطرب الإريتري الكبير إدريس محمد على. بقلم صالح سليمان ٣ فبراير ٢٠١١

    ٦- الفنان إدريس محمد على: مدرسة فنية إستثنائية تستحق التأمل. بقلم سليمان فايد دارشح. ١١ فبراير ٢٠١٤

    ٧- مطلع كلمات أغنية (ولت كرن) تقول
    لالووى ولت كرن صعداتا
    لالووى ماى دعاري ساتيتا
    عشرت بدير ناياتا
    سقادا عركوكباي تاكى

    والشرح البسيط لكلمات الأغنية هو بنت كرن البيضاء الشاربة من موية دعاري وما نست عشرتنا رقبتها كالنخلة.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de