|
لواء الغدر بقلم / ماهر إبراهيم جعوان
|
يتلون الغادر تلون الحرباء حتى يُلبس على الناس دينهم ودنياهم وأوطانهم فيتوارى خلف الكلمات المعسولة والمصطلحات المنمقة والعبارات البراقة المنتقاة والثياب الفاخرة والجمع الكثير واللسان الحريص على المصلحة الحاني على الشعب يتمثل فرعون الأول(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىand#1648; وَلْيَدْعُ رَبَّهُ and#1750; إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) فيأخذ تفويضا بقتل موسى عليه السلام وعشيرته وملاحقتهم بالسحرة الأشرار وبالقضاة الفاسدين وبمال قارون وبالقتلة المأجورين وبجيش هامان النظامي إلى آخر الحدود للوصول إلى أغراضه الإنسان رخيصة حتى لو اعترض طريقهم اليم العميق (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ، وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ) فهل حقاً يمثل موسى عليه السلام خطراً على الوطن والمواطنين هل حقاً موسى عليه السلام يعطل الدين ويبدله ويظهر الفساد في الأرض هل ملأ فرعون الأرض خيراً وعدلاً وقسطاً ويملؤها موسى عليه السلام فساداً وجوراً وظلماً أم أنه تزييف الحقائق وقلب الموازين وإنهم دعاة على أبواب جهنم كما يقول صلى الله عليه وسلم (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ) صحيح الجامع رقم : 2994. وقال صلى الله عليه وسلم "صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ،إمام ظلوم غشوم، وكل غال مارق " "السلسلة الصحيحة" 1 / 762 قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة يركز لواءه عند استه) صحيح لغيره وفي رواية:)لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم من أمير عامة) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم (أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض) صحيح التعليق الرغيب 3 / 15و 150 وقال عليه السلام ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منهم فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً"السلسلة الصحيحة1/ 635 وعن أبي هريرة مرفوعاً(يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاة خونة وفقهاء كذبة فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم كاتباً ولا عريفاً ولا شرطياً)الطبراني وقال عليه السلام أيضاً (ألا إنها ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه) رواه أحمد وعن أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون,فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم, ولكن من رضي وتابع) صحيح مسلم فتحقيقاً لمعانى الولاء والبراء لابد من الكراهية لغدر الإنسان رخيص والإنكار بأية وسيلة من وسائل الاحتجاج السلمي المنضبط وإن ترك الإنكار قد يخرج صاحبه من دائرة الإيمان وفى تخريج الطحاوية (1/70) (ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة) [email protected]
|
|
|
|
|
|